"قتلى وجرحى" جراء قصف مدرسة في "النصيرات".. وإسرائيل: ضربنا "إرهابيين"

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

(CNN) --   قُتل 18 شخصا على الأقل بينهم موظفون من الأمم المتحدة في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة تابعة للأمم المتحدة تحولت إلى مأوى في مخيم النصيرات في وسط غزة، الأربعاء، وفقا لمسؤولي الدفاع المدني في غزة والمستشفى وقالوا إن 44 آخرين على الأقل أصيبوا.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن 6 من موظفيها "قُتلوا عندما ضربت غارتان جويتان مدرسة ومحيطها في النصيرات"، في ما يعتبر "أعلى حصيلة قتلى بين موظفينا في حادث واحد".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية "نفذت ضربة دقيقة على الإرهابيين" الذين يعملون داخل مجمع المدرسة.

 وزعم أن المدرسة "استخدمها إرهابيو حماس للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد جيش ودولة إسرائيل".

وقال إن "خطوات عديدة اتخذت للتخفيف من خطر إيذاء المدنيين"، مضيفا أن هذا "مثال آخر على إساءة منظمة حماس الإرهابية المنهجية للبنية التحتية المدنية في انتهاك للقانون الدولي".

واستهدفت الضربة منشأة "الأونروا" في الجاعوني، التي لم تعمل كمدرسة عاملة منذ أكتوبر/ تشرين الأول. 

وقالت "الأونروا" إن ما يقدر بنحو 12 ألف نازح، بما في ذلك النساء والأطفال، كانوا يحتمون في المدرسة.

وهذه هي المرة الخامسة التي يتم فيها استهداف مجمع المدرسة منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة والمتحدث باسم الدفاع المدني في غزة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن عمليات البحث جارية وسط الأنقاض، مع وجود أطفال ونساء بين المصابين.

وذكر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على منصة "إكس": "ضُربت مدرسة أخرى تؤوي النازحين في النصيرات"، مضيفا أن موظفي الأمم المتحدة كانوا يعملون و"يقدمون الدعم للأسر التي لجأت إلى المدرسة".

وتابع: "منذ بداية هذه الحرب، قُتل ما لا يقل عن 220 موظفا من الأونروا في غزة"، وأضاف: "كلما طال أمد الإفلات من العقاب، كلما أصبح القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف غير ذات صلة".

"نحن جميعا مدنيون هنا"

وأظهرت لقطات من مكان الحادث حطاما متناثرا حول المجمع وبقع دماء على الأرض، وكان من بين الأنقاض طعام معلب وممتلكات نازحين مغطاة بالغبار، وقال رجل يحمل بقايا بشرية: "وحشية، لا أعرف ماذا أقول"، فيما كان ذكر رجل آخر يدعى هاني هنية كان يبحث بشكل يائس عن زوجته وأطفاله الأربعة: "لا أعرف أين هم، ابني وبناتي الثلاث في عداد المفقودين. إنهم يجلسون هنا عادة، لا أعرف أين زوجتي، لقد نجت من الضربة الأخيرة".

وقال فضل أبو هدية داخل غرفة مدمرة في المدرسة إنها كانت تستخدم لتخزين الطعام للفلسطينيين النازحين: "أولئك الذين كانوا يعملون هنا كانوا يقدمون المساعدات. ليس لدينا أي مقاتلين مقاومين هنا، ولا أحد منهم يدخل المدرسة. انظر حولك، كل هذا مساعدات غذائية".

وأضاف: "الأشخاص الذين كانوا يوزعون المساعدات هم الذين ماتوا، مدنيون. نحن جميعًا مدنيون هنا نموت".

وفي مستشفى شهداء الأقصى، تظهر اللقطات شاحنات وسيارات إسعاف تنقل الجرحى والجثث إلى المستشفى، وكانت أرضية غرفة الطوارئ مكتظة بالجرحى بينما تكافح الفرق الطبية لتقديم المساعدة.

ويعد مخيم النصيرات أحد أكثر المخيمات كثافة سكانية في غزة، وتضخم عدد سكانه منذ بدء الحرب.

وفي وقت سابق من الأربعاء، أسفر قصف إسرائيلي عن مقتل طفل و6 أشخاص آخرين في منطقة قيزان النجار، بالقرب من خان يونس، وفقًا للدفاع المدني في غزة. 

وجاء ذلك في أعقاب غارة ليلية على منزل عائلي في بلدة خزاعة، شرقي خان يونس، حيث قُتل ما لا يقل عن 11 شخصًا، وفقًا للدفاع المدني.

وفي هجوم منفصل، قُتل ما لا يقل عن تسعة أفراد من نفس العائلة في غارة إسرائيلية على جباليا، شمال غزة، وفقًا للدفاع المدني. 

وأظهرت لقطات من أعقاب الغارة، التي نشرها الدفاع المدني في غزة، أطرافًا مقطوعة لأطفال.

وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق.