دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بينما حث الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على وقف غاراتها على لبنان، تحبس المنطقة أنفاسها في غضون تصريحات أمريكية عن اجتياح بري "وشيك" للأراضي اللبنانية، وتعزيزات عسكرية إسرائيلية على الحدود مُفادها أن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله "ليس الخطوة الأخيرة"، بحسب وزير الدفاع يواف غالانت.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ما يقرب من 100 مركبة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، من الدبابات والشاحنات وناقلات الجنود المدرعة، في موقع تجميع مؤقت في حقل يبعد حوالي خمسة أميال عن الحدود اللبنانية.
تم التقاط صور الأقمار الصناعية، التي قدمها مصدر لشبكة CNN، الأحد. تظهر صور إضافية أن مركبات الجيش الإسرائيلي بدأت في الوصول إلى هناك بعد 26 سبتمبر/أيلول.
وتُظهر الصور أن مركبات الجيش الإسرائيلي لا تزال تصل إلى الموقع. ويمكن رؤية شاحنة كبيرة تحمل دبابة على الطريق السريع الرئيسي بالقرب من موقع التجميع.
في وقت سابق الاثنين، قال مسؤول أمريكي لـCNN إن الولايات المتحدة تعتقد أن توغلًا بريًا إسرائيليًا قد يكون "وشيكًا" في جنوب لبنان، على أن يكون "محدودًا"، مقارنة بما كان مخططًا له في البداية، عقب مناقشات بين البلدين الأسبوع الماضي.
وأشار المسؤول إلى قلق واشنطن من تحول "الهجوم المحدود" إلى عملية أكبر على المدى الطويل. ناقشت الولايات المتحدة هذه المخاوف مع الجانب الإسرائيلي، وفقًا للمسؤول الأمريكي.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها تريد إعادة 60 ألف نازح إسرائيلي إلى ديارهم في الشمال، فيما أوضح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أهداف حرب إسرائيل في لبنان تشمل "تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات".
وفي الأيام الأخيرة، نفذت قوات خاصة إسرائيلية بالفعل عمليات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية كجزء من الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل، حسبما قال مسؤولان أمريكيان ومصدران مطلعان لشبكة CNN.
وحث الرئيس جو بايدن إسرائيل بشدة على وقف تلك العمليات، مؤكدًا أنه "يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن".
الاثنين، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، سلاح المدرعات في شمال إسرائيل، وتحدث مع القوات التي تخدم في اللواء 188 ولواء جولاني، وهو لواء مشاة.
وأدلى غالانت بتصريحات أكثر مباشرة تشير إلى أن إسرائيل باتت قريبة أكثر فأكثر من شن هجوم بري على جنوب لبنان. وقال غالانت: "تحييد نصرالله كان خطوة مهمة جدًا. لكنها ليست الأخيرة".
ومثله فعل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، عندما أبلغ قواته على الحدود الشمالية أن الطائرات تضرب لبنان "لتمهيد الطريق لدخولكم المحتمل ومواصلة إضعاف حزب الله".
لاحقًا، أبلغ غالانت رؤساء المجالس الإقليمية في شمال إسرائيل، في اجتماع مع منتدى ما يسمى "خط المواجهة"، الاثنين، أن "المرحلة التالية" من حرب إسرائيل ضد حزب الله ستبدأ "قريبًا".
في المقابل، وصف رئيس الوزراء اللبناني ما يجري بأنه حرب. وقُتل أكثر من ألف شخص في لبنان، وأُجبر نحو 20% من السكان على النزوح من ديارهم (أي نحو مليون نازح)، مع تصاعد حدة الغارات الإسرائيلية.
وقال نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي الاثنين، إن الدولة اللبنانية مستعدة لتطبيق القرار 1701 عبر إرسال قوات الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني، وانتخاب رئيس توافقي للبلاد "فور وقف إطلاق النار". لا يوجد رئيس في لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للصحفيين في بيروت أثناء زيارته للبنان، الاثنين، إن وقف إطلاق النار مع إسرائيل يصب في مصلحة حزب الله.
وأضاف بارو: "إن حزب الله يتحمل ردا ثقيلا في الوضع الحالي لدخوله في الصراع منذ السابع من أكتوبر"، مضيفا أنه كرر دعواته لإسرائيل بالامتناع عن غزو بري للبنان.
وفي خطاب موجه إلى الشعب الإيراني، الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "إسرائيل تقف معكم"، فيما كرّر ادعاءاته السابقة بأنه "لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني، الاثنين، إنه "ليس هناك حاجة لإرسال قوات تطوعية من إيران" إلى دول المنطقة لمواجهة إسرائيل، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأضاف كنعاني: "حكومات ودول المنطقة لديها القدرة والسلطة اللازمة للدفاع عن نفسها ضد عدوان الكيان الصهيوني وليس هناك حاجة لإرسال قوات تطوعية من إيران، ولم تتلق أي طلب من أي شخص وتعلم أنهم لا يحتاجون الى إرسال قوات دعم بشرية".
وفي ضوء الحديث عن اجتياح بري محتمل إلى داخل لبنان، هبطت طائرة عسكرية ألمانية في بيروت، الاثنين، لإجلاء موظفي السفارة غير الأساسيين ورعايا ألمان آخرين. وتستعد ألمانيا لإجلاء موظفي المنظمات الشريكة والمواطنين الألمان الذين يعانون من حالات طبية على متن طائرة إيرباص A321 إلى جانب بعض موظفي السفارة وأفراد أسرهم، حسب وزارتي الخارجية والدفاع الألمانية.
في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مات ميلر، إن الولايات المتحدة "لا تقوم بإجلاء المواطنين الأمريكيين من لبنان في الوقت الحالي"، مضيفًا أن خيارات الرحلات الجوية التجارية المحدودة خارج البلاد لا تزال متاحة.
وأشار ميلر إلى أن الولايات المتحدة تستكشف أيضًا خيارات محتملة أخرى عندما يتعلق الأمر بلبنان لكنه لم يوضح تلك الخيارات الأخرى.