دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تكثر المشاهد الآسرة التي يمكن رصدها في البرية إذا أمعنّا النظر بما فيه الكفاية.
وكان لمصور الحياة البرية السعودي، عوض الشهري، موعد مع إحدى هذه المشاهد خلال زيارته لمحمية الملك سلمان في المملكة العربية السعودية، حيث كان يراقب طائرين مهيبين، أحدها عقاب البادية، والآخر العقاب الملكي الشرقي.
وفي مجموعة الصور المتتابعة التي وثّقها، تَظهر "قصة صراع على الغذاء"، بحسب ما قاله الشهري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وشرح قائلاً: "تبدأُ فصول القصةُ تلك بوصول عقاب البادية للغذاء أولاً، وهو عبارة عن بقايا لحيوانٍ نافق، ولكن العقاب الملكي الكبير الذي كان يطير بالقرب منه هاجمه في محاولة للاستيلاء على فرصة الغذاء النادرة بعد رحلة هجرةٍ شاقةٍ ومضنيةٍ لكليهما".
وأشار المصور إلى أنّ الطائرين كانا في طريقهما لهجرتهما الشتوية الممتدة من جنوب، وشرق أوروبا، وأواسط آسيا إلى إفريقيا.
ووصف المصور السعودي هذه المواجهة بكونها "مشهدًا نادرًا وآسرًا من مشاهد الحياة البرية".
ورغم أنّ مصادفة هذا المشهد لم تكن مخططة بطبيعة الحال، إلا أنّ الشهري أكّد أنّ "للخبرة والممارسة في رصد تلك الطيور دور كبير في توقع مثل تلك المشاهد"، مضيفًا أن "وجود مواطن الغذاء على الأرض لتلك الطيور سيخلق فرصة للحصول على مشاهد نادرة".
وفي حال انتابك الفضول بشأن الطائر الذي خرج رابحًا من المعركة، فإن المصور وجد أنّ الصراع على الغذاء انتهى لصالح العقاب الملكي الشرقي، نظرًا لكونه أكبر حجمًا من عقاب البادية.
وقال الشهري: "هذا لا يعني أنّ الأكبر حجمًا هو من يفوز دائمًا في مثل هذه الصراعات بين الطيور، أو الأنواع المتشابهة، إذ يلعب عمر الطائر دورًا أيضًا في إنهاء الصراع، وتتمتع الطيور البالغة والأكبر بخبرة أكثر من الطيور اليافعة من النوع ذاته في حسم الصراعات فيما بينها، ولدى بعض الأنواع الأخرى تكون الإناث أكثر جسارة وبطشًا من الذكور".
وتُعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، في شمال المملكة، بمساحتها الشاسعة التي تبلغ 130,700 كيلومتر مربع، إحدى أهم مسارات عبور الطيور المهاجرة سنويًّا، وملاذًا طبيعيًا، وذلك بفضل بيئتها المتوازنة، وتضاريسها المتنوعة، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وتمتد المحمية ضمن 4 نطاقات إدارية، وهي الحدود الشمالية، والجوف، وتبوك، وحائل.