دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأ الوضع يتحسّن على مستوى التغذية في أمريكا، وفق دراسة جديدة حلّلت عقدين من البيانات الغذائية.
ووصف الدكتور داريوش مظفاريان، كبير مؤلفي الدراسة، وطبيب القلب، ومدير معهد "الغذاء هو الدواء" في جامعة تافتس ببوسطن، بأن "ثمة تحسّن طفيف"، ورأى أن "الأخبار جيدة. بدأ الأمريكيون يسمعون الرسالة المتعلقة بالتغذية، وبدأت بعض الشركات والمطاعم بصنع منتجات صحية أكثر".
لكنّه استدرك أنّ غالبية التحسن حدث بين عامي 1999 و2010، من دون تسجيل أيّ تقدم في التغذية، بعد ذلك.
وقال مظفريان: "لقد تعثرنا كأمة، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لصحتنا. إذا أردت تصنيف أمريكا بحسب نظامها الغذائي، فأعطيها درجة D، أعلى من درجة F فقط".
هناك اتجاه تصاعدي.. لكن
ووجدت الدراسة أن عدد البالغين في الولايات المتحدة الذين تناولوا نظامًا غذائيًا سيئًا تراجع من 49% تقريبًا إلى أكثر من 37% بقليل بين عامي 1999 و2020، بانخفاض قدره 11.4%، في حين ارتفع عدد من تناولوا طعامًا أفضل إلى حد ما بنسبة 10.5%.
تم تعريف النظام الغذائي السيئ، ذلك الذي يحتوي على الكثير من الحبوب المكررة، واللحوم المصنعة، والمشروبات السكرية، ضمنًا عصير الفاكهة، بالإضافة إلى الأطعمة فائقة المعالجة المليئة بالسكر والملح والدهون المضافة.
الخيارات الصحية مثل الفاكهة والخضار متدنية للغاية في أسلوب الأكل هذا.
وقال مظفريان: "لم يزد تناول الفاكهة والخضار خلال فترة العشرين عامًا، وهو أمر لافت للنظر للغاية".
يتضمن النظام الغذائي المثالي الحصص اليومية الموصى بها من الفاكهة والخضار بالحد الأدنى، بالإضافة إلى المزيد من الفول، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور.
وتقترح الإرشادات الغذائية، مثل تلك الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية، تناول 4 إلى 5 أكواب يوميًا من الفاكهة المعلبة أو الطازجة أو المجمدة، والكمية ذاتها للخضار.
وقالت الدراسة إن النظام الغذائي المثالي من الناحية التغذوية يحتوي أيضًا على القليل من المشروبات السكرية، واللحوم المصنعة، والحبوب المكررة، والأطعمة فائقة المعالجة، التي غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة والدهون والملح.
ولسوء الحظ، وجدت الدراسة أن عدد الأشخاص الذين تناولوا نظامًا غذائيًا مثاليًا، يشمل 9 أكواب من الفاكهة والخضار، ارتفع بنسبة تقلّ عن 1٪.
بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يموت أكثر من مليون أمريكي سنويًا بسبب أمراض مرتبطة بالنظام الغذائي مثل السمنة، والسرطان، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، في حين أن الأنظمة الغذائية غير الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، تكلّف الولايات المتحدة نحو 1.1 تريليون دولار لجهة نفقات الرعاية الصحية والإنتاجية المفقودة سنويًا.
وقال الدكتور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية بكلية تي إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في بوسطن، غير المشارك في الدراسة."أعتقد أنه من الصحيح التأكيد على أن جودة النظام الغذائي لا تزال سيئة في الولايات المتحدة، "وهذا ليس بسر، ذلك أن الأمريكيين يعانون من أوبئة السمنة المفرطة، والسكري، وانخفاض متوسط العمر المتوقع".
انعدام الأمن الغذائي قضية رئيسية
وحلّلت الدراسة، التي نشرت في مجلة Annals of Internal Medicine الإثنين ، المعلومات الغذائية لنحو 52000 من البالغين الأمريكيين الذين شاركوا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، أو NHANES.
وكان التقدم التغذوي أعلى بين النساء، والبالغين الأصغر سنا، والبالغين من أصل اسباني، والأشخاص ذوي التعليم العالي والدخل الأعلى الذين تمكنوا من الوصول إلى تأمين الرعاية الصحية الخاص. ولوحظت مكاسب أقل لدى الرجال والسود، أو كبار السن، والأشخاص ذوي الدخل الأدنى، والمستويات التعليمية المنخفضة، والتأمين الصحي غير الخاص، وقضايا انعدام الأمن الغذائي.
وقال مظفريان: "إن الفوارق بين السكان بحسب التعليم، والدخل، والعرق، والانتماء العرقي، بقيت على حالها أو تزداد سوءاً في بعض الأحيان".
ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص ذوي الدخل المنخفض شهدوا تحسّنًا بنسبة 5% في جودة التغذية، في حين تحسّنت نوعية التغذية لدى ذوي الدخل المرتفع بنسبة 16%.
وأشار ويليت إلى أننا "بحاجة إلى تجنّب مجرد إلقاء اللوم على ضحايا النظام الغذائي الأمريكي المختل بسبب الأنظمة الغذائية الرهيبة الموثقة في الاستطلاع. نحن نفشل في تثقيف الطلاب حول التغذية في مدارسنا وإطعامهم وجبات غير صحية".
وتابع: "إنّ نظام الرعاية الصحية لدينا غائب تمامًا تقريبًا، ونحن نسمح للإعلانات بإغراء الأطفال بالأطعمة السريعة والمشروبات التي تقتلهم قبل الأوان، وندعم بشكل غير مباشر الأطعمة غير الصحية بطرق عديدة تجعل الخيارات الصحية أكثر تكلفة نسبيًا، وأقل توفرًا للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض".
كيف تحسّن من جودة غذائك؟
يقول الخبراء إن هناك خطوات سهلة يمكنك اتخاذها لتعزيز الجودة الغذائية لنظامك الغذائي.
طهي الطعام في المنزل قدر الإمكان:
قال مظفريان: "أهم اقتراح يتمثّل بالتسوّق من متجر البقالة عوض تناول طعامك في مقهى، أو متجر، أو مطعم للخدمة السريعة". وأضاف أنه حتى تناول الطعام في مطعم متكامل الخدمات يجب أن يكون محدودًا. فقد وجدت الأبحاث السابقة التي أجراها مظفريان وفريقه أن حوالي 80% من جميع الأطعمة التي يستهلكها الأمريكيون في المطاعم كانت ذات نوعية غذائية سيئة. ولا فرق في الجودة بين أكشاك الوجبات سريعة أو المطاعم".
لا تشرب المشروبات التي تحتوي على السكر:
رأى مظفريان أن الأميركيين بدأوا يدركون فكرة أن المشروبات الغازية السكرية غير صحية، لكنهم لم يربطوا بعد بين أن مشروبات الطاقة، والرياضة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، يمكن أن تكون محملة بكمية سكر مماثلة. ولفت إلى أنه بمجرد إزالة المشروبات السكرية من المعادلة، يبقى أنّ "6٪ فقط من السعرات الحرارية في البلاد تأتي من السكر المضاف في الأطعمة، في حين أن حوالي 35% من السعرات الحرارية في البلاد تأتي من الحبوب المكررة والنشويات".
الحد من الحبوب المكررة:
في المجمل تعتبر الحبوب المكررة أكبر مساهم في النظام الغذائي الرديء للأميركيين، بمعدل 5.2 حصة في اليوم أي ما يعادل بحسب مظفريان، "نحو حصتين في الوجبة من الحبوب المكررة مثل الخبز المكرر، والأرز المكرر، والبسكويت، ورقائق البطاطس، وغيرها من الأطعمة فائقة المعالجة".
ولفت إلى أن الحبوب الكاملة ما زالت تحتوي على النخالة والجراثيم، وهي قوة غذائية مليئة بالدهون الصحية ومضادات الأكسدة والمعادن وفيتامينات E وB، مشيرًا إلى أن الحبوب الكاملة تستغرق وقتًا أطول للهضم، ولا ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة الحبوب المكررة عينها، وتحتوي على المزيد من الألياف ما قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ويعزز فقدان الوزن، ويحسن عملية الهضم.
وأضاف أن "بعض الأمثلة على الحبوب الكاملة تشمل الشعير، والبرغل، والفارو، والدخن، والكينوا، والأرز الأسود، والأرز البني، والأرز الأحمر، والأرز البري، ودقيق الشوفان، والفشار"، وفقًا لما ذكره موقع My Plate، وهو موقع وزارة الزراعة الأمريكية.
الحبوب المكررة مثل الدقيق الأبيض، وجريش الذرة، والخبز الأبيض، والأرز الأبيض، أزيلت النخالة منها والجراثيم لمنحها ملمسًا أنعم ومدة صلاحية أطول. يزيل الطحن أيضًا العناصر الغذائية مثل الألياف الغذائية والحديد والفيتامينات.
استبدل الحبوب المكررة بالفاكهة والخضار، والفاصولياء، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة المعالجة بالحد الأدنى. كما أن الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، والمخلل، الملفوف، والكيمتشي، يمكن أن تساعد أيضًا في تحسين الميكروبيوم المعوي.