دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يمكن أن تساعد القرفة في السيطرة على نسبة السكر بالدم لدى الأشخاص الذين يعانون من حالة تُعرف باسم مقدمات داء السكري، وذلك بحسب دراسة تجريبية جديدة أجريت على 51 شخصاً يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً إبطاء تطور حالة الشخص إلى مرض السكري من النوع 2.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور، جوليو روميو، وهو طبيب في مركز جوسلين للسكري في بوسطن: "نبحث عن طرق آمنة ودائمة وفعالة من حيث التكلفة، للحد من تطور مقدمات السكري إلى مرض السكري من النوع 2".
وأضاف روميو: "أظهرت دراستنا، التي استمرت 12 أسبوعاً، تأثيرات مفيدة عند إضافة القرفة إلى النظام الغذائي، حيث ساعدت في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم لدى المشاركين المصابين بمقدمات السكري".
وأفاد أن "هذه النتائج توفر الأساس المنطقي لدراسات أطول وأكبر لمعرفة ما إذا كانت القرفة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، مع مرور الوقت".
وكانت القرفة قد استخدمت في طب الأيورفيدا، من أجل علاج مشاكل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي لعدة قرون. كما استخدمها المصريون القدماء أثناء عملية التحنيط، واستخدمها الرومان في محارق الجنائز لإخفاء رائحة اللحم المحترق.
ويتواجد نوعان أساسيان من القرفة، أحدهما القرفة السيلانية، التي تزرع في سريلانكا، والأخرى تعرف باسم "السليخة"، حيث يتم إنتاجها على نطاق واسع في الصين وإندونيسيا.
وربطت الأبحاث السابقة قرفة "السليخة" بمستويات أفضل للسكر.
ووجدت دراسة صغيرة أجريت على 18 شخصاً مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، أن "السليخة" هي أكثر فعالية من اتباع النظام الغذائي وحده، لخفض مستويات الجلوكوز بالدم. وكان ذلك أيضاً بالمقارنة مع أدوية السكري عن طريق الفم.
وتقول المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن مقدمات السكري هي حالة صحية خطيرة، حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعتاد، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري.
وتزيد مقدمات السكري من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
ويمكن أن يُصاب الناس بمقدمات السكري لسنوات دون ظهور أي أعراض واضحة. وفي الواقع، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن أكثر من 84٪ من الأشخاص المصابين بهذه الحالة لا يعلمون أنهم في خطر.
ويمكن أن يؤثر مرض السكري على كل عضو رئيسي في الجسم، متسبباً بالفشل الكلوي، والعمى، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وتلف كل من الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الجسم.
وهناك أيضاً احتمالية التسبب بضعف جنسي لدى الرجال وعجز جنسي لدى النساء، بالإضافة إلى تلف الأعصاب في الساقين، والقدمين، وأصابع القدم، ما قد يؤدي إلى البتر.
ويعد نمط الحياة الجديد مهماً لمنع مقدمات السكري من التصاعد إلى مرض السكري من النوع 2.
ويقول الخبراء إن فقدان كمية قليلة من الوزن، أي 5٪ إلى 7٪ من وزن الجسم، يمكن أن يحدث فرقاً بالنسبة للشخص الذي يبلغ وزنه 200 رطل.
وبينما تستمر الأبحاث في اختبار الفعالية الحقيقية للقرفة، يقول الخبراء إن استخدامها في الطعام لن يضر بك، وستكون بديلاً جيداً للسكر، والملح، والنكهات الأخرى غير الجيدة لمرض السكري.
ولكن، احرص على عدم الإفراط باستخدامها سواء في الطعام أو في الكبسولات. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي قرفة "السليخة"، وهي الأكثر شيوعاً، على تركيزات عالية نسبياً من الكومارين، وهو مركب نباتي يمكن أن يتلف الكبد.