أم عزباء لأربعة أطفال تشرح كيف أدّى عيشها كـ"زوجة تقليدية" إلى طلاقها

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استحوذت شخصيات مؤثرة مجسّدة "للزوجات التقليديات" على جزء كبير من الإنترنت بتسريحاتهنّ الأنيقة من فترة الخمسينيات، ومآزرهن الضيقة.

هؤلاء الزوجات التقليديات، اللاتي يعرضن مقاطع فيديو مدتها 30 ثانية حول كيفية الاعتناء بمنزلٍ مثالي لسن ربّات منزل عاديات، فهنّ يؤمنّ بالأدوار التقليدية للجنسين بقوة. 

وهذا يعني القيام بالأعمال المنزلية، ورعاية الأطفال بإخلاص، والخضوع لأزواجهن الذين يعملون لكسب الزرق.

وجسّدت إنيتزا تمبلتون من ولاية كولورادو الأمريكية أسلوب الحياة هذا لعشرة أعوام، فكانت أمًا لأربعة أطفال تقوم بجميع الأعمال المنزلية، بينما كان زوجها يركز على إعالة الأسرة فقط.

والآن، بعد هروبها من حياةٍ "بائسة" و"غير مُرضية"، تشارك تمبلتون قصتها مع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي ومستمعي البودكاست لمساعدة نساء أخريات يجدن أنفسهنّ في مواقف مماثلة، ويرغبن بحياةٍ جديدة.

وأكّدت تمبلتون: "يمكن أن تجعل وسائل التواصل الاجتماعي كل شيء يبدو جميلاً حقًا، لأنّها عبارة عن مقطع مدته 30 ثانية، ولكن تخفي 30 ثانية 10 سنوات من القبح في تلك العلاقات".

وأشارت تمبلتون، البالغة من العمر 41 عامًا الآن، إلى أنّها نشأت كمسيحية إنجيلية، واعتقدت أنّ للزوج سلطة على زوجته. 

ولكنها اليوم اختارت أن تكون أمًا عزباء مطلَّقة، وهي تدافع عن النساء اللواتي يرغبن بالتحرر من علاقة قد تؤدي ديناميكيتها بسهولة إلى اختلال شديد في توازن القوى.

عالم الزوجات التقليديات

تقوم الزوجات التقليديات المؤثرات بإضفاء طابعٍ رومانسي على الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية وبعدها مباشرة، وهي الفترة التي كانت فيها غالبية النساء عبارة عن ربّات منازل. 

ويتخذ بعضهنّ أيضًا موقفًا ضد الحركة النسوية باعتقادهنّ أن التواجد في أماكن العمل هو حكر على الرجال فقط، بينما تركز النساء على الحياة المنزلية.

ومثل أي علاقة، لا يؤدي العيش بهذه الطريقة دائمًا لوجود زوجين سعيدين من دون أي مشاكل عائلية.

وشعرت تمبلتون كما لو أنّ هدف المهام اليومية التي قامت بها كان صرف انتباهها عن افتقارها إلى الاستقلالية، وكان الضغط من أجل الكمال يؤثر عليها.

قالت المستشارة والأستاذة المساعِدة في قسم الخدمات الإنسانية بجامعة "إيلون" بولاية كارولينا الشمالية، كريستين بورزوماتو-جيني، إن "هناك أشخاص سعداء حقًا في الزيجات التقليدية".

ولكنها أضافت أنّه "موقف عالي الخطورة، فيمكن أن يضيع شخصٌ ما، وأن تطغى عليه الواجبات الملقاة على عاتقه، وألا تتم معاملته باحترام أو تقدير من قبل شريكه المسؤول تمامًا عن الشؤون المالية والقرارات الكبرى الأخرى".

وفي عالم الزوجات التقليديات، يتمتع الزوج بالسلطة عندما يتعلق الأمر بالخيارات المالية، ولكن يمكن للسيطرة أن تمتد إلى أبعد من ذلك، بحيث لا تستطيع بعض النساء مغادرة المنزل من دون إذن، كما تُفرَض العقوبات في بعض العلاقات.

وأشارت المستشارة المرخصة وورئيسة قسم الإرشاد والتعليم العالي بجامعة إلينوي الشمالية بإلينوي، سوزان ديجيس-وايت، إلى أنّ هذا الترتيب يتيح المجال للاستغلال المالي، والإساءة العاطفية، ما يؤدي إلى فقدان أحد الشريكين ثقته بنفسه. 

وعندما بلغت الـ24 من العمر، شعرت تمبلتون بالحاجة إلى الزواج بأسرع وقتٍ ممكن. وبعد وقتٍ قصير من زواجها عندما كانت في الـ26 من العمر، أنجبت طفلها الأول وتركت وظيفتها لتصبح ربّة منزل بشكلٍ كامل.

ولكنها لم تشعر بالرضا حتى بعد إنجاب 4 أطفال، وكان التواصل في علاقتها الزوجية يتضاءل.

وطلبت تمبلتون الدعم من معالج نفسي ساعدها على إدراك أنّ علاقتها "غير متوازنة".

احتياطات يجب أخذها بعين الاعتبار

وشعرت تمبلتون براحة فورية عندما تركت زيجتها التقليدية.

وهي توصي النساء الأخريات اللواتي يعشن بتلك الطريقة بالتفكير مرة أخرى بفترة طفولتهن، وسؤال أنفسهنّ عمّا إذا كان هذا الأمر هو ما يرغبن بالقيام به طوال حياتهنّ حقًا.

وأوضحت نائب العميد المؤقت والرئيسة المشاركة لقسم التنوع في جامعة ولاية كاليفورنيا، الدكتورة كيلي كامبل: "أنت لا ترغب في أن تتمحور هويتك بأكملها حول أي شيء، فيجب أن تتمتع بهوية متنوعة".

كما أضافت: "من الجيد أن تحظى بعلاقة حب تستمد منها الكثير من الرضا، ,لكن لا يمكنك أن تفقد هويتك الخاصة من خلال تلك العلاقة".

كيف تعيشين بسعادة كزوجة تقليدية.

وتعيش أليكسيا ديلاروسا أسلوب حياة الزوجة التقليدية. 

ورغم أنّها لا تعتبر نفسها تقليدية، إلا أنّ الأشخاص يعتبرونها كذلك بسبب حياتها المنزلية التقليدية التي تشاركها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتجسد ديلاروزا حاليًا وبكل سعادة أسلوب الحياة التقليدي، ويعمل زوجها لكسب الرزق بينما تبقى هي في المنزل مع الأطفال. 

ولكنها لا تعتقد أن أسلوب الحياة هذا يناسب الجميع، وأكّدت: "كل أسرة مختلفة جدًا".

وتوصي ديلاروسا النساء اللواتي يرغبن في أسلوب حياة مماثل، أو اللواتي يتبعن أسلوب الحياة ذلك حاليًا، بالتأكد من تمتعهنّ وشركائهنّ بأهداف متوافقة. 

كما نصحت بإجراء محادثة عمّا هو متوقع في وقتٍ مبكر.

وسواءً كانت المرأة زوجة تقليدية أو نَسَوية، لا توجد طريقة واحدة للعيش، بحسب ديلاروسا، وشرحت: "هذا ما أفعله شخصيًا، وما يناسب عائلتنا، وأنا أحبّه. وإذا كنت لا توافق على ذلك، فلا بأس. وإذا كنت تحب ذلك أيضًا، فهذا رائع".

ورغم أنّ تمبلتون نشأت على فكرة الإيمان بأسلوب حياة الزوجة التقليدية، إلا أنّها تحرص على معرفة بناتها أنّهن يملكن الخيار، وهي تشجّع المحادثات بشأن الوظائف التي قد تجذب اهتمامهنّ في المستقبل. 

وتعتقد تمبلتون أنّه من المهم للأطفال معرفة أنّ أمهم ليست مثالية طوال الوقت، وغالبًا ما تشارك هذه الرسالة ونصائح أخرى حول الأمومة من خلال بودكاست خاص بها يُدعى "الأمومة الناشئة" (Emerging Motherhood).