أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- قال مسؤولان مطلعان على التقييمات الأمريكية الأولية، إنه يبدو أن الصاروخ الذي قتل شخصين في شرق بولندا، الأربعاء، مصدره أوكرانيا، على الرغم من أنه روسي الصنع.
وقال المسؤول إن هذا التقييم هو ما ألمح إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحاته في وقت سابق، عندما قال إنه "من غير المحتمل" أن يكون الصاروخ قد نشأ في روسيا.
وقال المسؤولان، اللذان لم يذكر اسميهما، إنه تمت مناقشة التقييمات الاستخباراتية حول حادث الصاروخ، في الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، وستكون تلك التقييمات أيضًا موضع نقاش في اجتماع سفراء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في بروكسل.
وفي وقت سابق، قال الرئيس بايدن، بعد التشاور مع الحلفاء في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا: "إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه من غير المرجح أن الصاروخ الذي سقط في بولندا، أُطلق من روسيا".
وتابع بايدن: "لا أريد أن أقول إن (الصاروخ أُطلق من روسيا)، حتى نحقق بالكامل، ومن غير المحتمل في الأذهان، أنه تم إطلاقه من روسيا، لكننا سنرى."
وكان البيان المشترك الذي صدر بعد اجتماع مجموعة السبع الصناعية الكبرى، غامضًا فيما يتعلق بحادث سقوط الصاروخ على بولندا، لكنه ركز بشكل أكبر على عشرات الضربات التي حدثت في الساعات، التي سبقت سقوط الصاروخ.
ومن جانبه، رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، التعليق على التقارير التي تفيد بأن الصاروخ الروسي الصنع، الذي سقط في شرق بولندا وقتل شخصين، أطلقته القوات الأوكرانية، في محاولة منها لاعتراض هجوم روسي.
وقال المتحدث: "ليس لدينا تعليق ولن نؤكد هذا التقرير، وكما قال الرئيس اليوم، نحن ندعم التحقيق البولندي الجاري لمعرفة ما حدث بالضبط".
وفي بيان لشبكة CNN الأربعاء، لم ينف مستشار مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بشكل صريح، التقارير التي تفيد بأن الصاروخ كان مصدره أوكرانيا، لكنه أكد مسؤولية روسيا عن بدء الحرب.
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار رئيس مكتب زلينسكي: "هناك منطق واحد فقط يجب اتباعه، وهو أن روسيا بدأت الحرب وتشنها، فروسيا تهاجم أوكرانيا بكثافة بصواريخ كروز، وحولت الجزء الشرقي من القارة الأوروبية إلى ساحة معركة لا يمكن التنبؤ بها، فالنية، ووسائل التنفيذ، والمخاطر، والتصعيد، كل هذا يأتي من روسيا وحدها".
وأضاف: "أنه لا يمكن أن يكون هناك تفسير آخر لأي حادث صاروخ هنا، فعندما تشن دولة معتدية، ضربة صاروخية متعمدة وواسعة النطاق، ضد دولة كبيرة في القارة الأوروبية وذلك بأسلحتها القديمة التي تعود للحقبة السوفيتية (وهي صواريخ من طراز Kh)، تحدث المأساة عاجلا أم آجلا، على أراضي الدول الأخرى أيضًا".
واستخدمت القوات الروسية والأوكرانية، ذخائر روسية الصنع خلال الصراع الذي استمر تسعة أشهر. وذكرت شبكة CNN في السابق أن أوكرانيا استخدمت صواريخ روسية الصنع كجزء من نظام دفاعها الجوي، وتعود أنظمة الأسلحة من الجيل الأقدم إلى الفترة التي كانت فيها كل من روسيا وأوكرانيا جزءً من الاتحاد السوفيتي السابق.
بينما قالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إن النظام الدفاعي الجوي الأوكراني مسؤول عن الانفجار الذي وقع خارج قرية برزيودو البولندية الريفية، الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان إن الصور من موقع الانفجار "حددها خبراء روس بشكل لا لبس فيه على أنها أجزاء لصاروخ موجه مضاد للطائرات من نظام الدفاع الجوي إس -300 التابع للقوات الجوية الأوكرانية".
وكانت الوزارة، وصفت التصريحات التي قالت إن روسيا هي التي أطلقت الصاروخ على بولندا، بأنها "استفزاز متعمد بهدف تصعيد الموقف".
في سياق متصل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، إن التحليل الأولي يشير إلى أن الحادث كان "على الأرجح" بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني.
وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: "يشير تحليلنا الأولي إلى أن الحادث كان على الأرجح بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد الهجمات بصواريخ كروز الروسية".
وأضاف: "لكن دعني أوضح أن هذا ليس خطأ أوكرانيا. روسيا تتحمل المسؤولية النهائية، فهي تواصل حربها غير القانونية ضد أوكرانيا".
وقال ستولتنبرغ أيضًا: "ليس لدينا ما يشير إلى أن روسيا تستعد لشن هجوم عسكري ضد الناتو".