5 نصائح حول كيفية التحدث مع أطفالك عن الوزن الزائد

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ليس سرًّا أنّ نسبة متزايدة من الأمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، وهذا الواقع يشمل الأطفال، ذلك أن من تتراوح أعمارهم بين 2 و 19 عامًا ويمكن تصنيفهم على أنهم يعانون من السمنة المفرطة بلغت نسبتهم 20٪، أو 1 من كل 5 أطفال.

وقال الدكتور جاك يانوفسكي، طبيب الغدد الصماء لدى الأطفال في المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، لكبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا في برنامجه الخاص "Chasing Life"، إنّه "تحديدًا، بين سبعينيات وتسعينيات القرن المنصرم، سُجّلت زيادة كبيرة في عدد الأطفال المصابين بالسمنة المفرطة".

بالنسبة للأطفال، يحدّد الأطباء السمنة المفرطة على نحو مختلف قليلاً عن البالغين. إذ يتم حساب مؤشر كتلة الجسم لدى لأطفال، الذي لا يتسم قياسه بدقة، بالطريقة ذاتها (الوزن بالكيلو غرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر)، لكن عتبة السمنة ليست مؤشر كتلة الجسم 30 وما فوق. عوض ذلك، تتم مقارنة الأطفال بالآخرين من العمر والجنس ذاتهما. إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديهم مساويًا أو يفوق الـ95 مئين (إذا فاق المؤشر 95 من أصل 100  طفل آخر من العمر  والجنس ذاتهما)، سيصنّفوا كمصابين بالسمنة المفرطة. أما السمنة الشديدة فتتمثّل بأن يكون مؤشر كتلة الجسم مساويًا أو يفوق الـ 120 مئين. 

وتُلاحق وصمة العار الاجتماعية الأطفال من ذوي الوزن الزائد، ويتعرضون للتنمّر في المدرسة،. كما قد يؤدي الوزن الزائد إلى مشاكل صحية في الحاضر والمستقبل. 

وقال يانوفسكي: "غالبية الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد بين 5 أو 6 سنوات يميلون إلى الاستمرار بمواجهة مشاكل وزن الجسم طوال فترة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ".

ولفت إلى أنّه سيكون للآثار الصحية السلبية فرصة للتراكم، مشيرًا إلى "أنّنا نعلم أنّ هؤلاء الأفراد سيواجهون بالتالي أكبر المخاطر بسبب نسبة الدهون في الجسم، وسيستمرون بزيادة وزن الجسم على مر السنين".

يعاين أطباء الأطفال المزيد من الأطفال الذين يعانون من حالات تبدأ عادة في مرحلة البلوغ، مثل مرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية، وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية. حتى لو تمكّن هؤلاء الأطفال مؤقّتًا من تجنّب الحالات الأيضية التي تسير بالتوازي مع الوزن الزائد، فقد يعانون من مشاكل ميكانيكية مثل آلام المفاصل في القدمين، أو الركبتين، أو الظهر، بالإضافة إلى انقطاع التنفس أثناء النوم.

هل تعتقد أنّ الوقت قد حان لمناقشة الوزن مع طفلك؟ يُعد التحدّث مع طفل في أي عمر عن الوزن أمرًا حساسًا بالنسبة للأهل وأطباء الأطفال. وفي نهاية المطاف، ينمو الأطفال، وتتغيّر أجسامهم، ويفترض أن يزداد وزنهم بالتوازي مع نموّهم. إنّ معرفة ما هو صحّي ومناسب، ومقبول اجتماعيًا وشخصيًا، يمكن أن يكون أمرًا ذاتيًا بالنسبة للوالد والطفل.

وأوضح يانوفسكي: "عمومًا، يجب أن تبدأ مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. تذكر أن الأطفال يأتون بأحجام وأشكال مختلفة. وستكون احتياجاتهم من السعرات الحرارية مختلفة، استنادًا إلى المرحلة التي قطعوها في دورة نموّهم. لذا أطلب منهم قياس وفحص طفلهم لمعرفة ما إذا كانوا يعتقدون أنها حالة مهمة من الناحية الطبية".

إذا تعامل الأهل بقسوة  شديدة، فقد يصاب الأطفال بالاكتئاب أو الاستياء، أو يشعرون بالوصم أو الاستبعاد. وقد يصاب البعض باضطرابات الأكل لإنقاص الوزن.

وأشار يانوفسكي إلى أنه "يجب على الأهل أن يتحلوا باليقظة والاستجابة لأطفالهم، وألّا يُشعرونهم بالخجل لجهة علاقتهم بالطعام سعيًا لتجنب هذه المشاكل".

في ما يلي أهم خمس نصائح ليانوفسكي:

تعامل بحذر  

لا تتدخل انطلاقًا من موقع "الوالد أعلم".

وأوصى يانوفسكي بالتالي: "كن متواضعاً ومدركاً للطريقة التي تتحدث بها لأنه غالباً ما يكون هناك تحيّز ووصمة عار. يجب أن يشعر أطفالك بالراحة والأمان عند مشاركة مخاوفهم أو صراعاتهم. إذا كنت بحاجة إلى إجراء تغييرات أو التفكير في علاجات، فضع باعتبارك أن اتخاذ القرار هو عملية مشتركة".

لا يوجد حجم جسم "صحيح" واحد 

الأطفال مشروع مستمر، وطفرات النمو طبيعية.

في هذا الصدد، لفت يانوفسكي إلى ضرورة "تذكر أن هناك مجموعة من الأوزان الصحية وأنه يفترض أن ينمو الأطفال، خاصة خلال فترة البلوغ. ويمكن لمقدمي الرعاية الصحية لطفلك أن يناقشوا معك ما هو مناسب لطفلك".

اضغط على الزر السهل 

اجعل الاختيارات الصحية هي الخيار الافتراضي.

وقال يانوفسكي: "قم بتهيئة بيئة صحية من خلال مراجعة الأطعمة والوجبات الخفيفة المتوفرة في المنزل". 

لا تستخدم قطعة الحلوى للترغيب  

لا ينبغي استخدام الطعام كحافز.

قال يانوفسكي: "لا تجعل من الطعام المكافأة النهائية على السلوك، أو الدرجات، أو الأعمال المنزلية. ولا تجعل الأطعمة اللذيذة مكافأة للاحتفالات. يمكنك استبدالها بالأنشطة أو غيرها من المكافآت غير الغذائية".

ثابتة بالتوازي مع النمو

ويُعتبر جسد الطفل في حالة تغير مستمر، لكنّ مواقف الوالدين يجب أن تكون مستقرة.

وأوضح يانوفسكي: “كن متسقًا مع توقعاتك، لأن التأرجح بين التراخي والشدة المفرطة، يعتبر مشكلة".

وأشار إلى أن الأهل غالبًا ما يتحلوا بالانضباط، وخلص إلى أنه "علينا تجنّب المبالغة في هذا الاتجاه، حتى نتمكّن من البقاء متاحين لأطفالنا ومساعدتهم على شق طريقهم خلال الأوقات الصعبة للغاية في حياتهم".