بسبب رياضة "الباركور".. مبنى تاريخي في إيطاليا يدفع الثمن ويتضرر

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو القفز من مبنى إلى آخر في مدينةٍ قديمة كحلم بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون رياضة الباركور (parkour)، وهي رياضة تنطوي على تجاوز العقبات. ولكن يمكن لذلك أن يضر بالمباني التاريخية.

قامت مجموعة مخصصة لرياضة الباركور، تُدعى "Team Phat"، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، بزيارة مدينة ماتيرا الإيطالية القديمة، وقام أعضاء المجموعة بالركض، والتسلق، والقفز في شوارعها، وفوق هياكلها الثمينة، ما تسبب بسقوط جزء من مبنى تاريخي.

وتقع ماتيرا، وهي مدينة حجرية يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم، بمنطقة بازيليكاتا في جنوب إيطاليا.

وفي عام 1993، أُدرِجت المدينة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، كما أنّها اختيرت كعاصمة للثقافة الأوروبية في عام 2019.

بسبب رياضة "الباركور".. مبنى تاريخي في إيطاليا يدفع الثمن ويتضرر
مدينة ماتيرا الإيطالية. Credit: Poike/iStockphoto/Getty Images/FILE

ونشر "Team Phat" مقطع فيديو لحركات رياضة الباركور المثيرة في المدينة القديمة على موقع "يوتيوب" قبل شهرين، بالإضافة إلى تعليق يوضّح أنّ الفريق كان "في مدينة ماتيرا الجميلة"، حيث تعرض العضو ديفون ماكينتوش، "لسقوط مخيف كان من الممكن أن يكون سيئًا حقًا".

ويُظهر الفيديو العداء وهو يقفز من فوق أحد المباني، ويحاول استخدام حافة حجرية لمساعدته في الوصول إلى مبنى آخر عبر الشارع. 

ولكن الحافة لم تستطع الصمود في وجه قوته، وانهارت.

ومن ثم اقترح عضو كان خارج نطاق الكاميرا، القيام بإخفاء الأدلة، ويُظهِر ماكنتوش إصابة تعرض لها في ساقه.

وواجه الفيديو الكثير من التعليقات الانتقادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

وكتب مستخدم يُدعى برونو بيرك عبر موقع "إنستغرام": "هذه المدينة ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو لسببٍ وجيه"، مضيفًا: "يجب أن نستمتع برياضة (الباركور) الخاصة بنا قدر الإمكان، ولكن يجب علينا أيضًا  مراقبة أين نخطو، ليس فقط من أجل السلامة، بل لاحترام الثقافة والتاريخ أيضًا".

شغب السياح

رُممت العديد من أحياء ماتيرا وكهوفها الصالحة للسكن في النصف الثاني من القرن العشرين عندما استعادت المدينة سحرها، وأصبحت نقطة جذب شهيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وليس من المستغرب أن تقوم صناعة السينما العالمية أيضًا بزيارة للموقع، ويتميز فيلم جيمس بوند لعام 2021، "No time to Die" بمشهد مثير لمطاردة السيارات في شوارع ماتيرا.

وتحتل ماتيرا وهي مدينة ذات قيمة عالمية أثارًا متبقية للكنائس، والكهوف القديمة، وبيوت المزارع، والمناطق المحصنة، وفقًا لليونسكو.

وتواصلت CNN مع قوات الشرطة في ماتيرا للحصول على تعليق بشأن الحادث.

وأثار سلوك "Team Phat" المزيد من الأسئلة حول سلوك المسافرين في المواقع الأثرية. 

في بداية الفيديو، قال أحد أعضاء المجموعة: "كما يعلم بعضكم، لقد تم منعنا من دخول البندقية، ولا يمكننا العودة أبدًا".

وفي مارس/آذار من عام 2023، قفز أحد أعضاء "Team Phat" في إحدى قنوات البندقية.

وتعليقًا على الحادث، كتب العمدة، لويجي بروجنارو، عبر موقع "إكس" (تويتر سابقًا) أنه "يجب منح هذا الشخص شهادة الغباء.. نحن نحاول التعرّف عليه لإدانته ورفيقه الذي صنع هذا الفيديو الغبي من أجل وسائل التواصل الاجتماعي".