(CNN)-- أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة، أنه من المتوقع أن يستغرق إنشاء الرصيف العائم الذي سيتم استخدامه لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية عن طريق البحر إلى غزة شهرا واحدا على الأقل أو ربما شهرين حتى يتمكن الجيش الأمريكي من البناء والتشغيل بكامل طاقته.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" باتريك رايدر إن بناء الرصيف سيتطلب، على الأرجح، الاستعانة بقرابة 1000 عسكري أمريكي لإكماله.
ويعكس الجدول الزمني الطبيعة المعقدة للمشروع، وهو الإجراء الاستثنائي الثاني الذي أعلنته إدارة جو بايدن خلال أقل من أسبوع بقليل لمحاولة التخفيف من الوضع الإنساني اليائس الذي يواجه الفلسطينيين في غزة بسبب رفض إسرائيل فتح معابر برية إضافية أو زيادة المساعدات عن طريق البر إلى القطاع مع استمرارها في قتال حركة "حماس".
وستهدف المبادرة إلى تعزيز الممر البحري الذي تعمل الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والإمارات وقبرص والمملكة المتحدة على فتحه لتقديم المساعدة مباشرة.
ويتزايد إحباط الإدارة الأمريكية إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية الواضح الاعتراف بمدى إلحاح الأزمة الإنسانية، على الرغم من الضغوط المتزايدة من جانب الولايات المتحدة.
ويأتي إنشاء الرصيف العسكري الأمريكي ضمن سلسلة من الإجراءات التي أعلنها المجتمع الدولي للتخفيف من حدة الأزمة في غزة، حيث يحتاج أكثر من مليوني شخص إلى الغذاء ويكاد النظام الطبي ينهار.
وتم طرح خطة الجيش الأمريكي لإنشاء رصيف عائم، والتي أعلن عنها الرئيس جو بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد، الخميس، بعد أيام فقط من بدء الولايات المتحدة إسقاط وجبات الطعام جوا على غزة في محاولة لمساعدة السكان، الذين تحذر الأمم المتحدة من أنهم على شفا المجاعة.
الإنزال الجوي "قطرة في محيط"
لكن آلاف الوجبات التي يتم إسقاطها في وقت واحد من قبل القوات الجوية الأمريكية لا تقترب حتى مما هو مطلوب لإطعام أكثر من مليوني فلسطيني ما زالوا في القطاع.
وعلى الرغم من أن عمليات الإنزال الجوي المستمرة قد وفرت بعض الطعام، إلا أنها، على حد تعبير مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة سيغريد كاغ، "قطرة في محيط".
وسيتم استخدام الممر البحري من قبل عدة دول، لكن الرصيف العائم قبالة سواحل غزة ستتم إدارته من قبل الإدارة الأمريكية وسيتم تشييده من قبل الجيش الأمريكي، بما في ذلك أفراد البحرية والجيش.
وقال مسؤولون إن الرصيف سيسمح للسفن بتفريغ حمولات المساعدات، والتي سيتم نقلها بعد ذلك عبر جسر إلى غزة سيبنيه الجيش الأمريكي أيضا.
وذكر رايدر، الجمعة، أن أفراد الجيش الأمريكي لن ينقلوا المساعدات عبر الجسر المؤدي إلى غزة، وسيتم تثبيت الجسر على الشاطئ من قبل الشركاء الإقليميين على الأرض في غزة، وقال إن الرصيف بمجرد تشغيله يمكن أن يوفر ما يصل إلى مليوني وجبة يوميا لسكان غزة
تم تطوير مفهوم الرصيف المؤقت جزئيًا من قبل منظمة تسمى فوجبو ، وهي مجموعة استشارية تتألف من موظفين سابقين في الجيش الأمريكي والأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالة الاستخبارات المركزية.
وقال الشخص المطلع على التخطيط إن العملية يشار إليها داخليًا باسم خطة "الشاطئ الأزرق".
ويدير فوجبو مسؤولون عسكريون واستخبارات أمريكيون كبار سابقون.
وقال مسؤول قطري لشبكة CNN إنهم يستثمرون 60 مليون دولار في مبادرة الممر البحري التي من المتوقع أن تتولى فوغبو زمام المبادرة التشغيلية فيها، بما في ذلك عن طريق نقل المساعدات من الرصيف إلى الشاطئ وتسليمها للتوزيع.
وأضاف المسؤول: "نحن ملتزمون بدعم الممر البحري الذي خططت له فوجبو، وستنقل هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص 200 شاحنة محملة بالمساعدات عبر بارجة من قبرص إلى غزة كل يوم وقد وافقت قطر على مساهمة مالية كبيرة".
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع عدد من المنظمات الأخرى بشأن المساعدة في المشروع، لكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي على أي شيء بعد.
تحديات هائلة
لكن التحديات لا تزال هائلة، وقال مسؤولون إنه نظرا لأن البيت الأبيض استبعد بالفعل نشر قوات أمريكية على الأرض في غزة، فإن الولايات المتحدة لا تزال تحاول تحديد من سيكون على الجانب الآخر من الجسر لتلقي المساعدات وتوزيعها داخل القطاع.
وكان بايدن قال في خطاب حالة الاتحاد: "أوجه الجيش الأمريكي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة يمكنه استقبال الشحنات الكبيرة المنقولة".
وأضاف: "سنوفر الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة، ولن تكون هناك قوات أميركية على الأرض".
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن منفذي المساعدات الإنسانية سيكونون في موقع الهبوط لأخذ المساعدات وتخزينها وتوزيعها من الرصيف.
وذكر شخص آخر مطلع على التخطيط أن الموزعين سيكونون فلسطينيين محليين تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال المسؤولون إن جميع السفن القادمة إلى الرصيف العائم ستحتاج أيضًا إلى الفحص مسبقًا لأسباب أمنية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، أنه من المتوقع أن يبدأ برنامج تجريبي لممر بحري لا يتطلب ميناء، تقوده الإمارات، في تسليم المساعدات في نهاية هذا الأسبوع.
لكن البرنامج، الذي تم تطويره بالتعاون مع منظمة المساعدات غير الربحية "وورلد سنترال كيتشن"، لا يشمل سوى سفينة برمائية أصغر حجمًا، وقالت "وورلد سنترال كيتشن" في بيان: "لا تزال هذه العملية البحرية وضعا سريع التطور ومائعا"، مشيرة إلى أن جهودهم منفصلة عن إعلان بايدن.
وقال مسؤولون إن المناقشات حول فتح الممر البحري تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبح من الواضح أنه لم يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية بسرعة كافية عبر المعابر البرية القليلة المفتوحة إلى غزة.
وقد شدد مسؤولو الإدارة الأمريكية وعمال الإغاثة الدوليون مراراً وتكراراً على ضرورة وجود "طوفان" من المساعدات لشعب غزة، وأن الطريقة الأكثر فعالية للقيام بذلك هي عبر المعابر البرية.
وزعم المسؤولون الأمريكيون منذ أشهر أن السبب الوحيد الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تغيير أي من مواقفه فيما يتعلق بالصراع في غزة هو الجهود التي تبذلها إدارة بايدن.
ومع ذلك، وعلى مدار أسابيع وأسابيع، فشلت الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة في دفع الحكومة الإسرائيلية إلى فتح معابر إضافية للمساعدة، حتى مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي شهر فبراير/شباط، مع تزايد الاحتجاجات الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم، انخفض عدد الشاحنات التي تمكنت من المرور عبر المعابر الحالية.
ووصل اليأس إلى ذروته يوم الخميس الماضي عندما قُتل أكثر من مائة شخص عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار بينما كان الناس يهرعون إلى قافلة الغذاء في الشمال.
وقال كل من الرئيس الأمريكي ونائبه إن إسرائيل "ليس لديها أعذار" لعدم زيادة المساعدات المسموح بها لغزة.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن "حكومة إسرائيل أعدت معبرا بريا جديدا مباشرة إلى شمال غزة"، لكنه لم يذكر مكانه.
وقال المسؤول في اتصال هاتفي مع الصحفيين: "سيسمح هذا المعبر الثالث بتدفق المساعدات مباشرة إلى السكان في شمال غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة. وكما أكدت الأمم المتحدة، نتوقع أن تمر أولى عمليات التسليم عبر هذا المعبر خلال الأسابيع المقبلة، بدءاً برحلة تجريبية ثم تكثيفها".
وشددت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، على أنه "إذا مر كل شيء عبر معبر واحد أو معبرين، فلا يمكننا أن نتوقع معجزات، خاصة عندما يكون الوضع صعبا للغاية داخل غزة".