دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يبدو استخدام مشروبات وألواح ومكمّلات ومساحيق البروتين الغذائية التي يمكن تناولها أثناء التنقل، حلًا سهلًا لمن يتطلّعون إلى زيادة تناولهم للبروتين. لكن عندما يتعلق الأمر بالمراهقين، يخشى أطباء الأطفال من الاعتماد كثيرًا على المكملات الغذائية.
وبحسب نتائج استطلاع رأي وطني جديد أجراه مستشفى الأطفال سي إس موت، صرّح اثنان من كل خمسة أهالي أنّ أطفالهم المراهقين تناولوا مكمّلات البروتين في العام الماضي، وأنّ الأولاد الذكور أكثر عرضة لتناول المكمّلات الغذائية يوميًا، أو في غالبية الأيام مقارنة بالفتيات المراهقات.
وبين 46% من المراهقين الذين تناولوا مكملات البروتين في العام الماضي، أفاد أكثر من نصف عدد الأهل أنهم أقدموا على ذلك من أجل اكتساب العضلات.
وبين 36% من الفتيات المراهقات اللواتي استهلكن هذا النوع من مكملات البروتين أفاد الأهل أنهنّ استخدمن ذلك بهدف فقدان الوزن، أو كبديل لوجبة غذائية.
وأفاد نحو 1 من كل 5 من الأهل أنّ ابنهم المراهق لا يتناول ما يكفي من البروتين.
وأوضحت سارة كلارك، المديرة المشاركة لمؤسسة Mott Poll، وعالمة أبحاث بطب الأطفال في جامعة ميشيغان بآن أربور، لـCNN أنه "يمكن أن يؤدّي التسويق إلى اعتقاد الناس بأنّ كمية أكبر من البروتين تعني أن المنتج أكثر صحة، لكن هذا ليس صحيحًا بالضرورة".
وأشارت إلى أنه "عوض ذلك، يمكن للأهل والمراهقين البحث عن منتج أكثر توازناً يحتوي على بعض البروتين، إلى جانب العناصر الغذائية الرئيسية الأخرى والألياف، لكن مع القليل جدا (أو من دون) السكر المضاف أو الكافيين".
وأُجرِي استطلاع Mott Poll في أغسطس/ آب، وشمل 989 من أهل المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا. وكان هامش الخطأ زائد أو ناقص 1 إلى 7 نقاط مئوية.
وصرّح 44% من الأهل أنّهم أو أحد أفراد الأسرة الآخرين، شجّعوا طفلهم المراهق على تناول مكمّلات البروتين، لا سيّما في الحالات التي أعرب فيها المراهق عن اهتمامه بالحصول على شكل جيد، أو فقدان الوزن، أو الإطلالة بمظهر جذاب، أو تحسين الأداء الرياضي، أو التمتّع بصحة جيدة.
وذكرت كلارك أن تناول مكملات البروتين قد لا تُعالج هذه الأمور. وأضافت أنه رغم أن البروتين جزء من نظام غذائي صحي، إلا أنه يجب تناوله في إطار سياق النظام الغذائي العام للفرد.
هل يجب على المراهقين تناول مكملات البروتين؟
وقالت ديانا شني، اختصاصية التغذية للأطفال في مستشفى كليفلاند كلينيك للأطفال في ولاية أوهايو الأمريكية، غير المشاركة في الاستطلاع، إنه من النادر أن يُنصح المراهقين بتناول مكملات البروتين.
تحتاج الفتيات المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 14 و18 عامًا عادةً إلى 46 غرامًا يوميًا، بينما يحتاج الشباب المراهقون ضمن الشريحة العمرية ذاتها إلى 52 غرامًا يوميًا، استنادًا إلى الكميات الغذائية الموصى بها.
وبحسب أكاديمية التغذية وعلم التغذية، يمكن أن تعرّض مكمّلات البروتين المستخدم الشخص لخطر الإفراط في تناول البروتين، الأمر الذي قد يسبّب الجفاف، ويضع ضغطًا على الكلى.
وأشارت شني إلى أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لا تقوم بتقييم مساحيق البروتين قبل طرحها في السوق، ما يعني أنّ المستخدمين قد يتعرّضون لمواد أخرى، مثل المنشّطات.
وبحسب موقع الوكالة الإلكتروني، فإنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تنظّم المكمّلات الغذائية باعتبارها أغذية، ولا تملك الوكالة سلطة اتخاذ إجراءات ضد "أي منتج مكمل غذائي مغشوش أو لديه علامة تجارية مزيفة إلا بعد وصوله إلى السوق".
وإذا كان المراهقون يحصلون على البروتين في كل وجبة رئيسية من الطعام وبعض الوجبات الخفيفة، فيرجّح أنهم يحصلون على ما يكفي من البروتين.
وأضافت شني أنّ المكمّلات البروتينية نادراً ما تكون مضمونة، وقد يوصى بها فقط لبعض المراهقين الذين يتّبعون نظامًا غذائيًا مقيدًا، مثل النظام النباتي أو نظام الخضار النباتي الصرف.
تناول الطعام والحفاظ على نظام غذائي متوازن
وأشارت كلارك إلى أنّ أحد الأمور التي يجب تذكرها بشأن تناول البروتين، مفاده أنه يستحسن تناوله طوال اليوم عوض اسهلاكه دفعة واحدة.
في الوجبة العادية، يحتاج الناس إلى استهلاك كمية كافية من البروتين، والكربوهيدرات، والدهون، والألياف والفيتامينات، والمعادن، والماء. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اختيار مجموعة متنوعة من الأطعمة في المجموعات الغذائية الخمس الرئيسية، ضمنًا الفاكهة، والخضار، والألياف، ومنتجات الألبان.
تتواجد تسعة أحماض أمينية أساسية يجب على الناس تناولها بانتظام طوال اليوم. ويمكن العثور على جميع الأحماض الأمينية التسعة في البروتينات الكاملة التي يتم الحصول عليها عادةً من الحيوانات، ويتم العثور على القليل منها فقط في البروتينات غير الكاملة، التي تكون عادةً أطعمة نباتية، وفقًا لما ذكرته عيادة كليفلاند.
وخلصت شني إلى أن تناول وجبات طعام متوازنة لا يكفي لدعم جسم المراهق، والحصول على قسط كافٍ من النوم والترطيب أمر مهم أيضًا، لضمان منح الجسم وقتًا كافيًا للتعافي.