حرب "طويلة ودامية" مع حزب الله وخيارات إسرائيل الخطيرة للرد على إيران.. خبيران يعلقان لـCNN

الشرق الأوسط
نشر

انضمت رندة سليم، مديرة برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، وريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، إلى مذيع CNN، فريد زكريا، للحديث عن خيارات إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني ومخاطر تصعيد الحرب.
 

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهم:

محتوى إعلاني

فريد زكريا: ريتشارد، بيبي نتنياهو، بالإضافة إلى إلقاء خطاب يدعو فيه اللبنانيين إلى التخلص من حزب الله، ألقى أيضًا خطابًا يدعو فيه الشعب الإيراني إلى إيجاد طريقة للتخلص من النظام الإيراني. ما هو هدف الضربة الإسرائيلية على إيران؟ وماذا ينبغي أن تكون؟

ريتشارد هاس: للإجابة على سؤالك يا فريد، لا نعرف ما هو الهدف. قد يتراوح الأمر من المتواضع إلى الطموح الجامح إذا أمكن القول. وأود أن أقول إن تغيير النظام ليس استراتيجية بل أمنية. على الأقل، سيكون لاستعادة الردع، لأن هذا انهار مرة أخرى مع إيران. السؤال الحقيقي إذًا هو، إلى أي مدى أكثر من ذلك؟ ما الذي يتطلبه الأمر؟ على سبيل المثال، هل سيهاجم الإسرائيليون المواقع العسكرية حيث ينتجون ويخزنون أنواع الصواريخ والطائرات بدون طيار التي هاجمت إسرائيل؟ في رأيي، هذا له صلة. هل يصبحون أكثر طموحًا ويفكرون في أهداف اقتصادية؟ وهو أمر لن ترحب به الولايات المتحدة ومعظم دول العالم. لن يرحب السعوديون بذلك لأنهم قد يصبحون هدفًا. هل سيحاولون القيام بشيء ما متعلق بالبرنامج النووي؟ حسنًا، كم يمكنهم أن ينجزوا من تلقاء أنفسهم؟

فريد زكريا: ماذا ينبغي لهم أن يفعلوا؟

ريتشارد هاس: أود أن أقول إنهم ينبغي لهم أن يستهدفوا الأهداف العسكرية، هذه المواقع التقليدية، حيث ينتج الإيرانيون ويخزنون الأسلحة. اسمح لي، أعتقد أن الإسرائيليين ربما ينبغي لهم أن يفكروا في إيجاد حل وسط. إنهم يريدون استعادة الردع. إنهم يريدون تقليص قدرة إيران - إما بشكل مباشر أو من خلال وكلائها - على مهاجمة إسرائيل. ولكن إيران لا تزال تمتلك ما يقرب من 3000 صاروخ باليستي. لدى إيران الكثير من الأدوات تحت تصرفها ضد إسرائيل وضد المنطقة. لذا أود أن أقول إن الإسرائيليين يريدون الرد، ولكن ليس بالضرورة تنفيذ شيء ما يدفع الإيرانيين للقول: حسنًا، إذا كان الإسرائيليون يهاجمون بكل قوتهم، فسوف نهاجم بكل قوتنا.

فريد زكريا: هل تعتقدين أن الإيرانيين سوف ينظرون إلى الضربة الإسرائيلية، على سبيل المثال، على مواقع عسكرية، باعتبارها بداية لخفض التصعيد؟ أم أن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل في شعور إيران بأنها مضطرة الآن إلى التصعيد؟

رندة سليم: أعتقد أن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل في تكرار الضربات الانتقامية. يرجع هذا جزئيًا إلى تغير قدرة النظام الإيراني على تحمل المخاطر. كما تعلم، قرروا في أبريل أن المخاطر وتكاليف عدم الرد تفوق مخاطر حرب إقليمية تجر الولايات المتحدة إليها. ثم في أبريل، أطلقوا تلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. والآن، كما تعلم، في أكتوبر، كرروا ذلك لأنهم شعروا أن ضربة أبريل لم تستعد الردع. مثل الإسرائيليين، أعتقد أن كلا الطرفين المتحاربين، إيران وإسرائيل، في طور إعادة التفاوض بشأن الخطوط الحمراء. تلك الخطوط الحمراء، التي كانت موجودة من قبل ونظمت تنافسهما، تم قلبها. ومرة أخرى، أعتقد أن قطع رأس قيادة حزب الله، التي كانت بمثابة المحور الرئيسي لمحور المقاومة الإيراني، والرادع الأساسي لإيران ضد الضربات الإسرائيلية المباشرة على أراضيها، أعتقد أن هذا قد غير هذه الحسابات. من الجانب الإسرائيلي، أخشى أن رئيس الوزراء ووزرائه اليمينيين يرون هذه كفرصة فريدة لتحقيق أو الدخول في ما وصفه العديد من الإسرائيليين كان بالحرب الحتمية، الحرب الكبيرة، وملاحقة المصدر. لذلك فإنهم يرون هذا كفرصة فريدة بالنظر إلى اللحظة السياسية التي نعيشها في الولايات المتحدة، إنهم يعلمون أننا سنأتي للدفاع عنهم مهما حدث.

فريد زكريا: ريتشارد، أعتقد أن الطريقة التي ينظر بها العديد من الإسرائيليين إلى هذا الأمر - ربما ليس الحكومة - ولكن (يقولون): انظروا، لقد حققنا هذا النجاح المذهل مع حزب الله. لقد نجحت خطتنا بشكل أفضل مما كنا نأمل. لماذا لا نستغل أفضليتنا؟ ونحقق نجاحًا تكتيكيًا تلو الآخر ضد حزب الله وإيران. من يدري إلى أين نتجه؟ فالعالم كله يكرهنا على أي حال. سوف ينتقدوننا على أي حال. الدولة الوحيدة التي تهمنا هي الولايات المتحدة، ولن توقفنا الولايات المتحدة قبل 3 أسابيع من الانتخابات. لذا، فلندخل ولنر ما سيحدث.

ريتشارد هاس: قد تكون محقًا، وقد ينتهي الأمر إلى أن تصبح هذه هي السياسة الإسرائيلية المهيمنة سواء في لبنان أو في إيران. وهي بالفعل كذلك إلى حد ما في غزة. المشكلة في كل هذا هي أنه إذا جمعت التكتيكات، فلن تصل إلى استراتيجية. لا أرى في أي من هذه المواقف وفي أي من هذه الأماكن تعريفًا للنصر ولإنهاء الحرب. ما الذي أنت مستعد للقبول به بالضبط؟ ما هو الثمن الذي أنت مستعد لدفعه أو الذي تريد تجنبه؟ لأن إيران وحزب الله وحماس لا يزالون يمتلكون الأدوات التي يمكنهم استخدامها. لا أرى أحدًا في إسرائيل ينظر إلى هذا الأمر في مجمله ويقول: كم يكفي؟ وماذا يمكننا أن ننجز في هذه المرحلة بكلفة معقولة؟ هذا أمر خطير أن نغفل عنه.

فريد زكريا: وأخيرًا، يبدو لي أن أحد الأخطاء التي ترتكبها أمريكا والتي ترتكبها إسرائيل الآن هو أنهم يقولون الكثير من الأشياء عن أن حزب الله استولى على الدولة اللبنانية، وهو أمر صحيح. وأن حماس استولت على غزة. لكن فكرة أن جيشًا أجنبيًا - أو جيشًا إسرائيليًا - سيكون أداة لتحرير الشعب اللبناني أو الشعب الإيراني، تبدو لي وكأنها تنسى.. القومية لا تعمل بهذه الطريقة.

رندة سليم: بالضبط. وكلما طالت هذه الحرب في لبنان، في الواقع، فإنها ستخلق المزيد من الفرص لحزب الله لإعادة تأكيد نفسه سياسيًا وعسكريًا. هناك تقارير بالفعل عن بدء عملية تجنيد ورغبة الناس في الانضمام إليهم، ويعود ذلك جزئيًا إلى معارضة الغزو الإسرائيلي. تذكر أن هؤلاء أناس دمرت قراهم، وسوف يبذلون كل ما لديهم، وسيجرون إسرائيل إلى معركة طويلة دامية. بدلاً من أن تستفيد إسرائيل من المكاسب التكتيكية التي حققتها، سوف يتم جرها إلى احتلال طويل الأمد