القاهرة، مصر (CNN)-- بدأت الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، أكبر منتج للسجائر في مصر، يوم الأحد، تطبيق زيادة في أسعار السجائر الشعبية بقيمة تتراوح بين 1.5-2 جنيه (0.078- 0.10 دولار) للعلبة الواحدة، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج نتيجة زيادة سعر صرف الدولار وارتفاع المادة الخام عالميا.
ويتوقع مسؤول بالشركة أن يتم تحقيق زيادة قدرها 5 مليارات جنيه (260 مليون دولار) في الإيرادات نتيجة رفع الأسعار.
وتتراوح أسعار السجائر الشعبية في مصر بين 13 جنيه (67 دولار) لصنف بوكس 10، حتى 24 جنيه (1.24 دولار) لأصناف كليوباترا بلاك، ومونديال سويتش، ماتوسيان سوبر، بحسب بيان للشركة.
وقال هاني أمان الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة إيسترن كومباني إن الشركة قررت زيادة أسعار منتجاتها من السجائر بقيمة تتراوح بين 1.5-2 جنيه للعلبة الواحدة، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام، وزيادة سعر صرف الدولار أمام الجنيه، مضيفا أن إيسترن كومباني تعد آخر شركة رفعت أسعار منتجاتها في مصر، حيث ارتفعت أسعار كل المنتجات نتيجة العوامل السابقة.
وارتفع سعر صرف الدولار أمام الجنيه ليصل إلى 19.16 جنيه للشراء، و19.27 جنيه للبيع، في البنك المركزي، يوم الأحد.
وأضاف أمان، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الشركة تحاول استيعاب الزيادة في أسعار تكلفة الإنتاج، ولا تمررها سريعا للمستهلك، وذلك من خلال كفاءة التشغيل وخفض النفقات، إلا أنها تضطر لزيادة أسعار منتجاتها في أضيق الحدود، متابعا أن نسبة زيادة سعر السجائر مقارنة بالمنتجات الأخرى طفيفة جدا.
وأنتجت "إيسترن كومباني" 94 مليار سيجارة خلال العام المالي الماضي، فيما سبق أن صرح رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، أن المصريين دخنوا 85 مليار سيجارة خلال عام 2021.
وأكد هاني أمان عدم وجود تأثير لسعر صرف الدولار على توافر المواد الخام اللازمة لإنتاج السجائر في مصر، مضيفا أن تأثر سلاسل الإمداد العالمية هي العائق الرئيسي وراء توفير المادة الخامة لإنتاج السجائر، وارتفاع تكلفة الشحن، وتحاول الشركة إدارة مخزونها بكفاءة لتوفير منتجات السجائر في السوق دون نقص في أي صنف.
وحول تأثر المبيعات بعد ارتفاع سعر السجائر، استبعد الرئيس التنفيذي لشركة "إيسترن كومباني" تأثر المبيعات سلبا بتطبيق زيادة سعر السجائر، لأن السوق كان يتوقع قيمة زيادة أعلى من التي تم اعتمادها، إضافة إلى أن منتجات الشركة لا تتحرك في أسعار سعرية مرتفعة، ولذا لا تشهد خفضا في حجم استهلاكها.
وسبق أن رفعت الشركة أسعار السجائر مطلع شهر مارس/ آذار الماضي، بقيمة تتراوح بين 0.5-1 جنيه للعلبة الواحدة، مرجعة السبب وقتها لتعديلات قانون الضريبة على القيمة المضافة.
وتوقع أمان أن يسهم زيادة سعر السجائر في رفع إيرادات الشركة بقيمة 5 مليارات جنيه خلال العام المالي الجاري متضمنة الضرائب، حيث توزع الزيادة في الإيرادات مناصفة بين الشركة ومصلحة الضرائب.
وقال إبراهيم إمبابي رئيس شعبة الدخان والمعسل بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن زيادة سعر السجائر في مصر جاء نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، حيث زاد سعر الدولار الجمركي مما رفع من تكلفة استيراد الخام، وترتب على ذلك زيادة أسعار السجائر الشعبية للمرة الثانية هذا العام.
وأضاف إمبابي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن التبغ المادة الخام في صناعة السجائر لا يتم زراعتها في مصر ويتم استيرادها من الخارج، مما يتطلب من البنوك المحلية توفير الدولار للشركات المصنعة للسجائر والمعسل لتوفير هذه المنتجات للسوق المحلي.
وربط إبراهيم إمبابي زيادة أسعار السجائر مرة ثالثة خلال الفترة المتبقية من العام الجاري بزيادة سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وأضاف أنه طالما زاد سعر الدولار سيؤثر على تكلفة استيراد التبغ، وبالتالي سيتم تمرير هذه الزيادة للمستهلك.