(CNN) -- انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، الرئيس السابق دونالد ترامب بسبب تصريحه بأنه "سيشجع روسيا على غزو الدول التي لا تفي بالتزاماتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وقال بايدن، في خطاب ألقاه من البيت الأبيض حول المساعدات لأوكرانيا، إن مثل هذه التصريحات "ترقى إلى حد الانحناء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وتعد هذه أحدث انتقادات من قبل بايدن لترامب، وهي من أقسى انتقاداته لمنافسه المحتمل في ملف السياسة الخارجية حتى الآن.
وكان ترامب قال، السبت، في تجمع بولاية كارولينا الجنوبية، إنه "سيشجع روسيا على فعل كل ما تريده لأي دولة عضو في الناتو لا تلتزم بالمبادئ التوجيهية للإنفاق على الدفاع"، وهو تصريح وصفه بايدن بأنه أرسل إشارة "خطيرة وصادمة".
وأضاف: "هل يمكنك أن تتخيل رئيسا سابقا للولايات المتحدة يقول ذلك؟ لقد سمعه العالم كله، والأسوأ من ذلك أنه يقصد ذلك".
وشجع بايدن مجلس النواب على إجراء تصويت "على الفور" على حزمة المساعدات التي أقرها مجلس الشيوخ بقيمة 95 مليار دولار والتي من شأنها تقديم المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل وشركاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالإضافة إلى المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان من المقرر تخصيص أكثر من 60 مليار دولار من حزمة مجلس الشيوخ لأوكرانيا، التي ستشهد خلال أيام الذكرى الثانية لتعرضها غزوها الواسع النطاق من قبل روسيا.
وأثار تصريح ترامب ذعرا فوريا، ليس فقط في أمريكا، بل أيضا من حلفاء الناتو، الذين راقبوا بحذر تقدم روسيا في غزوها لأوكرانيا.
وبالنسبة لبايدن كان هذا تصريحا مزعجا بشكل خاص، وعندما سمعه، شعر بالذعر، وفقا لشخص مطلع على الأمر، وأصدر في وقت لاحق بيانا خلال من حملته شجب فيه تصريح ترامب، وكذلك انتقد البيت الأبيض التصريح بعد وقت قصير من الإدلاء به.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، في بيان، السبت، إن "تشجيع غزو أقرب حلفائنا من قبل الأنظمة القاتلة أمر مروع ومضطرب، ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".
لكن انتقادات بايدن لترامب من البيت الأبيض ذهبت إلى أبعد من ذلك، ففي خطاب ذكر فيه ترامب بالاسم 6 مرات على الأقل، سعى بايدن إلى دحض الأسئلة المتعلقة بالتزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها بقوة.
وتابع بايدن: "لم ينحن أي رئيس آخر في تاريخنا أمام دكتاتور روسي، دعوني أقول هذا بأوضح ما أستطيع: لن أفعل ذلك أبدا، إنه تصريح غبي وأمر مخز وخطير، وغير أمريكي".
وأكد بايدن: "عندما تعطي أمريكا كلمتها، فإنها تحافظ عليها، وحلف شمال الأطلسي التزام مقدس لنا، ودونالد ترامب ينظر إلى هذا الأمر وكأنه عبء، ولم يفهم دوره في حماية الحرية والأمن"، وتابع: "بالنسبة لترامب، المبادئ لا تهم أبدا كل شيء يتعلق بالمعاملات المالية".
