دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصلت دراسة جديدة إلى أن قناديل البحر الصندوقية، وهي حيوانات قد تبدو وكأنها تطفو في الحياة بلا هدف وليس لها دماغ مركزي، لا تزال قادرة على التعلم بسرعة.
وهذا الاكتشاف يقلب فكرة قديمة مفادها أن الكائنات الحية لا يمكنها الانخراط في التعلم الترابطي من دون وجود جهاز عصبي مركزي، وفقًا لدراسة نُشرت يوم الجمعة في مجلة "Current Biology".
والدراسة التي أجراها أندرس جارم، الأستاذ المشارك في علم الأحياء البحرية بجامعة كوبنهاغن في الدنمارك، هي جزء من بحث مستمر حول سلوك قناديل البحر خارج معهد علم وظائف الأعضاء بجامعة "كيل" في ألمانيا.
وقال المؤلف الأول جان بيليكي، زميل ما بعد الدكتوراه في علم الأعصاب البصري في جامعة كيل: "لقد بحثنا في السلوك البصري وجميع أنواع التجارب، والتعلم هو مجرد تطور معرفي طبيعي".
وقال بيليكي إنه بعد سنوات من العمل مع قنديل البحر الصندوقي، لم يستغرب الفريق بقدرة هذه الحيوانات على التعلم، ولكن تفاجأ بمدى سرعة تعلمها.
ويُعرف قنديل البحر الصندوقي أيضًا بالاسم العلمي Tripedalia Cystophora. ويملك 24 عينًا، متوزعة في كل من المراكز الحسية البصرية الأربعة، التي تُسمى rhopalia.
ويمكن أن يتعرض الجسم الجيلاتيني لقنديل البحر للكدمات بسهولة، خاصة عند تحركه بين جذور المانغروف في منطقة البحر الكاريبي.
وأوضح بيليكي أن السباحة بين الجذور قد تتسبب بضرر يؤدي إلى عدوى بكتيرية والموت في نهاية المطاف.
وقال: "لذلك كنّا على يقين تام أن هذه الحيوانات قادرة على التعلم، لأن تجنب العوائق يُعد عملية تعليمية حاسمة بالنسبة لها إذا أرادت البقاء على قيد الحياة".
كيف تتعلم قناديل البحر؟
قام الباحثون بوضع خطوط رمادية وبيضاء في خزان دائري، لاختبار قدرة الحيوانات على التعلم.
وتبدو الخطوط الرمادية لعيون قنديل البحر كجذور المانغروف في بيئتها الطبيعية.
وعلى مدى 7.5 دقيقة، راقب الباحثون قنديل البحر عن كثب. وفي الدقائق القليلة الأولى، سبح قنديل البحر بالقرب من جدران الخزان أو اصطدم بها. لكن في غضون خمس دقائق تغيرت الأمور.
وتلقى قنديل البحر مزيجًا من التحفيز البصري من الخطوط والتحفيز الميكانيكي من الاصطدام بالعقبات.
واستبدل الباحثون الخطوط بحقل رمادي صلب. واصطدم قنديل البحر به مرارًا وتكرارًا.
وقال بيليكي: "لم تكن هناك إشارة مرئية، لذلك لم يتعلموا أي شيء.. استمروا في الاصطدام بالأشياء، دون أي استجابة".
وأوضح الدكتور مايكل أبرامز، وهو باحث في قسم البيولوجيا الجزيئية والخلوية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والذي قام بعمل مكثّف حول قنديل البحر والنوم، أن الدراسة كانت قوية.
وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الدراسة أظهرت بوضوح قدرة الحيوان على التعلم، ما جعله يتساءل "إلى متى تستمر ذاكرة قناديل البحر".
وعند حصوله على الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، عمل أبرامز على دراسة أُجريت عام 2017 حول قنديل البحر المقلوب و"حالته الشبيهة بالنوم"، والتي "كانت تعتبر أيضًا في السابق سلوكًا موجودًا فقط في الحيوانات ذات الجهاز العصبي المركزي".