دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تعتقد أن صودا الخبز مفيدة فقط لامتصاص روائح الثلاجة الكريهة أو صنع المخبوزات. لكنّ كثيرون لاحظوا أنّ مياه صودا الخبز تُساعد على تحسين الأداء الرياضي، وتخفيف الارتجاع الحمضي، وتعزيز مستويات الطاقة، وغيرها.
وقالت فرانسيس لارجمان-روث، أخصائية التغذية المسجّلة: "تُعدّ صودا الخبز مُكوّنًا طبيعيًا رائعًا للكثير من الأمور.. ويمكن أن تُساعد على تحييد الروائح الكريهة وإزالة البقع عن الملابس".
لكنّها لفتت إلى أنه رغم أن صودا الخبز مصنوعة من مُكوّنات طبيعية فهذا لا يعني أنّها آمنة للاستهلاك من دون أي نوع من الضوابط.
صودا الخبز، المعروفة رسمياً باسم بيكربونات الصوديوم، هي مادة قلوية تتكوّن من الصوديوم والهيدروجين والكربون والأكسجين، بحسب غريس ديروشا، أخصائية التغذية المسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية.
فماذا تقول الأبحاث عنها؟
بحسب الأبحاث، التي يعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن العشرين، يمكن أن تُساعد صودا الخبز على تحسين الأداء الرياضي.
وأوضحت الدكتورة تمارا هيو-بوتلر، الأستاذة المساعدة في علم التمارين والرياضة في جامعة "واين ستيت" بمدينة ديترويت الأمريكية لـCNN، أنّ عملية الاستقلاب للعضلات، أثناء ممارسة التمارين الرياضية، تنتج أيونات الهيدروجين.
ويؤدي تكسير غليكوجين العضلات إلى تكوين اللاكتات بالإضافة إلى أيون الهيدروجين.
وأضافت هيو-بوتلر أن تراكم الأيونات "يزيد من الحموضة.. في بيئة الدم/ العضلات التي تحدّ من الأداء الرياضي".
وبالتالي، تُساعد صودا الخبز على تقليل الحموضة في العضلات العاملة وحولها، ما قد يُحسّن الأداء في التمارين الرياضية قصيرة المدة وعالية الكثافة".
وقد تعمل صودا الخبز على خفض حموضة المعدة أيضًا، وهو أمر غير مفاجئ نظرًا إلى أنّها أحد مُكوّنات مضادات الحموضة، وهو علاج شائع لهذه الحالات، بحسب قول ديروشا.
وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن صودا الخبز قد تُبطّئ أيضًا من تطوّر مرض الكلى.
وقال الدكتور بول أوكونور، أستاذ علم وظائف الأعضاء بكلية الطب في جامعة أوغوستا بجورجيا، إن الأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، لا تعمل أعضاؤهم بشكل جيد للتخلص من كمية كافية من الحمض يوميًا، ما يؤدي إلى زيادة حمضية الدم.
وأوضح: "ما كنّا نفعله سريريًا هو إعطاء مكملات البيكربونات لهؤلاء الأشخاص بغية تعويض الحمل الحمضي وإعطاء الكلى كمية أقل من الحمض للتخلص منه".
وأضاف: "يمكن أن يتسبّب الإفراط في (الحموضة) بفقدان العظام، والمعادن، والعضلات، وغيرها من المشاكل".
وفي دراسة أُجريت عام 2018 على كل من الفئران والبشر، قالت لارجمان-روث إن صودا الخبز تُقلّل من الالتهابات، التي تُعتبر بمثابة عامل خطر لمختلف المشاكل الصحية، ضمنًا أمراض القلب، والاكتئاب، ومرض الزهايمر، وغيرها.
وأوضحت: "مع ذلك، استمرت الدراسة لمدة (أسبوعين) فقط، لذلك لا يمكننا أن نفترض أن هذا العلاج آمن مع مرور الوقت".
لكن هذه النتائج هي السبب وراء اقتراح مؤلفي الدراسة أن الأمراض الالتهابية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن تستفيد من صودا الخبز، وفقًا للارجمان روث.
إدارة المخاطر
وذكرت ديروشا أنّه مهما كانت حالتك الصحية التي تعاني منها، استشر طبيبك دوماً للتأكد من مدى فعالية هذه الممارسات الصحيّة، لأن كلّ جسم يختلف عن الآخر.
وقال الخبراء إن هذه التعليمات تُعتبر ضرورية لبعض الأشخاص. ولا يُنصح غالبيتهم باستهلاك مُكمّلات صودا الخبز على الإطلاق، بما في ذلك الأطفال؛ ومن يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، والنساء الحوامل.