القاهرة، مصر (CNN)-- تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صورة قيل إنها لعملة فئة 500 جنيه مكتوب عليها اسم العاصمة الإدارية الجديدة، واسم البنك المركزي أعلى وأسفل العملة، بزعم طرحها خلال الفترة المقبلة، فيما أكدت مصادر مصرفية، لـCNN بالعربية، عدم صحة الصورة المتداولة، وأضافت أن البنك المركزي ليست لديه نية لإصدار فئة ورقية بقيمة 500 جنيه.
ويطبع البنك المركزي المصري، 6 أنواع من فئات البنكنوت المصري بفئات 5 جنيهات، 10 جنيهات، 20 جنيهًا، 50 جنيهًا، 100 جنيهًا، 200 جنيهًا.
وأكدت مصادر مصرفية، رفضت ذكرت اسمها، أن البنك المركزي المصري لم يطبع عملة جديدة فئة 500 جنيه، ولم تتلقى البنوك أية عملات جديدة خلال الساعات الماضية، واستبعدت المصادر أن يطرح البنك عملة فئة 500 جنيه في الوقت الحالي.
وقالت المصادر، لـCNN بالعربية، إن الصورة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي "غير صحيحة، ولا تتطابق مع المعايير والمواصفات المعتمدة في طباعة العملات الورقية في مصر"، وحذرت من أن تداول أنباء غير صحيحة عن طرح عملة فئة 500 جنيه قد يؤثر سلبا على الاقتصاد.
وارتفعت نقود الاحتياطي بمقدار 303.4 مليار جنيه بمعدل 25.4% خلال الفترة من يوليو/ تموز إلى ديسمبر/ كانون الأول من العام المالي 2022/2023 لتصل إلى 1.496 تريليون جنيه في نهاية ديسمبر عام 2022، كما ارتفعت السيولة المحلية بمقدار 778.3 مليار جنيه بمعدل 11.9% خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر من العام المالي 2022/2023 لتصل إلى 7.402 تريليون جنيه في نهاية ديسمبر الماضي، وفقًا لتقرير للبنك المركزي المصري.
وقال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن البنك المركزي لم يطرح على البرلمان نية طرح عملة بفئة 500 جنيه أو حتى طرح تصميمات جديدة من عملات أخرى، مذكرًا بطرح عملة فئة 10 جنيهات بلاستيكية، حيث نظم البنك المركزي وقتها زيارة لوفد برلماني لمقر إصدار الوثائق المؤمنة لتوضيح كيفية طباعة العملة الجديدة، وما تتميز بها العملة الجديدة من تصميم جديد، ومعايير أمان يصعب تزييفها، إضافة إلى تصنيعها من مادة البوليمر منخفض التكلفة في الطباعة.
وطرح البنك المركزي المصري، في يوم 5 يوليو من العام الماضي، أول عملة بلاستيكية من فئة الـ10 جنيهات، وجمع تصميم العملة الجديدة بين معالم معمارية إسلامية وكذلك الحضارة الفرعونية.
غير أن الفقي، لم يستبعد طرح عملة بفئة 500 جنيه كعملة تذكارية أسوة ببعض الدول التي طرحتها كعملة تذكارية ولكن دون طرحها للتداول، مشيرًا إلى أن محافظي البنك المركزي السابقين طارق عامر، وفاروق العقدة، كانت لديهما خطط لطرح ورقة نقدية بفئة 500 جنيه، خاصة وأن قيمة الـ500 جنيه لم تصبح مرتفعة في ظل زيادة الأسعار.
وشغل الدكتور فاروق العقدة منصب محافظ البنك المركزي خلال الفترة من عام 2003 حتى 2013، وبعدها تولي هشام رامز المنصب لمدة عامين، ثم طارق عامر من عام 2015 حتى أغسطس/ آب الماضي، ويشغل المنصب حاليًا حسن عبدالله.
ويرى فخري الفقي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه من الأفضل في الوقت الحالي التركيز على تحويل مصر إلى مجتمع غير نقدي، من خلال وقف التعامل النقدي؛ لتقليص نسبة الاقتصاد غير الرسمي، والذي يصل في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 15%، ويتراوح في الدول المتقدمة بين 10-20%، في حين تصل التقديرات في مصر بين 40-60% حسب التصريحات الرسمية، مؤكدًا على أهمية دمج الاقتصاد غير الرسمي للمظلة الرسمية لرصد معدل نمو الاقتصاد، وزيادة موارد الدولة.
وسبق أن صرحت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن الاقتصاد غير الرسمي يمثل 30% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، ويوظف ما يقرب من نصف قوة العمل.
وقال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصميم العملة المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي يتنافى مع التصميمات المعتمدة من البنك المركزي المصري، مستدلًا بكتابة اسم مختلف لمحافظ البنك المركزي المصري، إذ كتب محمد صادق بدلًا من المحافظ الحالي حسن عبدالله، واسم العاصمة الإدارية بدلًا من كتابة جمهورية مصر العربية، حتى المعالم الإسلامية والحضارية التي يتم طباعتها على العملات الورقية، الموجود بالصورة لم يضع صور لأي معلم أثري.