لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح وقف إطلاق النار؟

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة

(CNN)--  يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة من أعضاء حكومته اليمينيين المتشددين لعدم الموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار المطروح حاليا على الطاولة، والذي قد يمنع الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح من المضي قدما.

وتدرس حركة "حماس" إطار عمل جديد للصفقة التي اقترحتها مصر والتي من شأنها إطلاق سراح ما يصل إلى 33 رهينة إسرائيلية مقابل وقف الأعمال العدائية في غزة المستمرة منذ ما يقرب من 7 أشهر، حسبما قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات لشبكة CNN 

واختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، جولته السابعة من الدبلوماسية المكوكية في المنطقة منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تواصل إدارة جو بايدن الضغط من أجل "وقف إطلاق النار الذي يعيد الرهائن إلى الوطن".

لكن وزيرة في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة قالت إن الصفقة المقترحة "فظيعة" ومن شأنها أن تلقي بتضحيات الجنود الإسرائيليين "في سلة المهملات"، مما أثار غضب بعض المشرعين الإسرائيليين وسلط الضوء على جهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاسترضاء الجناح الأكثر تشددا في ائتلافه.

وقالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، وهي عضو في الحزب الصهيوني الديني اليميني المتشدد، لراديو الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن "الصفقة فظيعة وفظيعة، والحكومة التي تلقي بكل شيء في سلة المهملات من أجل إعادة 22 أو 33 شخصا ليس لها الحق في الوجود".

وتأتي تصريحات ستروك في الوقت الذي يدرس فيه نتنياهو التوغل في رفح، أقصى نقطة في جنوب غزة والتي فر إليها أكثر من مليون فلسطيني بعد تهجيرهم، وحيث يعتقد أن "حماس" أعادت تنظيم صفوفها بعد تدمير إسرائيل لجزء كبير من شمال القطاع.

وعلى الرغم من الضغوط المحلية والدولية للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار للرهائن، فقد حث جزء كبير من ائتلاف نتنياهو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على الاستمرار في معبر رفح، مع إعطاء الأولوية لتدمير "حماس" على إعادة الرهائن الإسرائيليين.

وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش،  الثلاثاء، إن قبول الصفقة المقترحة يعني "رفع العلم الأبيض وانتصار حماس".

وأضاف: "لقد وصلنا إلى مفترق طرق يجب على إسرائيل أن تقرر فيه بين النصر الواضح والهزيمة في هذه الحرب بالإذلال"، وحث نتنياهو على عدم قبول الصفقة.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة يائير لابيد على تصريحات ستروك، حيث وكتب على منصة إكس (تويتر سابقا) أن "حكومة تضم 22 أو 33 عضوا متشددا في الائتلاف ليس لها الحق في الوجود".

وقال بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أقوى منافس لنتنياهو وخليفة محتمل له، خلال عطلة نهاية الأسبوع إن عودة الرهائن المحتجزين في غزة "أكثر إلحاحاً من عملية في رفح"، وأضاف أن "دخول رفح مهم في الصراع الطويل ضد حماس"، وتابع غانتس، في إشارة إلى هجمات "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة أن "عودة الرهائن لدينا، الذين تخلت عنهم حكومة في 7 أكتوبر، أمر عاجل وذو أهمية أكبر بكثير".

وذكر: "إذا تم التوصل إلى مخطط مسؤول لإعادة الرهائن بدعم من النظام الأمني بأكمله، والذي لا ينطوي على نهاية الحرب، ومنع الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 أكتوبر فلن يكون لدى الحكومة الحق في الاستمرار في الوجود وقيادة الحملة".

واتهمت ستروك المحطة الإذاعية بتحريف تصريحاتها وسعت لاحقا إلى توضيح تصريحاتها، قائلة إن الاتفاق "سيؤدي في النهاية إلى التخلي عن العديد من الرهائن"، وأضافت أن "أي اتفاق مع حماس سيؤدي أيضا إلى تخلي إسرائيل عن جهودها لتدمير نظام حماس".

ويدعو الإطار الجديد الذي اقترحته مصر "حماس" إلى إطلاق سراح ما بين 22 إلى 33 رهينة تم اختطافهم في إسرائيل واحتجازهم منذ ذلك الحين في غزة مقابل وقف القتال في القطاع، حسبما قال مصدر إسرائيلي لشبكة CNN.

والاقتراح الأخير، الذي ساعدت إسرائيل في صياغته ولكن لم توافق عليه بشكل كامل، تم وضعه على مرحلتين.

وفي المرحلة الأولى، سيتم إطلاق سراح ما بين 22 و33 رهينة على مدى عدة أسابيع مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح فلسطينيين من سجون إسرائيل.

وفي المرحلة الثانية، التي وصفتها المصادر بأنها "استعادة الهدوء المستدام"، سيتم تبادل بقية الرهائن والجنود الإسرائيليين الأسرى وجثث الرهائن بمزيد من الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

والتقى بلينكن بنتنياهو في تل أبيب، الأربعاء، بعد توقفه في السعودية والأردن في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقال بلينكن خلال اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى الوطن، وتحقيقه الآن"، مضيفا أن "السبب الوحيد لعدم التوصل إلى ذلك هو حماس".

وأضاف: "علينا أيضا أن نركز على الأشخاص الذين يعانون في غزة"، قائلاً إن التركيز يجب أيضًا أن ينصب على "تزويدهم بالمساعدة التي يحتاجون إليها، من الغذاء والماء والدواء والمأوى".

وخارج المبنى الذي التقى فيه بلينكن و هرتسوغ، تجمع المتظاهرون في الخارج وهم يقولون هتافات تحث الرئيس الأمريكي جو بايدن على "وقف الحرب وإنقاذ الرهائن وإعادتهم إلى الوطن".