(CNN) -- كشف مسؤولون مصريون وإسرائيليون، لشبكة CNN، الجمعة، أن وفدا مصريا يزور إسرائيل في محاولة لدفع المفاوضات المتوقفة الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن وتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي إنه من المقرر أن يواصل الوفد أيضا المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين حول التنسيق الأمني حول عملية إسرائيلية محتملة في رفح.
وتشعر مصر بالقلق إزاء تداعيات عملية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح القريبة من حدودها، حيث لجأ نحو مليون فلسطيني نازح في الأشهر الأخيرة.
ورغم أشهر من المفاوضات بوساطة قطر ومصر، فشلت حركة "حماس" وإسرائيل في التوصل إلى اتفاق بشأن الخلافات حول المطالب الرئيسية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الخميس، إن هناك "بعض المؤشرات على وجود سبيل للتوسط في اتفاق".
ويتضمن أحدث إطار عمل تم تقديمه خلال عدة جولات من المفاوضات في قطر ومصر وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" مقابل مئات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأحد المطالب الرئيسية لـ"حماس" هو العودة "غير المقيدة" للفلسطينيين النازحين من جنوب غزة إلى الشمال، وأكد المسؤول الأمريكي أن مسودة الاتفاق تضمنت ذلك البند، لكن هناك بنودا لـ"ضمان سلامة العائدين".
المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل
وكرر القيادي الكبير في "حماس" خليل الحية، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، المطالب الرئيسية الأخرى لحركته، التي رفضتها إسرائيل من قبل، وأكد أنها شروط أساسية لأي اتفاق، وقال: "حماس لا يمكنها التوصل إلى اتفاق دون ضمان أنه سيكون هناك وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة".
وأضاف: "رغم الكارثة في غزة... ليس من الممكن بالنسبة لنا إطلاق سراح (الرهائن) مقابل تبادل هزيل قد يؤدي بعد ذلك إلى استئناف الهجوم (الإسرائيلي) أو الحرب على شعبنا".
وكانت إسرائيل أكدت أن عمليتها في غزة ستستمر حتى يتم القضاء على "حماس".
ومع استمرار المفاوضات، يستمر عدد القتلى في غزة في الارتفاع، وتزداد رغبة عائلات الرهائن في إسرائيل في إعادتهم إلى البلاد.
وشككت قطر، الوسيط الرئيسي، هذا الأسبوع في مدى جدية إسرائيل و"حماس" في التوصل إلى اتفاق.
ومن النقاط الشائكة الأخرى في المفاوضات عدد الرهائن الإسرائيليين المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وبعد الاتفاق المبدئي على 40 رهينة، بما في ذلك جميع النساء، بالإضافة إلى المرضى وكبار السن، أشارت "حماس" إلى أنه ليس لديها عدد كافٍ من الرهائن الأحياء الذين تنطبق عليهم تلك المعايير للإفراج عنهم، وفقا لمسؤول إسرائيلي آخر ومصدر مطلع على المفاوضات.
وفي بيان مشترك نادر صدر الخميس، حث قادة من 18 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، "حماس" على قبول شروط الاتفاق وإطلاق سراح الرهائن، الأمر الذي "من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري ومطول لإطلاق النار في غزة من شأنه أن يسهل زيادة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية في جميع أنحاء غزة، ويؤدي إلى نهاية موثوقة للأعمال العدائية".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "في كثير من الأحيان نسمع أشياء من قادة حماس خارج غزة لا تعكس قيادة حماس في الداخل، والتي تبدو مصممة على الجلوس تحت الأرض واحتجاز الرهائن".
وانتقد القيادي كبير في "حماس" باسم نعيم البيان، ودعا الدول الموقعة إلى الضغط على إسرائيل لقبول الاتفاق، وقال نعيم في بيان: "أبناؤهم وبناتهم ليسوا أغلى من أبنائنا وبناتنا".
في هذه الأثناء، انضم متظاهرون إسرائيليون إلى عائلات الرهائن في احتجاج في تل أبيب يوم الخميس، بعد يوم من نشر "حماس" شريط فيديو للرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش جولدبيرج بولين، الذي تم اختطافه خلال هجمات "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال والدا جولدبيرج بولين في بيان بالفيديو: "نأمل حقًا أن تكون رؤيته وسماع صوته بمثابة تذكير صارخ لجميع المفاوضين بأنكم تتفاوضون بشأن حياة أناس حقيقيين".
وفي غزة، تتدفق المساعدات ببطء، لكن وكالات الإغاثة تقول إنها ليست قريبة بما يكفي لتوفير الإغاثة الكافية للفلسطينيين المعوزين، ويستمر الإحباط بسبب الاستجابة البطيئة للكارثة، الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي والحصار الذي تفرضه على القطاع.
وقال ماثيو هولينجورث من برنامج الأغذية العالمي: "يحتاج الناس إلى مساعدات غذائية كل يوم، ونحن قادرون على استقبال شاحنات كل يوم ولكن ليس بما يكفي".