دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --كانت إسبانيا تُعد الخيار الأول لفترةٍ طويلة للذين يتطلعون إلى خوض رحلة غولف مشمسة في البحر الأبيض المتوسط.
ولكن على الجانب الآخر من مضيق جبل طارق، يبرز منافس جديد.
وتزعم المغرب أنها بديل ساحر في شمال إفريقيا لمواقع الغولف الشهيرة في شبه الجزيرة الأيبيرية، مع كون "المدينة الحمراء"، مراكش، في المقدمة.
المدينة محاطة بسلسلة جبال الأطلس الكبير في الأفق، وهي قد تبدو كبيئة معادية للعب الغولف بشوارعها الضيقة.
ومع ذلك، بمجرد الخروج من المدينة القديمة والأسواق الصاخبة، يتكشف مشهد الممرات الخضراء مترامية الأطراف، مع وجود أكثر من 10 ملاعب غولف مورقة للاختيار من بينها.
وتشمل هذه الواحات الزمردية المخفية حول مراكش "نادي الغولف روتانا بالميراي"، وهو ملعب مساحته 60 هكتارًا يقع على بُعد 20 دقيقة فقط بالسيارة شمال وسط المدينة.
وملعب الغولف المكون من 18 حفرة من بنات أفكار المهندس المعماري الأمريكي الإنجليزي، روبرت ترينت جونز، الذي شهدت مسيرته المهنية الأسطورية دخوله إلى قاعة مشاهير الغولف العالمية قبل وفاته في عام 2000.
ومشهد الطيور الضخمة وهي تطير نحو الأرض، مع جبال الأطلس الشاهقة في الخلفية، يشكل لحظات لا تُنسى للاعبين، القادمين عادةً من فرنسا، والمملكة المتحدة، ودول الشمال الأوروبي.
وقال مدير النادي، يوهان فرنانديز، لـ CNN: "إنه حقًا ملاذ للاعبي الغولف، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالتحديات الاستراتيجية".
التطور
ويبلغ عمر ملعب "روتانا" 30 عامًا تقريبًا، وهو جديد نسبيًا، ولكن من ناحية الغولف المغربي، فهو يُعد قديمًا.
وقد أصبح ثاني ملعب صالح للعب الغولف في مراكش عند افتتاحه عام 1993، رغم أنّ عمره لا يقارن بأقدم نادي في المدينة، وهو ملعب "رويال غولف مراكش" الذي تأسس في عام 1927.
وقد لعب عليه اثنان من رؤساء وزراء بريطانيا في زمن الحرب، هما ديفيد لويد جورج وونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي الأسبق، دوايت أيزنهاور.
وقد صمم الملعب، الذي يضم أكثر من 15 ألف شجرة نخيل، وأوكالبتوس، وزيتون، من قبل لاعبي الغولف المحترفين الفرنسيين جوستاف جولياس وأرنو ماسي.
وقد ظهرت 6 ملاعب على الأقل حول مراكش خلال السنوات الـ15 الماضية، وهو انتشار يتماشى مع الاهتمام المتزايد في بالغولف إفريقيا.
وبحسب التقرير العالمي السنوي لـ "R&A"، بلغ عدد لاعبي الغولف في ملاعب الـ 9 والـ18 حفرة في جميع أنحاء القارة 594 ألف لاعب في عام 2022، وهو ارتفاع حاد مقارنة بـ 370 ألف لاعب مسجّل في عام 2016.
مع نحو 25 ألف لاعب غولف، احتل المغرب المركز الرابع بين الدول الإفريقية من حيث المشاركة، وهو رقم لا يزال بعيدًا عن جنوب إفريقيا المتصدرة بفارق كبير (مع وجود 450 ألف لاعب).
وقد يفسر هذا الاهتمام المتزايد إلى حد ما الانتشار المتزايد لملاعب الغولف في مراكش، من "نادي فيرمونت رويال بالم للغولف والنادي الريفي" الذي يقع في منتجع فاخر، إلى نادي "نوريا" للغولف.
وقال فرنانديز: "لقد شهدت مراكش نموًا كبيرًا في ملاعب الغولف على مدار الأعوام العشرة الماضية".
وأشار إلى أنّه "بفضل مناخها المشمس على مدار العام وقربها من أوروبا، تجذب مراكش لاعبي الغولف الذين يتطلعون إلى الهروب من المواسم الباردة والممطرة، حيث تقع على بعد بضع ساعات فقط بالطائرة".
وأضاف:" إنها وجهة مثالية لرحلات الغولف القصيرة التي لا تُنسى".
فن الضيافة
لا شك أن سببًا آخر لازدهار الغولف في المنطقة مرتبط بجاذبية المدينة الحمراء كوجهة بعيدًا عن الممرات، مع وفرة القصور، والحدائق، والمساجد، والأسواق التي يمكن استكشافها.
ويمثل "La Porte d’Or"، وهو سوق مؤلف من طابقين مكتظ بالسجاد والتحف، فرصة واحدة فقط من بين عدد لا يحصى من الفرص للمساومة.
وتشكل ساحة جامع الفنا، التي تتحول لمركز مزدحم بأكشاك الطعام وفناني الشوارع ليلاً، القلب النابض للمدينة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.