دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح من المعتاد أن تتجمع حشود كبيرة وسط فوضى الأضواء في "تايمز سكوير"، بمدينة نيويورك الأمريكية، للاحتفال ببداية العام الجديد.
وعند الساعة 11:59 مساءً، تسقط كرة بلورية مبهرة أسفل عمود، بينما يقوم الحضور، وملايين الأشخاص الذين يتابعون الحدث من منازلهم، بالعدّ التنازلي من الرقم 60.
وعند منتصف الليل، تتجسّد أجواء من الفرح والتفاؤل بين الناس لتوديع عام مضى، وتبادل الأمنيات لمستقبل أفضل.
ولكن كيف بدأ الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، ولماذا نحتفل بهذه المناسبة من خلال مشاهدة كرة تسقط أسفل عمود؟
متى أُسقطت الكرة لأول مرة في ميدان "تايمز سكوير"؟
بدأت فكرة كرة "تايمز سكوير"، التي أُسقطت لأول مرّة في العام 1904، بفضل مهاجر أوكراني وعامل المصنوعات المعدنية جاكوب ستار، والناشر السابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، أدولف أوكس.
ونجح الأخير في جذب الحشود إلى مقر الصحيفة في "تايمز سكوير" من خلال الألعاب النارية للاحتفال بالعام القادم.
ولكن، حظر مسؤولون في المدينة استخدام المفرقعات بعد بضع سنوات فقط.
وفي عام 1907، قام أوكس بتكليف ستار، الذي كان يعمل في شركة Strauss Signs لصناعة اللافتات، بإنشاء عرض مرئي جديد.
وعلى مدار القرن الماضي، تطوّر رمز السنة الجديدة من قفص حديدي وخشبي مُزيّن بمصابيح كهربائية إلى كرة كريستالية ملونة مبهرة.
واستند المفهوم الجديد على كرات الزمن، وهي أدوات بحرية اكتسبت شعبية في القرن الـ19.
ففي السابق، احتاج ملّاحو السفن إلى طريقة موّحدة لضبط ساعاتهم. وفي كلّ يوم، كانت الموانئ والمراصد ترفع وتخفض كرة معدنية في نفس الوقت للسماح للبحّارة بمزامنة أدواتهم.
ويعود الفضل إلى كل من أوكس وكبير كهربائيي صحيفة نيويورك تايمز، والتر بالمر، في هذه الفكرة، التي يُزعم أنها مستوحاة من مبنى Western Union في وسط المدينة، والذي كان يُسقط كرة زمنية كل يوم في فترة الظهيرة.
ولكن قالت تاما، حفيدة ستار، التي انضمت إلى شركة Artkraft Strauss في عام 1982 وتمتلك الشركة الآن، في مقابلة هاتفية إنّها تعتقد أنّ جدها هو الذي توصل إلى مفهوم إسقاط الكرة وإضاءتها بأرقام العام الجديد عند منتصف الليل.
ورُغم أنّ مانهاتن كانت مضاءة جزئيًا بالكهرباء منذ أوائل ثمانينيات القرن الـ19، إلا أن إدارة المتنزهات الوطنية الأمريكية أشارت إلى أنّ نصف المنازل الأمريكية كانت لا تزال مضاءة بأضواء الغاز والشموع حتى عشرينيات القرن الـ20.
وكان مشهد الكرة المتلألئة وهي تهبط من السماء المظلمة يبدو من عالم آخر.
وصُنعت 7 كرات مختلفة لـ"تايمز سكوير" منذ الإسقاط الأول، بدءًا من هيكل حديدي يبلغ وزنه 700 رطل، وهو مزوّد بمصابيح كهربائية بقوة 25 وات، إلى إطار من الألومنيوم الأخف وزنًا بعد الحرب العالمية الثانية، إلى "التفاحة الكبيرة" أثناء توّلي عمدة المدينة السابق إد كوخ السلطة.
وفي عام 1995، أي عند تحديث الكرة باستخدام الأحجار اللامعة والأضواء القوية وأدوات التحكم بالكمبيوتر، لم تعد هناك حاجة إلى صنّاع اللافتات التقليديين، ما يعني أنه لم تعد هناك حاجة إلى شركة Artkraft Strauss، التي جلبت الكرة إلى تايمز سكوير، بعد الآن.
وتعكس الكرة الحالية تعاونًا مشتركًا بين Waterford Crystal وPhilips Lighting، حيث استخدمت 32,256 مصباح LED يمكن برمجته لعرض ملايين الألوان والأنماط على سطحها.
ومن خلال أداء هذه الطقوس عامًا بعد عام، ترى تاما صلة جوهرية بين العد التنازلي، الذي تسميه "دقيقة خارج الوقت"، واتخاذ قرارات العام الجديد.
وقالت: "عندما تركز بشدة، يبدو أن الوقت يتباطأ.. شعرت وكأنّها أطول دقيقة في العالم.. شعرت وكأن لديك الوقت لغسل شعرك، والاتصال بوالدتك، وتغيير حياتك.. يمكنك حقًا تغيير حياتك في دقيقة واحدة.. يمكنك أن تقرر أن تكون مختلفًا.. يمكنك أن تقرر أن تكون ألطف وأفضل".