دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين الأشخاص الخمسة المتهمين بوفاة الممثل الأمريكي ماثيو بيري، اثنان منهم أطباء، وفقًا لمسؤولين فيدراليين، وافق أحدهما على بيع الكيتامين في عيادته السابقة، بينما قام الآخر بتوزيع الدواء على بيري وعلّم مساعده الشخصي المقيم معه كيفية حقنه.
وصرّح مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الوسطى في ولاية كاليفورنيا، أن بيري حُقن مرات عدّة يوم وفاته، وأظهر تشريح الجثة أن كمية الكيتامين في جسمه وصلت إلى المستوى المستخدم في التخدير العام.
وقد سلّطت القضية الضوء على ممارسات وصف غير دقيقة للكيتامين، وهو مادة مهلوسة حصلت على الموافقة منذ عقود من الزمن، كمخدر.
ويتمتع الكيتامين بتاريخ طويل كمخدر يستخدم في الحفلات، وفي السنوات الأخيرة، خضع للدراسة كعلاج محتمل للاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والألم المزمن.
ونظرًا لكونه متوفّرًا في السوق، فهو بمتناول المرضى الباحثين عن الراحة، وأحيانًا من خلال عيادات تعتمد على الدفع النقدي فقط من دون إشراف.
وتصنّف إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية "الكيتامين" كدواء من الفئة الثالثة، ما يعني أن لديه إمكانية منخفضة إلى متوسطة للتسبّب بالإدمان الجسدي أو النفسي.
ويعد تحديد موعد الدواء أساسيا لوضع حدود لعدد المرات التي يمكن للمريض فيها إعادة صرف الوصفة الطبية، ويتطلّب من الأطباء أن يكونوا مسجّلين لدى إدارة مكافحة المخدرات وأن يلتزموا بمتطلبات معينة لصرف وتخزين الدواء.
وقال الدكتور جيرارد ساناكورا، مدير برنامج أبحاث الاكتئاب في جامعة ييل: "لا يمكنك توزيع وصفات طبية للكيتامين مثل الحلوى".
مع ذلك، يجد الناس طرقًا لإساءة استخدام العقار، لا سيّما الأدوية المركّبة، التي تخلط بحسب الطلب من قبل الصيدليات الفردية، وتحويلها من الإعدادات الطبية.
وعندما توافق إدارة الغذاء والدواء على عقار ما، فإنها تمنح الأطباء حرية وصفه لاستخدامات أخرى تتجاوز الهدف الذي مُنحت الموافقة له.
عادةً، تمثل هذه الاستخدامات "غير المرخّصة" للأدوية التي تُصرف بوصفة طبية، نسبة صغيرة من الوصفات الطبية المكتوبة لذلك الدواء.
وفي حالة الكيتامين، فقد ارتفعت استخدامات النسخة العامة غير المرخصة، مدفوعة بنموذج عمل يعتمد على الدفع النقدي بالكامل وسمعة الكيتامين المتزايدة كحل سريع لمجموعة متنوعة من المعاناة.
ويعتقد ساناكورا أنّ هناك حاجة إلى مزيد من التنظيم للكيتامين الطبي، لكن هناك مقايضات يجب مراعاتها.
ويقول ساناكورا: "ثمة صعوبة تتعلّق بمدى القيود التي يجب فرضها عليه (العقار)، لأنك لا تريد أن تجعل استخدامه كمخدر أكثر صعوبةعلى الناس، لكن من الواضح أننا بحاجة إلى سجلّ، أو شيء من هذا القبيل، لمعرفة متى يستخدمه الناس خارج هذا الوضع".
عقار "خطير... في السياق الخطأ"
يقول الدكتور ستيفن كوهين، أستاذ التخدير بكلية "فاينبرغ" للطب في جامعة نورث وسترن، إن بعض عيادات الكيتامين تضع الأرباح في المقدمة قبل المرضى.
ويعترف كوهين أنه استخدم الكيتامين لعلاج مريض كان يعاني من حكة مستمرة لمدة أربع سنوات بسبب خلل في الأعصاب، ولفت إلى أنه سمع أيضًا عن استخدام الكيتامين لعلاج الألم المستمر بعد علاج مرض لايم.
مع ذلك، كوهين يشير إلى أن الكيتامين يسوّق لعلاج مجموعة من المشاكل، ضمنًا اضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق العام، أحيانا قبل إجراء دراسة علمية صارمة لدعم هذا الاستخدام.
في حالة ماثيو بيري، كان الممثل الأمريكي يستخدم الكيتامين لتخفيف الاكتئاب، وفقًا لتقرير التشريح، لكن كانت هناك تلميحات بأنه طور حاجة متزايدة للدواء.
وفي البيان الصحفي بشأن التهم الموجهة في وفاة بيري، قال مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الوسطى في كاليفورنيا إن الأطباء صرفوا الدواء لبيري رغم إبلاغهم قبل أسبوع على الأقل، بأن إدمانه على الكيتامين كان "خارجا عن السيطرة".
وكان بيري صريحًا بشأن صراعه مع اضطراب تعاطي المخدرات.
ويوضح الخبراء أن الكيتامين ليس مسبّبا للإدمان جسديًا بالطريقة التي يمكن أن تكون عليها العقاقير الأفيونية. الأشخاص الذين يستخدمونه بانتظام ثم يتوقفون عن استخدامه لا يعانون عادةً من أعراض الانسحاب.
ويقول بالامار إنه يشعر بالقلق إزاء استخدام الأدوية غير الخاضعة للإشراف في المنزل تحديدًا، بسبب مواقف مثل حالة بيري لذي غرق في الطرف الساخن من حمام السباحة الخاص به بعد استهلاك جرعات كبيرة من الدواء، وفقًا لتقرير التشريح.
ويضيف بالامار : "إنه ليس أخطر عقار على الإطلاق، لكنه قد يكون خطيرًا إذا تم استخدامه في السياق الخطأ".