دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يشعر أي شخص يزور روما في العام 2024 بخيبة أمل.. والسبب أن العديد من كنوزها التاريخية مدفونة تحت السقالات وسط أعمال الترميم الواسعة.
الخبر السارّ أن المدينة الإيطالية، والمعروفة أيضًا بـ"المدينة الخالدة"، ستُصبح أكثر جمالًا من أي وقت مضى، مع تحديث نظام المترو الخاص بها، والذي سينقل السيّاح إلى بعض مناطق الجذب الرئيسية.
والخبر السيء أن أعمال الترميم ما تزال قائمة، مع اقتراب مراسم الاحتفال الكاثوليكي الروماني في المدينة، والذي من المتوقع أن يجذب ما يصل إلى 35 مليون زائر.
وأطلق البابا بونيفاس الثامن عام اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكيّة للمرّة الأولى عام 1300، ويتم الاحتفال به مرّة كلّ 25 عامًا منذ العام 1470. وفي العادة، يجذب هذا الحدث أعدادًا هائلة من الحجاج إلى روما والفاتيكان طلبًا للمغفرة.
وبالنسبة للعاصمة الإيطالية، يُعدّ اليوبيل بمثابة فرصة لترقية مناطق الجذب السياحي في المدينة. ويُذكر أن روما تلّقت 2 مليار دولار من تمويل اليوبيل الخاص، وأكثر من 3 مليارات دولار من أموال ما بعد الوباء من الاتحاد الأوروبي.
ولكن، يخشى البعض أن أعمال الترميم ومشاريع البنية التحتية غير المرتبطة باليوبيل لن تنتهي في الوقت المحدد.
ونشر العديد من الأشخاص مقاطع فيديو ساخرة للمدينة بسبب انتشار أعمال البناء والإصلاحات في كلّ مكان تقريبًا.
ومن بين أبرز هذه المواقع التاريخية الشهيرة، تشمل كلًا من ساحة "نافونا"، وهي موطن نافورة الأنهار الأربعة، وجسر "بونتي سانت أنجلو"، وساحة "بيا"، وساحة "ريزورجيمنتو"، وغيرها.
"الرومان غاضبون"
وبالقرب من الفاتيكان، يجري إنشاء منطقة للمشاة بين قلعة "سانت أنجلو" وساحة "القديس بطرس"، وهو مشروع طموح خاص بمراسم الاحتفال باليوبيل.
وأكّد مكتب عمدة روما لشبكة CNN أنه سيكون جاهزًا قبل عشية عيد الميلاد.
ولكن، تقول سيلفيا ويسوكا، الصحفية التي كانت تغطي الفاتيكان وإيطاليا لوكالة الأنباء البولندية (PAP) لأكثر من عقدين من الزمان: "روما ليست مستعدة، إنها في حالة فوضى".
وأضافت: "الرومان غاضبون.. أسمعهم في كلّ مرّة أركب فيها الحافلة".
ويقول ريكاردو أباتي، وهو مرشد سياحي يعمل لدى شركة "Scooteroma"، أن حركة المرور الناجمة عن الأعمال تُشكّل تحديًا كبيرًا.
ولكن، قد يُساهم الموعد النهائي للاحتفال باليوبيل في تشجيع المدينة على استكمال مشاريعها بوقت أسرع.
ومن ناحية أخرى، أصرّ عمدة روما، روبرتو جوالتييري، على أن كل شيء يسير وفقًا للجدول الزمني.
وقال لشبكة CNN: "نحن نعمل بجدية كي نكون مستعدين لليوبيل، وجميع مواقع البناء التي يفترض أن تنتهي بحلول ديسمبر/ كانون الأول ستنتهي بهذا الشهر".
حان وقت التسامح
إذا لم تكن المدينة جاهزة، فستكون على الأقل في مزاج متسامح.
ودعا البابا فرانسيس إلى توسيع روح الغفران في اليوبيل إلى ما هو أبعد من روما، داعيًا الدول الأكثر ثراءً إلى التنازل عن ديون الدول الأكثر فقراً، وحكومات الدول إلى إصدار العفو عن السجناء الأفراد.
وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول، سيصبح فرانسيس أول بابا يفتح بابًا مقدّسًا في سجن "ربيبيا" في روما.
ورغم الحشود المتوقعة في العام المقبل، يُشجّع السكان المحليون جميع السيّاح غير المتدينين على زيارة المدينة أيضًا.
ففي الأيام الأخيرة، أُعيد افتتاح النافورة أمام معبد "البانثيون" في روما، ما أعطى لمحة عمّا هو آت. وساهمت أعمال الترميم، بما في ذلك التنظيف والعزل المائي وإصلاح المعادن والجص، في إعادة اللون الأصلي للهيكل.
وقال المرشد أباتي: "لا يوجد وقت سيئ أبدًا لزيارة روما".