دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أوصت مجموعة مؤثرة من الخبراء الطبيين، وهي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة، حديثًا، بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية لغالبية النساء بدءاً من سن الأربعين. وينبغي للنساء أن يستمررن بالخضوع لهذا الإجراء كل عامين للكشف عن سرطان الثدي حتى سن الـ74 عاماً.
وتخالف هذه التوصية التوجيهات السابقة لفرقة العمل التي كانت تقضي ببدء تصوير الثدي بالأشعة السينية كل سنتين بحلول سن الخمسين، فيما نُصحت النساء في الأربعينيات من العمر باتخاذ قرارات فردية مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن، لكن لم تكن هناك توصية صريحة لهن بالبدء بذلك حتى يبلغن سن الخمسين.
وتجيب خبيرة الصحة لدى CNN الدكتورة ليانا وين، التي تشغل أيضًا منصب طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وعملت سابقًا كمفوضة للصحة في بالتيمور، على أسئلة تتناول سبب إجراء هذه التغييرات؛ ومن الذي يجب أن يتّبع هذه الإرشادات المحدّثة؛ وهل تحتاج بعض النساء إلى إجراء الفحص قبل ذلك؟ وما الاختبارات الأخرى إلى جانب تصوير الثدي بالأشعة السينية التي قد تكون ضرورية؟ وهل من إجراءات وقائية يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
CNN: ما مدى شيوع سرطان الثدي؟
الدكتورة لينا وين: في الولايات المتحدة، سرطان الثدي يُعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، والسبب الرئيسي الثاني للوفاة. وبحسب جمعية السرطان الأمريكية، تشخّص إمرأة من كل 8 نساء بسرطان الثدي خلال حياتهنّ. تموت حوالي 42000 امرأة سنويًا بسبب هذا السرطان.
من المهم أن تعرف النساء عوامل خطر الإصابة بالسرطان، ويخضعن للفحص وفقًا لذلك. يتم الفحص بحكم التعريف، قبل ظهور أي أعراض. يمكن أن يساعد الفحص الدوري باكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، قبل انتشاره، عندما تكون هناك فرصة أفضل لنجاح العلاج.
CNN: لماذا قامت فرقة العمل الوقائية الأمريكية بإجراء هذه التغييرات؟
الدكتورة لينا وين: في السنوات الأخيرة، شهدنا اتجاهًا مقلقًا لجهة ارتفاع معدل تشخيص مرض السرطان بين الشباب، لا سيّما سرطان القولون وسرطان الثدي.
ويُعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا، والسبب الرئيسي لوفاة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و49 عامًا. وتميل النساء الأصغر سنًا إلى الإصابة بسرطانات أكثر عدوانية عند التشخيص مقارنة بالنساء الأكبر سناً.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة لانسيت للأورام، يمكن خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي من خلال إجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية في وقت مبكر، في سن الأربعين.
والتوصية الجديدة لفرقة العمل الوقائية الأمريكية يجعلها أقرب الآن إلى توصيات المنظمات الوطنية الكبرى الأخرى.
- توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بإجراء الفحص كل عام أو عامين بدءًا من سن الـ40 عامًا، والاستمرار بهذا الإجراء حتى سن الـ75 عامًا بالحد الأدنى.
- تمنح جمعية السرطان الأمريكية النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و44 عامًا خيار الحصول على تصوير الثدي بالأشعة السينية كل عام، وتوصي بمن تتراوح أعمارهن بين 44 و 55 للخضوع لهذه الفحوصات سنويا.
CNN: من تشمل هذه الإرشادات المحدّثة؟
الدكتورة لينا وين: أود أن أشجع النساء كي يكنّ على دراية بهذه الإرشادات المحدثة ومناقشتها مع أطبائهن. في الأساس، هذا التوجيه مخصص للنساء المعرضات على نحو متوسط لخطر الإصابة بسرطان الثدي. وهؤلاء النساء عليهن البدء بتصوير الثدي بالأشعة السينية بحلول سن الأربعين.
لا تنطبق هذه الإرشادات على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. يحتاج الجميع إلى تقييم المخاطر الخاصة بهن لمعرفة ما إذا كنّ يعانين من خطر مرتفع؛ إذا كان الأمر كذلك، فقد تحتاج تلك النساء إلى اختبارات إضافية ووتيرة أكبر من إطار هذه التوصيات.
CNN: كيف تُحدّد النساء إذا كنّ بحاجة لإجراء فحوصات أكثر أو في وقت مبكر من حياتهن؟
الدكتورة لينا وين: العامل الأكثر أهمية هو التاريخ الشخصي أو العائلي لسرطان الثدي. إذا أصيبت امرأة بسرطان الثدي، فيجب عليها استشارة طبيب الأورام أو مقدم الرعاية الأولية لمعرفة الاختبارات التي تحتاجها، ووتيرة إجراء هذه الفحوصات بغية مراقبة تكرار الإصابة بالسرطان. ويسري هذا الأمر على النساء اللواتي تعرضن سابقًا للإشعاع على الصدر بسبب سرطانات أخرى.
يُعد تاريخ العائلة أيضًا عاملاً رئيسيًا في تحديد المخاطر. أما المرأة التي لديها أخت أو أم أو قريبة أخرى من الدرجة الأولى مصابة بسرطان الثدي، فقد تواجه ضعف متوسط خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما المرأة التي لديها قريبان من الدرجة الأولى تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بخمسة أضعاف.
CNN: ما هي الاختبارات الأخرى التي قد تكون ضرورية إلى جانب تصوير الثدي بالأشعة السينية؟
الدكتورة لينا وين: قد يوصى بإجراء اختبار جيني للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي. قد تحتاج النساء ممن لديهم خطر أعلى من المتوسط للإصابة بسرطان الثدي إلى بدء تصوير الثدي بالأشعة السينية في سن مبكرة أو عليهن الخضوع لها في وتيرة أكبر. ويمكن إجراء اختبارات أخرى بالتوازي مع تصوير الثدي بالأشعة السينية. وتشمل هذه الموجات فوق الصوتية للثدي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي، أو كليهما.
وتوصي الكلية الأمريكية للأشعة بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للثدي لدى بعض النساء المعرضات لخطر متوسط ولكن لديهن أنسجة ثدي كثيفة. ولم تقدم فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة هذه التوصية، الأمر الذي له آثار على التغطية التأمينية للتصوير. يجب على الشخص الذي يشعر بالقلق الشديد بشأن خطر الإصابة بسرطان الثدي مناقشة هذا الأمر مع طبيبه، الذي يمكنه المساعدة في تحديد ما هو الأفضل بالنسبة له بناءً على التاريخ الطبي الشخصي والعائلي، وما إذا كانت هذه هي التكلفة الإضافية التي قد يتكبدها.
CNN: هل من خطوات يمكن للشباب القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
الدكتورة لينا وين: تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي التدخين، والإفراط في تناول الكحول، لذا فإن الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول، سيساعد في تقليل المخاطر. وأظهرت الدراسات أن التمارين الرياضية قد تُقلّل من خطر الإصابة بالسرطان عمومًا، بالإضافة إلى تناول المزيد من الأطعمة الكاملة، وتقليل المواد فائقة المعالجة.
ويجب على النساء أيضًا طلب الرعاية إذا ظهرت عليهن أي أعراض مثيرة للقلق، مثل كتلة جديدة في الثدي أو الإبط، أو احمرار أو جلد متقشر على الثدي، أو إفرازات من الحلمة غير حليب الثدي، أو ألم أو تورّم في أي مكان في الثدي.