دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في الفولكلور الألماني، يُنظر إلى الأشخاص المتشابهين على أنهم فأل سيء. لكن في خضم الصراعات الجيوسياسية اليوم، والكوارث المناخية المتزايدة، وعدم اليقين الاقتصادي، يبدو أنّنا مدمنون على مسابقات اختيار أشباه المشاهير!
ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول، تجمّع مئات المُتفرّجين في حديقة "واشنطن سكوير بارك" لمشاهدة أكثر من 12 شابًا في العشرينيات من العمر يتنافسون للحصول على لقب الشبيه غير الرسمي للممثل تيموثي شالاميت.
انتهى الحدث، الذي نظمه اليوتيوبر أنتوني بو، بعدد من الاعتقالات، وغرامة قدرها 500 دولار!
وقال ريد بوتمان، وهو متسابق يشبه شالاميت، لـCNN بعد المسابقة: "كان الأمر جنونيًا.. كان الناس يتدافعون من حولي لالتقاط الصور وطرح أسئلة سريعة".
وفي أيرلندا، شارك مجموعة من الرجال بمسابقة اختيار شبيه الممثل بول بيسكال للحصول على شيك قدره 20 يورو، أي حوالي 21 دولار. وأُقيمت مسابقة ثانية في إحدى حانات لندن، ما جعل بيسكال أول ممثل يُلهم إقامة مسابقتين.
وبعد أيام، توافد المزيد من الشباب إلى ساحة "سوهو" في لندن بحثًا عن أفضل شبيه للمغني هاري ستايلز. وكانت هناك أيضًا العديد من المسابقات الأخرى لاختيار شبيه الممثل ديف باتيل في سان فرانسيسكو، والمغني زين مالك في نيويورك.
وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت هذه المسابقات كالنار في الهشيم، لكنّها في الواقع كانت أحد أشكال الترفيه العريقة.
في مذكراته، كتب تشارلي شابلن الابن أن والده حصل على المركز الثالث بمسابقة اختيار شبيه له، والتي أُقيمت في مسرح غرومان الصيني في هوليوود، بين عامي 1915 و1921.
وكانت هناك أيضًا مسابقات تقليد شيرلي تيمبل في ثلاثينيات القرن العشرين، بينها واحدة بسيدني، أستراليا في عام 1934، وواحدة في عام 1935، في معرض كليفلاند للأغذية، حيث شارك أكثر من 900 طفل.
لكن عالم الاجتماع البريطاني والناقد الثقافي للمشاهير، إليس كاشمور، يعتقد أن هناك سببًا يجعلنا نشهد عودة ظهور هذا النوع من المسابقات اليوم.
وقال لـCNN: "لا أعتقد أن هذا من بقايا العصر الذهبي لهوليوود.. أعتقد أن المسابقات الحديثة تُجسد شيئًا نؤمن به في القرن الحادي والعشرين.. أن البيولوجيا ليست قدرًا".
وأضاف: "توفر مسابقات اختيار أشباه المشاهير فرصًا للتواصل وتكوين علاقات جديدة مع أشخاص لم نكن سنُسلّم عليهم في المتاجر أو صالات الألعاب الرياضية أو في أي مكان آخر.. الحقيقة أن جميهم لديهم هدف مشترك، وهو الشهرة".
وأوضح أندي هارمر، الممثل المحترف الشبيه بديفيد بيكهام ومؤسس شركة "Lookalikes"، إحدى أفضل وكالات تقليد المشاهير في المملكة المتحدة، أن هذه المهنة يمكن أن تكون مربحة إذا كنت تُشبه أحد المشاهير وراثيًا.
ولكن هل هناك تأثير نفسي لارتباط هويتك بشخص آخر؟
أوضح هارمر أنه لا يجب أن يكون هناك تأثير نفسي، قائلاً: "تعامل مع الأمر وكأنه زي تنكري، ولا تبالغ في الاهتمام به".