(CNN)-- بعيدًا عن منازلهم في واحدة من أكثر دول العالم عزلة وسرية، يجد حوالي 11 ألف جندي كوري شمالي أنفسهم في قلب أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا يُعرف سوى القليل عن القوات الكورية الشمالية المنتشرة لدعم روسيا في حربها المدمرة التي استمرت لسنوات في أوكرانيا، أو ما الذي سيتم توجيهها إليه بالضبط، ولم يتم الاعتراف بوجودها رسميًا من قبل موسكو أو بيونغ يانغ.
وحذّر بعض المحللين من الاستهانة بالكوريين الشماليين، إذ سيرسل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "الأفضل" من قوة النخبة من الجنود المدربين تدريباً عالياً و"المتلقين" المعروفين باسم فيلق العاصفة، وفقاً لللفتنانت جنرال المتقاعد تشون إن بوم، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الكوري الجنوبي.
وبعض هذه القوات عبارة عن قوات خاصة، مثل قوات البحرية الأمريكية أو قوات رينجرز، أو SAS البريطانية. وأضاف أن الآخرين هم من مشاة خفيفة وقناصة، مشيرا إلى أن فيلق العاصفة، الفيلق الحادي عشر للجيش الكوري الشمالي هو "الأفضل تدريبًا، ولديهم بنية بدنية أفضل و(هم) متحفزون بشكل أفضل من الجندي الكوري الشمالي العادي".
وأظهرت المواد الدعائية الكورية الشمالية التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية هذا العام، كيم وهو يشرف على تدريب العمليات الخاصة الذي تميز بعروض شديدة للقوة، بما في ذلك تحطيم الكتل الحجرية على أجساد الجنود الممزقة.
وتقول المخابرات الأمريكية والأوكرانية والكورية الجنوبية إن الكوريين الشماليين انخرطوا بالفعل في عمليات قتالية، وانضموا إلى قوة روسية قوامها عشرات الآلاف لتنفيذ هجوم على المواقع الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وانتشرت التكهنات حول كيفية أداء هذه القوات.
وقال مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، إن كوريا الشمالية شهدت سقوط "عدة مئات" من القتلى والجرحى في منطقة كورسك منذ إرسال آلاف القوات إلى روسيا في تشرين الأول/ أكتوبر، ووفقا لأوكرانيا، قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 30 جنديًا كوريًا شماليًا في القتال خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها بالقرب من قرى كورسك القريبة من الحدود الأوكرانية، وأفادت إحدى الوحدات الأوكرانية أن الكوريين الشماليين، الذين يرتدون زياً مختلفاً عن زي الروس، شنوا هجمات مشاة باستخدام "نفس التكتيكات التي كانت تستخدم قبل 70 عاماً"، في إشارة واضحة إلى الحرب الكورية، حيث تم استخدام موجات من المشاة.
ويفتقر جنود بيونغ يانغ إلى الخبرة القتالية في العالم الحقيقي، وسيواجهون تضاريس غير مألوفة في مسرح حرب وحشي وحديث، مسرح أحدث الفوضى والرعب لكلا الجانبين مع تراكم القتلى عبر الخطوط الأمامية.