دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تخطط لرحلة إلى البندقية في أي وقت قريب؟ لا شك بأنك مستعد للقيام بتجربة مميزة في أحد أجمل مدن التاريخ العريقة.. إلّا أنك حتماً سمعت أيضاً – وحُذرت بشدة – عما يسمى بمطاعم "الفخاخ السياحية" والتي أصبحت منذ زمن طويل سبباً رئيسياً لغضب واستياء زوار المدينة الإيطالية.
قد يعجبك أيضا.. أطول مسار انزلاقي بالعالم يفتتح في رأس الخيمة ويحطم أرقاماً قياسية!
ورغم أن المدينة لم تبد وكأنها تكترث لحالات النصب المفرطة على الزوّار في الماضي، إلّا أنها تعمل منذ أشهر قليلة على تغيير موقفها تجاه المؤسسات المحتالة، من خلال عمل المسؤولين والسكّان معاً لمساعدة السياح على تجنبها.
وكان سائح بريطاني قد اشتكى علناً في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2017، بعد أن فرض عليه مطعم في البندقية دفع فاتورة بلغت 526 يورو، أي 653 دولار، مقابل وجبة غداء خفيفة لثلاثة أشخاص، ما دفع عمدة المدينة، لويجي برونارو – الذي يشتهر بصراحته الجريئة والغريبة – للتعليق على الحادثة في موقع التواصل تويتر، معلناً أن صاحب الشكوى هو محاضر جامعي، ولذا فإنه يُعتبر بخيلاً لاعتراضه على دفع 297 يورو، أي 369 دولاراً، مقابل طبق أسماك مشوية لشخص واحد.
كما أكمل برونارو بحملة تعليقاته الغريبة، ليقوم بعد ذلك بالسخرية من السائحين الذين يأتون إلى المدينة بمعرفة قليلة جداً للغة الإيطالية، حتى أنهم لا يمكنهم اكتشاف عملية النصب حتى آخر لحظة، حين تقدم لهم الفاتورة.
وانتشرت بعد ذلك تعليقات كثيرة منددة بتعليقات عمدة المدينة، ومطعم "ترتوريا كاسانوفا،" إذ شُنّت عليه حملة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة دفعت برونارو للتصرف بطريقة مختلفة عندما وقع حادث مماثل في يناير/كانون الثاني من هذا العام مع أربعة طلّاب سائحين من اليابان، دفعوا أكثر من ألف و 300 دولار لأربعة أطباق من شرائح اللحم.
قد يهمك أيضا.. قمر الدم العملاق الأزرق النادر يتألق بعدسة "فزّاع"
وقد غرّد برونارو على هذه الحادثة في حسابه على موقع التواصل تويتر، كاتباً: "إذا أكدت هذه الحادثة المخزية، سنفعل كل ما بوسعنا لمعاقبة المسؤولين عنها."
ويتماشى موقف العمدة الأخير مع مواقف العديد من سكّان البندقية من هذه المطاعم، إذ يأملون أن يعيدوا بناء سمعة مدينتهم كوجهة طعام وسياحة إيجابية، من خلال قيام بعضهم بتخصيص دليل سياحي يُطلع الزوّار على كيفية عيش تجربة ممتعة في البندقية وتجنب حالات النصب والخداع.
ويقول ماركو غاسبارينيتي، الذي أسس هذا الدليل، إن واحدا بالمائة فقط من المطاعم في منطقة سان ماركو يديرها سكّان محليون، ما ساهم في ارتفاع نسبة مطاعم الفخاخ السياحية.
بينيديتا فولين وأخوها لوكا هما من بين السكّان المحليين الذين يديرون أحد هذه المطاعم المحترمة في البندقية. تشرح فولين إنها مستاءة جداً من المطاعم "المزيفة" التي تدّعي أنها مطاعم إيطالية تقليدية، وهي في الحقيقة ليست سوى مؤسسات مخادعة لا تفقه شيئاً في عالم الطهي وفنون الطبخ وتقديم الطعام وإدارة المطاعم.
تقول بينيديتا: "هذه المطاعم ليس لديها مطبخ، ولا طهاة، ولا تعتمد على الموردين المحليين. لديها فقط طاولات ومعالق، وميكروويف لتسخين طبق لازانيا مجمدة بأسعار خيالية سخيفة، ولوحات خارج المطعم تعرض صوراً للطعام، ورجل يقف في الخارج يدعو الناس للدخول إلى المطعم."
وأيضا.. بينك وبين منزل أحلامك في إيطاليا دولار فقط!
وتؤكد بينيديتا أن هذه هي الأماكن التي يجب تجنبها عند زيارة البندقية، إذ أن المطاعم الأصلية والمحترمة لن تجد فيها من يقف على بابها يدعو السيّاح للدخول بشدة إليها، كما أنها لن تضع صوراً لأطباقها أمام مدخلها، ولذا فتنصح بتجنب أي مطعم يعلق صوراً، أو يدعو الناس للأكل فيه.
كما تشرح بينيديتا أيضاً الاعتماد على اقتراحات موجودة في كتب السفر وأدلة السياحة، بدلاً من المواقع على الانترنت، إذ أن الأخيرة يسهل التلاعب بها، أما الكتب فعادة ما تكون مصدراً موثوقاً أكثر ومجرباً من قبل نقّاد الطعام والصحفيين.
ويؤكد رافايلي ألاجمو، الذي يملك مطعماً في ساحة سان ماركو على نقطة بينيديتا، مضيفاً أن المطاعم المحترمة غالباً ما تساعد السيّاح على الابتعاد عن الفخاخ السياحية، ولذا يجب على السيّاح عدم التردد في سؤال ملّاك هذه المطاعم عن اقتراحات وجهات طعام أخرى يمكنهم زيارتها دون القلق من حالات النصب والخداع.