مستشارة أممية لمستضيفي اللاجئين السوريين: تحلوا بالصبر ليتمكنوا من اتخاذ قرار العودة لبلدهم
في لقاء مع كبيرة مستشاري الاتصالات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "UNHCR"، رولا أمين، على شبكة CNN، تناول اللقاء موضوع الرقم المتمثل في عودة مليون لاجئ إلى سوريا في غضون ستة أشهر، وهو الشيء الذي تتوقع UNHCR حدوثه في أفضل سيناريو لكيفية تطور الأمور في سوريا.. وكيف ستتعامل سوريا مع عودتهم، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الجديدة إرساء الاستقرار في البلاد في أعقاب سقوط بشار الأسد؟
أجابت أمين عن السؤال قائلة: "إن هذا يتوقف على انتقال سلمي للسلطة، واستقرار الوضع الأمني، الذي هو متقلب وهش للغاية في الوقت الحالي. إن الناس كلاجئين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان المجاورة لسوريا، يراقبون هذا الأمر لمعرفة مدى أمان عودتهم.. وهل ستُحترم حقوقهم، والاحترام الأساسي لحقوق الإنسان وحماية أراضيهم، وممتلكاتهم وسيادة القانون والنظام."
وتابعت بالقول: "إنهم يعرفون أن البلاد عانت من الكثير من الضرر، والكثير من الدمار في السنوات الأربع عشرة الماضية. إن أكثر من 90% من سكان سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية. لذا فإن الناس يراقبون أيضًا ما إذا كان المجتمع الدولي سيتدخل، ويدعم السوريين لإعادة بناء بلدهم."
وأردفت بالقول: "بناءً على كل هذه العوامل المختلفة، وإذا سارت الأمور على ما يرام في أفضل السيناريوهات. وإذا وضعنا في الحسبان كل هذه العوامل، فإننا نتوقع عودة مليون سوري. ولكن إن لم يحدث ذلك، فلن يتمكن الناس من حزم أمتعتهم وأخذ أطفالهم والعودة إلى حالة عدم اليقين. إنهم يريدون أن يطمئنوا ويثقوا في أنهم عندما يعودون سيكونون آمنين، وأن حقوقهم ستُحترم، وأنهم سيحظون بفرصة العمل، وكسب العيش، وإرسال أطفالهم إلى المدرسة. لن تتحقق هذه الضمانات إلا من خلال انتقال سلمي ومن خلال التزام المجتمع الدولي بمساعدة السوريين في إعادة بناء سوريا."
وفي سؤال آخر بخصوص كيفية توفير السكن لمليون سوري وإطعامهم والعناية بهم في ظل الاحتياجات الكبيرة بالفعل فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية؟ أجابت أمين: "هناك احتياجات كبيرة، كما تعلمون، فقد تم تدمير الكثير من البنية الأساسية في سوريا مثل الكهرباء وأنظمة المياه والمدارس والخدمات الصحية والمستشفيات، والأهم من ذلك، أن منازلهم دمرت. ولكي يتمكنوا من التعافي، سيحتاجون إلى الكثير من الدعم منا كوكالات إنسانية، ولكن أيضًا من العالم لمساعدتهم على إعادة البناء. إنهم بحاجة إلى مأوى، لذا إذا عادوا ودُمر منزلهم، فإنهم يريدون التأكد من أن وكالات مثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستكون قادرة على توفير الموارد لمساعدتهم على إعادة بنائه، وتزويدهم بالبلاستيك لتغطية النوافذ والأبواب، وفي وقت لاحق لإعادة البناء الذي سيستثمره المجتمع الدولي في الكهرباء والمياه. هذه احتياجات أساسية للغاية، والقوة الرئيسية، والعنصر الرئيسي الذي يجب أن يتمتع به السوريون حتى يتمكنوا من القيام بذلك هو أنفسهم."
وقالت أيضًا إن اللاجئين لديهم الكثير من الآمال في أن هذا التغيير في سوريا يعني نهاية نزوحهم، ونهاية معاناتهم، ونهاية لجميع أنواع المشقة. ومع ذلك، ممزوجة فهي بهذه الآمال لديهم أيضًا العديد من الأسئلة. إلى أي مدى ستكون سوريا آمنة؟ إنهم قلقون بشأن ما إذا كان هناك قتال داخلي أم لا؟ هل سيكون النظام الجديد ديمقراطيًا؟ هل سيحترم حقوق الناس؟
وتابعت أيضًا بالقول : "لذا قبل حزم أمتعتهم ومغادرة المجتمعات المضيفة والدول المضيفة التي عاشوا فيها. يريدون أن يكونوا قادرين على أن يكونوا، دعينا نقول واثقين من أنهم لن يضطروا إلى الانتقال مرة أخرى والفرار مرة أخرى إذا عادوا، ولهذا السبب فإن ما نقوله مهم جدًا أيضًا. لكل لاجئ الحق في العودة إلى بلده متى شاء، وعندما يفعل ذلك، فنحن هنا لمساعدته."