(CNN)-- بدأت محاكمة الصحفي إيفان غيرشكوفيتش، أول صحفي أمريكي يُعتقل بتهمة التجسس في روسيا منذ الحرب الباردة، في جلسة مغلقة، صباح الأربعاء، أدانتها صحيفته والولايات المتحدة.
واعتقل غيرشكوفيتش، البالغ من العمر 32 عامًا، أثناء تغطيته للأحداث لصالح صحيفة وول ستريت جورنال، التي انضم إليها في يناير 2022، قبل أسابيع قليلة من بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. في حين سحبت العديد من غرف الأخبار مراسليها من روسيا، بقي غيرشكوفيتش لتغطية الحرب وتأثيرها في تغيير الحياة في البلاد.
وتُعقد المحاكمة في مدينة يكاترينبورغ، حيث تم احتجازه قبل أكثر من عام واتهامه بالتجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية. وأظهرت لقطات، صباح الأربعاء، غيرشكوفيتش داخل قفص زجاجي في المحكمة، برأسٍ محلوق، قبل المحاكمة.
وبدأت جلسته في الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي (2 صباحًا بالتوقيت الشرقي) في محكمة منطقة سفيردلوفسك في يكاترينبورغ، في لائحة الاتهام، قال المدعون الروس إنه "بتعليمات من وكالة المخابرات المركزية وباستخدام طرق سرية شديدة الحذر"، كان غيرشكوفيتش "يجمع معلومات سرية" حول مصنع دبابات روسي.
غيرشكوفيتش، والحكومة الأمريكية، وصحيفة وول ستريت جورنال نفوا بشدة التهم الموجهة إليه. وفي غضون أسبوعين من اعتقاله في مارس/ آذار 2023، وصفت وزارة الخارجية الأمريكية احتجازه بـ"غير القانوني" ودعت بإطلاق سراحه فورًا.
وفي مقابلة مع المحلل الأمريكي اليميني، تاكر كارلسون، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكرملين قد يكون مستعدًا لإطلاق سراح غيرشكوفيتش مقابل فاديم كراسيكوف، عقيد سابق من منظمة التجسس الداخلي الروسية الذي أُدين باغتيال مقاتل شيشاني سابق في وضح النهار في برلين في عام 2019.
وقال بوتين: "اسمع، سأخبرك: الجلوس في إحدى الدول، دولة حليفة للولايات المتحدة، رجل قام لأسباب وطنية بالقضاء على أحد العصابات في إحدى العواصم الأوروبية."
وقد سلطت محاكمة غيرشكوفيتش، الابن المولود في أمريكا لأبوين مهاجرين إلى الولايات المتحدة من الحقبة السوفيتية، الضوء على مدى تأثير غزو روسيا لأوكرانيا على العلاقات بين موسكو وواشنطن.
ولن يُسمح لأي صحفيين أو أصدقاء أو أفراد من العائلة أو موظفي السفارة الأمريكية بالدخول إلى قاعة المحكمة أثناء محاكمته، والتي من المتوقع أن تستمر لأشهر. إذا أدين، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن.
قال مراسل الشؤون الروسية لصحيفة "الغارديان" البريطانية وصديق غيرشكوفيتش، بيوتر ساور لـCNN: "إيفان هو مجرد صحفي صادق"، والسلطات الروسية لم تقدم أي دليل ضده".
منذ اعتقاله، تم احتجاز غيرشكوفيتش في سجن ليفورتوفو السيئ السمعة في موسكو، حيث قضى تقريبًا كل ساعة من اليوم في زنزانة صغيرة بينما تم تمديد فترة احتجازه قبل المحاكمة عدة مرات. قضى وقته في كتابة الرسائل لأصدقائه وعائلته، كما قالت والديه، إيلا ميلمان وميخائيل غيرشكوفيتش، في مقابلة حديثة مع صحيفة وول ستريت جورنال.
في خطاب حالة الاتحاد في مارس – مع وجود والدي غيرشكوفيتش في الجمهور – قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تعمل "على مدار الساعة لإعادة إيفان إلى الوطن والأمريكيين الآخرين المحتجزين بشكل غير عادل في جميع أنحاء العالم".
قبل المحاكمة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة "بالتأكيد" لا تتوقع أن يحصل غيرشكوفيتش على "محاكمة حرة وعادلة نظرًا لأن هذه التهم لم يكن يجب أن تُوجه في المقام الأول."
قال ميلر إن أفراد السفارة كانوا يسافرون إلى يكاترينبورغ، التي تبعد أكثر من 800 ميل عن موسكو، وسيحاولون حضور المحاكمة.
قالت ميلمان: "إنه يدير الأمور بأفضل طريقة يمكنه، في مساحة صغيرة، ساعة واحدة من المشي خارج الزنزانة – ست خطوات بست خطوات بست خطوات.. كان يمارس الرياضة، ويتأمل، ويقرأ الكثير، ويرد على الرسائل. معرفته باللغة الروسية والثقافة ساعدته على التكيف مع الوضع."
في رسالة إلى قراء وول ستريت جورنال، قالت عائلته إن العام الماضي كان "لا يُصدق".
الرهائن السياسيين
ارتفع عدد الأمريكيين المحتجزين في روسيا في السنوات الأخيرة. بول ويلان، أحد أفراد مشاة البحرية الأمريكية السابق، تم اعتقاله في موسكو في ديسمبر 2018 وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا في عام 2020 بتهم التجسس، والتي نفاها باستمرار وبشدة. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا أنه محتجز بشكل غير قانوني.
بعد تجاوز علامة فارقة أخرى الأسبوع الماضي، بقاءه في الحجز الروسي لأكثر من 2000 يوم، قال ويلان لـ CNN إنه قضى "كمية لا تصدق من الوقت" في الاحتجاز "لجريمة لم تحدث أبدًا" ودعا إدارة بايدن إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" لإعادته وغيرشكوفيتش إلى الوطن.
بريتني غرينر – نجمة كرة السلة التي كانت تلعب في روسيا خلال فترة خارج الموسم من دوري WNBA – تم احتجازها في روسيا وحُكم عليها بالسجن لمدة تسع سنوات بعد أن عثرت السلطات على زيت القنب في أمتعتها.
اتهم المسؤولون والمحللون الغربيون روسيا باستخدام الأمريكيين المسجونين كرهائن سياسيين. في حديثه عن قضية كسينيا كاريلينا – مواطنة مزدوجة الجنسية أمريكية وروسية أيضًا على المحاكمة في يكاترينبورغ بعد أن اتهمت بالتبرع بمبلغ 51 دولارًا لجمعية خيرية أوكرانية – قال الصحفي الاستقصائي الروسي أندريه سولداتوف لـ CNN إن روسيا تهدف إلى "بناء بنك من الرهائن بجوازات سفر أمريكية"، والتي يمكن لموسكو استخدامها "كوسيلة ضغط" في أي مفاوضات مع واشنطن.
عندما سُئلت والدة غيرشكوفيتش إيلا ميلمان من قبل صحيفة وول ستريت جورنال عما إذا كانت تعتقد أن ابنها يُستخدم كرهينة سياسية، قالت "بالتأكيد".
وقال زوجها، ميخائيل: "نعلم أنه بريء مما يُتهم به، إنه صحفي."