(CNN)-- قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وصل إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، في أول زيارة لمسؤول من إدارة جو بايدن، بعد الموافقة على التمويل التكميلي الأمريكي الذي تأخر لفترة طويلة إلى الدولة التي مزقتها الحرب.
وقال بلينكن، الذي وصل إلى كييف بالقطار في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، قبل الاجتماع مع الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي إنه سعيد بالعودة. مضيفا أن بعض المعدات العسكرية الأمريكية موجودة بالفعل في ساحة المعركة، وسيتبعها المزيد.
وشكر زيلينسكي بلينكن على حضوره، وشكر الكونغرس الأمريكي والرئيس بايدن والشعب الأمريكي على تمرير مشروع قانون التمويل التكميلي لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني إنه يتطلع إلى مناقشة اتفاقية الدفاع التي يتم التفاوض عليها الآن، وحاجة أوكرانيا إلى دفاعات جوية إضافية، خاصة في خاركيف.
وسيلتقي كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بالرئيس الأوكراني، وسيلقي خطابا في وقت لاحق، الثلاثاء، لتسليط الضوء على "الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا في جميع المجالات، بما فيها العسكرية والاقتصادية وفي مجال الطاقة وبناء المؤسسات الديمقراطية، بحسب ما ذكره مسؤول أمريكي كبير.
وقال المسؤول إن بلينكن سيسلط الضوء أيضا على النجاحات الاستراتيجية التي حققتها أوكرانيا خلال حربها المستمرة ضد الغزو الروسي.
وأضاف المسؤول الأمريكي أنه وسط الانتكاسات الأوكرانية في ساحة المعركة، يعتزم بلينكن إرسال "إشارة طمأنة قوية الأوكرانيين".
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تواصل فيه روسيا تقدمها مجددا في شمال شرق أوكرانيا، بعد تحقيق عدة تقدمات كبيرة هناك خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل أهم مكاسب موسكو منذ استعادت قوات كييف السيطرة على خاركيف، في أواخر صيف عام 2022.
وتأتي رحلة بلينكن أيضا بعد أسابيع من توقيع الرئيس الأمريكي، جو بايدن على حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار تشمل حوالي 61 مليار دولار لأوكرانيا، بعد حملة ناجحة استمرت ستة أشهر قام بها البيت الأبيض لحشد الدعم في بين الأعضاء الجمهوريين بمجلس النواب (الأمريكي) الذين عارضوا بشكل متزايد إرسال المزيد من الأموال إلى الخارج.
وقال المسؤول الأمريكي إن "مهمة الوزير هنا في الحقيقة هي الحديث عن كيفية تنفيذ مساعدتنا التكميلية بطريقة تساعد في تعزيز دفاعاتهم، وتمكنهم من استعادة المبادرة بشكل متزايد في ساحة المعركة في المستقبل".
وأضاف المسؤول أن بلينكن سيناقش أيضا "الخطوات الأخرى التي نتخذها لتوفير ضمانات والتزام طويل الأمد على الجبهة الأمنية للأوكرانيين، بما في ذلك اتفاقيتنا الأمنية الثنائية".
وخلال زيارته الرابعة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022، من المقرر أن يلتقي بلينكن كذلك برئيس الوزراء، دينيس شميهال ووزير الخارجية، ديميترو كوليبا بالإضافة إلى شركاء من المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أنهم "سيناقشون المستجدات في ساحة المعركة، وتأثير المساعدات الأمنية والاقتصادية الأمريكية الجديدة، والالتزامات الأمنية طويلة الأجل وغيرها من الالتزامات والعمل المستمر لتعزيز الانتعاش الاقتصادي في أوكرانيا".
وقبل أيام قليلة من وصول بلينكن، قال كبير الجنرالات الأوكرانيين إن الوضع في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية "تفاقم بشكل كبير"، بعدما زعمت روسيا أنها استولت على أربع قرى أخرى، حيث وسعت هجومها المفاجئ عبر الحدود.
واعترف المسؤولون الأمريكيون بأن تباطؤ الدعم الأمريكي، بسبب الخلاف الداخلي في الكونغرس، أدى إلى تفاقم الوضع الصعب بالنسبة لأوكرانيا.
وقال بلينكن خلال عطلة نهاية الأسبوع على شبكةCBS : "لا يوجد شك في أنه كانت هناك تكلفة، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتسريع وصول هذه المساعدة هناك. لكنها لحظة صعبة".
وقال المسؤول الأمريكي إن بعض الدعم التكميلي موجود بالفعل على الخطوط الأمامية. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة بدأت على وجه التحديد في إرسال أنظمة صواريخ ATACMS "خاصة مع التركيز على أنشطة روسيا الآن في خاركيف".
وأردف المسؤول الأمريكي موضحا: "إنها معركة صعبة من دون شك، لكن لدينا ثقة كبيرة في أن الأوكرانيين سيكونون فعالين بشكل متزايد في دفع الروس مع تدفق مساعدتنا من كل من الولايات المتحدة وحلفاء وشركاء آخرين".
وقال مسؤولون لشبكة CNN إنه ستكون هناك فترة زمنية بين الموافقة على المليارات المخصصة لأوكرانيا في فاتورة المساعدات، ووصول غالبية المساعدة التي ستحدث فرقا كبيرا على الخطوط الأمامية.
وأردف هؤلاء المسؤولين أن الاستخبارات الغربية تعتقد أن روسيا تسعى إلى استغلال هذه الفجوة في وقت التسليم لتكثيف الهجمات الجوية والبرية على أوكرانيا فيما تعتبره "فرصة سانحة".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في إفادة صحفية، الاثنين، إن الولايات المتحدة تتوقع أن "تضغط روسيا نحو الأمام" في خاركيف، وإنه في حين أن روسيا قد "تحرز المزيد من التقدم في الأسابيع المقبلة"، فإن الولايات المتحدة "لا تتوقع حدوث أي إنجازات كبيرة".
وأضاف باتيل: "بمرور الوقت، فإن التدفق الإضافي للمساعدات الأمريكية والدعم المتواصل من الشركاء، سيمكن أوكرانيا من الاستمرار في مقاومة هذا العدوان".