دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في السنوات القليلة الماضية، شاعت حالة الأزواج الذين اختبروا "طلاق النوم"، أو حالة إدراك أنّ النوم المشترك ليس متناغمًا دومًا، كما دأب الناس على الاعتقاد. لكن ماذا لو كنت تواجه بالفعل مشكلة في النوم عند غياب شريكك؟
وقالت الدكتورة ويندي تروكسيل، عالمة نفسية إكلينيكية من ولاية يوتا، وكبيرة علماء السلوك والاجتماعي لدى مؤسسة RAND، إنّ هذا أمر شائع أيضًا، لا سيّما بين الأشخاص الذين فارق شركاؤهم الحياة.
بعض أسباب حدوث ذلك تتعلق بالشريك وحده، في حين تتعلّق أسباب أخرى أكثر بروتين وقت النوم الذي تمارسه معه، والذي قد يكون أكثر ملاءمة للنوم مما تختبره من دونه.
وأشارت تروكسيل، مؤلفة كتاب "مشاركة السرير: دليل كل زوجين لنوم أفضل" إلى أنه "كان هناك الكثير من التركيز على الأزواج الذين ينامون منفصلين، لكننا أغفلنا نوعًا ما الجزء الآخر من القصة حول سبب تفضيل العديد من الأزواج النوم معًا، ولماذا نحن مدفوعون نفسيًا للنوم مع شخص ما؟".
وأجابت: "على المستوى الأساسي، يوفر النوم معًا شعورًا بالسلام والأمان، وهو ما يمكن أن يسهل بالفعل النوم الصحي".
وقالت إن صوت الشريك، ووزن ودفء جسده إلى جانبك، والشعور بالأمان والحماية، لا سيما بالنسبة للنساء، قد تجعل عقلك يتنفس بسهولة، وهي حالة ضرورية للنوم الجيد.
وأوضحت تروكسيل أنّ "أدمغتنا ترغب بالشعور بالأمان كي تنام، وأحد أفضل الطرق لذلك، اعتماد روتين والتواجد وسط بيئات يمكن التنبؤ بها نسبيًا".
وقال تروكسيل إن هناك أيضًا تأثيرًا فسيودلوجيًا إيجابيًا للعناق، أو الإمساك بالأيدي، أو ممارسة الجنس قبل النوم، يمكن أن يحفز هرمونات الشعور بالسعادة مثل الأوكسيتوسين الذي يقلّل من التوتر.
ولفت الدكتور راج داسغوبتا، الأستاذ المساعد في الطب السريري بهنتنغتون هيلث في باسادينا، كاليفورنيا، إلى أنّ القيام بهذه الأنشطة يعني على الأرجح أنك تقضي وقتًا أقل أمام الشاشات قبل النوم. ويوصي خبراء النوم بإيقاف تشغيل الشاشات قبل نصف ساعة بالحد الأدنى من وقت النوم.
وأضافت تروكسيل أن "الشركاء يصبحون أيضًا جزءًا من طقوس وروتين الذهاب إلى السرير".
ويرى الخبراء أنّ الجانب الروتيني هو المفتاح للحصول على راحة جيدة أثناء الليل، لأنه يساعد على تنظيم إيقاعات الساعة البيولوجية لدينا، ويرسل إشارة إلى أدمغتنا بأن وقت النوم قد حان.
وأشاروا إلى أنه عندما تفوتك هذه التجربة المشتركة مع شريكك وتشعر بأمان أقل، فإن ذلك قد يزيد من مستويات التوتر لديك.
ما يمكنك القيام به حيال ذلك
قال الدكتور جوشوا تال، طبيب نفسي إكلينيكي مقيم في مدينة نيويورك متخصص في قضايا النوم إنّ "الشخص قد يشعر أحيانًا بالحاجة إلى إتقان النوم بمفرده، رغم أنه يفضل النوم مع شريكه، فقط استعدادًا لوقت غياب الأخير".
وأضاف تال أن إحدى المشاكل في محاولة تحسين نومك بمفردك تتمثل بأن الشريك عادة لا يمضي وقتًا طويلًا كافيًا لتطوير مهارة النوم على نحو مستقل.
لتحقيق ذلك، يرى الخبراء إن هذه قد تشمل تمارين التمدد، أو اليوغا، أو التأمل، أو الاستحمام الدافئ، أو العلاج العطري، أو تقنيات التنفس مثل استرخاء العضلات التدريجي، أو التنفس 4-7-8 ، أو التنفس البطني.
وتابع تال: إذا كنت بحاجة إلى الشعور بوجود شريكك بطريقة ما، فاحتفظ بالقرب منك بصورة له أو أي شيء يذكرك به مثل رائحته.
ولفتت تروكسيل إلى أن وسادة الجسم قد تساعد على استبدال وزنهم في السرير.
إذا كنت قلقًا بشأن شعور الغرفة بالهدوء الشديد من دون صوت تنفس شريكك، فإن "المراوح أو استخدام الضوضاء البيضاء يعد أمرًا جيدًا حقًا لمحاكاة أصوات التنفس"، بحسب تال.
ينام بعض الأزواج منفصلين، أو على الأقل يبدأون الليل بهذه الطريقة، بسبب عادات النوم المختلفة رغم رغبتهم بالنوم معًا.
وخلص داسغوبتا إلى أنه بالطبع، هناك إرشادات قديمة بشأن روتين النوم الصحي، مثل عدم تناول أو شرب الكحول أو الكافيين في وقت متأخر جدًا، والتمتع ببيئة باردة ومظلمة وهادئة، إلى الاستيقاظ والنوم في الأوقات عينها على نحو منتظم.