حصريًا.. مصادر تكشف لـCNN: اختفاء ملف استخباراتي سري للغاية عن روسيا في عهد ترامب

العالم
نشر
6 دقائق قراءة

(CNN) -- اختفى ملف يحتوي على معلومات سرية للغاية تتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات في نهاية رئاسة دونالد ترامب، مما أثار مخاوف بين مسؤولي الاستخبارات من احتمال كشف بعض أسرار الأمن القومي الأكثر سرية عن الولايات المتحدة وحلفائها، حسبما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر لـCNN.

وقالت المصادر إن اختفاء المعلومات، الذي لم يسبق الإعلان عنه، كان مقلقًا للغاية لدرجة أن مسؤولي المخابرات أطلعوا رؤساء لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ العام الماضي على المواد المفقودة وجهود الحكومة لاستعادتها.

وفي السنتين الماضيتين منذ ترك ترامب منصبه، لم يتم العثور على المعلومات المفقودة.

وقالت مصادر لـCNN إن الملف يحتوي على معلومات استخباراتية أولية جمعتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو عن عملاء روس ومواطنين روس، بما في ذلك المصادر والأساليب التي ساهمت في تقييم الحكومة الأمريكية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى لمساعدة ترامب على الفوز في انتخابات عام 2016.

وكانت المعلومات حساسة جدًا لدرجة أن المشرعين ومساعدي الكونغرس الذين لديهم تصاريح أمنية سرية للغاية كانوا قادرين على مراجعة المواد فقط في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في مركز لانغلي، فيرجينيا، حيث كان عملهم في التدقيق في ذلك سري للغاية.

وآخر مرة شوهد فيها الملف في البيت الأبيض كانت خلال أيام ترامب الأخيرة في منصبه. لقد أمر الرئيس السابق بإحضاره إلى هناك حتى يتمكن من رفع السرية عن مجموعة من الوثائق المتعلقة بتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي حول روسيا.

وتحت إشراف كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، مارك ميدوز، تم فحص الملف من قبل مساعدين جمهوريين يعملون على تنقيح المعلومات الأكثر حساسية حتى يمكن رفع السرية عنها ونشرها علنًا.

وكانت الاستخبارات الروسية مجرد جزء صغير من مجموعة الوثائق في الملف، الذي وُصف بأن سمكه يبلغ 10 بوصات ويحتوي على مجموعة من المعلومات حول تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي في حملة ترامب 2016 وروسيا. لكن المعلومات الاستخبارية الأولية عن روسيا كانت من بين أكثر المواد السرية حساسية، وحاول كبار مسؤولي إدارة ترامب مرارًا وتكرارًا منع الرئيس السابق من نشر الوثائق.

وقبل يوم من مغادرة منصبه، أصدر ترامب أمرًا برفع السرية عن معظم محتويات الملف، مما أدى إلى موجة من النشاط في آخر 48 ساعة من رئاسته. وبدلاً من ذلك، تم استرجاع النسخ التي تم إرسالها في البداية بشكل محموم بناءً على توجيهات محامي البيت الأبيض الذين يطالبون بتنقيحات إضافية.

وقبل دقائق من تنصيب جو بايدن، هرع ميدوز إلى وزارة العدل لتسليم نسخة محررة لمراجعة أخيرة. بعد سنوات، لم تصدر وزارة العدل بعد جميع الوثائق، على الرغم من أمر ترامب بإلغاء السرية. وانتهى المطاف بنسخ إضافية بمستويات مختلفة من التحرير في الأرشيف الوطني.

لكن نسخة غير محررة من الملف الذي يحتوي على المعلومات الخام السرية اختفت في الساعات الأخيرة الفوضوية في البيت الأبيض لترامب. ظروف اختفائها لا تزال محاطة بالغموض.

ورفض المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا مناقشة أي جهود حكومية لتحديد مكان الملف أو تأكيد فقدان أي معلومات استخباراتية.

ولم يكن الملف بين العناصر السرية التي عثر عليها في البحث العام الماضي في منتجع ترامب في "مار إيه لاغو"، وفقًا لمسؤول أمريكي مطلع على المسألة، الذي قال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يكن يبحث بشكل خاص عن معلومات استخباراتية تتعلق بروسيا عندما حصل على مذكرة تفتيش لمنزل الرئيس السابق العام الماضي.
ولا توجد أيضًا إشارة إلى الملف المفقود في لائحة الاتهام الصادرة في يونيو/حزيران ضد ترامب بشأن سوء التعامل مع الوثائق السرية في مار إيه لاغو.

وفي السنوات التي تلت ترك ترامب لمنصبه، سعى حلفاؤه إلى متابعة الملف المنقح حتى يتمكنوا من نشره علنًا، ورفعوا دعوى قضائية ضد وزارة العدل والأرشيف الوطني في وقت سابق من العام الجاري.

ويسعى محامو ترامب الآن إلى الوصول إلى المعلومات الاستخبارية السرية من تقييم انتخابات 2016 بينما يستعدون للدفاع عنه ضد التهم الجديدة عن الجهود المبذولة لإلغاء نتيجة انتخابات 2020.

هذه الرواية لرحلة الملف السري إلى البيت الأبيض، وكيف أصبح مسارها باردًا بمجرد ترك ترامب منصبه، والأسئلة العالقة التي تثيرها، تستند إلى مقابلات مع أكثر من 12 مصدرًا مطلعين على الأمر، جميعهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية.

رفضت وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي والأرشيف الوطني ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية التعليق على هذه القصة. ورفضت متحدثة باسم لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ التعليق. ولم يستجب متحدث باسم ترامب لطلب CNN التعليق على القصة.