دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ينمو الطلب على الطيران الخاص الفاخر بوتيرة سريعة في دولة الإمارات، وغالبًا ما تستعد الطائرات الخاصة والفاخرة طويلة المدى والتي تتسع لـ14 مقعدًا للإقلاع من مبنى كبار الشخصيات بمركز محمد بن راشد للطيران في دبي باتجاه بلدان أخرى من حول العالم.
من المتوقع أن ينتقل أكثر من 6،700 من أصحاب الملايين إلى دولة الإمارات في عام 2024 وحده، بشكل يفوق أي دولة أخرى في العالم، في حين قد يرتفع عدد أصحاب الملايين في دبي، أي الأفراد الذين لديهم أصول قابلة للاستثمار تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر، بنسبة 150% بحلول عام 2040، وفقًا لشركة "Henley and Partners"، وهي شركة استشارية تساعد العملاء الأثرياء في الحصول على الإقامة أو الجنسية في الخارج من خلال الاستثمارات.
وفي تقريرها عن هجرة الثروات الخاصة لعام 2024، أشارت الشركة إلى أن تدفق أصحاب الملايين من الهند، والشرق الأوسط، وروسيا، وإفريقيا، والمملكة المتحدة، وأوروبا يعني أن دولة الإمارات من المتوقع أن تجذب نحو ضعف عدد أصحاب الملايين من أقرب منافس لها، أي الولايات المتحدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية ومؤسسة شركة الطائرات الخاصة "Voyex" ليليت أفيتكيان التي تتخذ من دبي مقراً لها، إن تلبية الطلبات الفريدة للعملاء من أصحاب الملايين ما هي إلا جزء من خدمة نمط الحياة الفاخرة الشاملة التي تقدمها هذه الصناعة، سواء كانت عبارة عن وجبات سريعة مفضلة، أو تذاكر لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، أو عطلة فاخرة.
وأضافت أفيتكيان أن السفر على متن طائرة خاصة يمكن أن يكلّف ما بين 50 ألف دولار و200 ألف دولار أمريكي أو أكثر لرحلة واحدة.
وباعتبارها وسيطًا لرحلات الطيران الخاصة الفاخرة، تفتخر شركة "Voyex" بإمكانية الوصول إلى شبكة تضم أكثر من 20 ألف طائرة حول العالم يمكن استدعاؤها للإقلاع في غضون ساعات.
وأوضحت أفيتيكيان: "هناك في الواقع طائرتان حصريتان للغاية لدينا إمكانية الوصول إليهما بشكل خاص، فقط للأفراد من ذوي الثروات العالية مثل العائلات الملكية أو الحكومات ... إنهما أشبه بفيلات صغيرة في الجو".
وأصبحت دبي الآن السوق الأكثر ازدحامًا على مستوى العالم للعقارات السكنية التي تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار، وفقًا لشركة الاستشارات العقارية "Knight Frank".
وقال فيصل دوراني، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط لدى شركة "Knight Frank": "على مدى السنوات الخمسين الماضية، بنت دبي سمعة طيبة كمركز عالمي للرفاهية والأثرياء، حيث كان هؤلاء يستهدفون أغلى المنازل في دبي".
وأوضح دوراني أن الرغبة في الفخامة والتفرّد بين أثرياء العالم تمتد إلى الطيران الخاص، وهو ما يفسر نمو هذا القطاع في دول الخليج مثل دولة الإمارات، والسعودية، ويرجع ذلك أيضًا إلى "حقيقة أن دبي لديها تاريخ طويل بكونها مركزًا عالميًا للاتصال".
وتقدّر قيمة سوق الطائرات الخاصة في الشرق الأوسط بنحو 566 مليون دولار، ومن المتوقع أن تنمو إلى 943 مليون دولار بحلول عام 2029، وفقًا لشركة الاستشارات "Creative Zone".
وفي حين قد يكون عدد الرحلات الخاصة في أوروبا والولايات المتحدة أكبر، فإن وتيرة النمو في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة مثل الهند لا مثيل لها، حسبما ذكره يوسف معلم، وهو نائب الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الخاص العالمية "Vista".
وأشار معلم إلى أن دولة الإمارات كانت مسؤولة عن 59% من نمو قطاع الطيران الخاص في المنطقة، لكنها ليست وحدها التي تشهد نموًا هائلاً. وتقوم السعودية بتطوير بين 6 و8 مباني ركاب جديدة مخصصة لخدمة ركاب الطائرات الخاصة حصريًا.
ومن المقرّر أن تُصبح إمارة الشارقة بدولة الإمارات موطنًا لجناح تبلغ مساحته 14 ألف متر مربع ومبنى ركاب لأهم كبار الشخصيات "VVIP"، بعدما أعلنت مجموعة خدمات الطيران التجاري التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها "Gama Aviation" مؤخرًا أنها تضخ 100 مليون دولار في منشأة جديدة في مطار الشارقة الدولي.
التأثير المناخي
ولكن مع تمثيل الطيران لـ 3% من انبعاثات الكربون العالمية، لا تتبنى كل دولة الطيران الخاص بمثل هذا الحماس. وأعلنت هولندا العام الماضي عن نيتها حظر الطائرات الخاصة والطيران التجاري الصغير في مطارها الرئيسي اعتبارًا من عام 2026، في خطوة تستهدف تقليل الإزعاج الضوضائي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب.
في المتوسط، تنتج الطائرات الخاصة كميات كربون أكثر بعشر مرات من طائرات الركاب، وتُعتبر أكثر تلويثا بخمسين مرة من القطارات، وفقا للاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة.
ويمكن لوقود الطيران المستدام أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% ويمكن إنتاجه من مجموعة من المواد الخام المستدامة مثل الدهون الحيوانية، والزيوت، والنفايات المنزلية، والمحاصيل.