دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقليديًا، تكون فترة الأعياد مخصّصة لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وربما بدرجات متفاوتة من الطقوس أو الممارسات الدينية. مع ذلك، هناك ضغوط اجتماعية لعدم تفويت احتفالات عائلية معيّنة، لكن ستأتي أوقات قد لا تتمكّن فيها من الحضور، سواء كان ذلك خيارًا شخصيًا اتخذته أو أجبرتك الظروف على اتخاذه.
لذلك، إذا كنت تقضي موسم العطل بمفردك هذا العام، فأنت لست الوحيد الذي يسأل إن كان مقبولًا ذلك. فمفتاح سعادتك رهن يديك، حتى لو كنت تقضي العطل (أو أي يوم مميز آخر من العام) بمفردك أو بطريقة غير تقليدية.
وبحسب الخبراء، لا وجود لوصفة صحيحة لكيفية قضاء العطل، ويعد تذكُّر هذه الحقيقة مهمًا عندما لا تكون محاطًا بأحبّائك.
وقضاء العطل بمفردك قد يشعرك بالوحدة أو الفراغ، لكنه لا يفترض أن يكون الأمر كذلك. وذكرت ديانا وينستون، مديرة مركز UCLA Mindful لتعليم اليقظة الذهنية، أنّ الوحدة تعد مشكلة خلال عطل الشتاء بالنسبة للعديد من الطلاب وسواهم من الأشخاص.
وأوضحت وينستون أن عدم وجود أشخاص بقربنا "قد يُفاقم أي شعور بالوحدة موجود مسبقًا، ويجعل الوضع أسوأ خلال فترة العطل".
عالم النفس من نيويورك، الدكتور براينت ويليامز، يتفق معها مشيراً إلى أن البقاء وحيداً خلال العطل "يفاقم المشاكل القائمة".
ويقترح الخبيران اتخاذ إجراءات لتعزيز عقليتك، وملء أيامك بالأنشطة التي تعلم أنها تغذيك.
اخرج لاستنشاق بعض الهواء النقي
قم بنزهة في الطبيعة، تمشَّ في حديقة، زر الشاطئ، أو تفاعل مع الطبيعة بطريقة تناسب نمط حياتك وموقعك.
وقالت وينستون: "اخرج إلى أي نوع من الطبيعة المتوفرة لديك"، مشددة على أهمية اغتنام الفرص للتواجد في الهواء الطلق، لِما يعود ذلك على الفرد بفوائد عديدة.
وكانت الدكتورة ليانا وين ذكرت لـCNN سابقًا أن "الاستجمام في الغابات"، يعني قضاء الشخص وقتًا في الطبيعة يمارس أنشطة مثل المشي، أو الجلوس، بالتوازي مع الاستمتاع بالبيئة. وتظهر الدراسات أن "علاج الغابات" يمكن أن:
- يُقلل من القلق،
- ويحسّن المزاج،
- ويخفّض ضغط الدم.
ويمكنك ببساطة أن تمشي وتجعل من تلك النزهة فرصة لتحسين صحتك. فزيادة عدد الخطوات اليومية مرتبطة بتقليل أعراض الاكتئاب، وفقًا لدراسة حديثة نشرت في دورية "JAMA Network Open".
استخدم تطبيق "Zoom" للمشاركة بالاحتفال
لا يجب أن تفوتك كل المتعة لمجرد عدم قدرتك الحضور للاحتفال شخصيًا. وأوصى ويليامز باتخاذ إجراءات للتواصل مع العائلة والأصدقاء عبر الهاتف، أو من خلال مكالمة الفيديو.
تعد التجارب الاجتماعية مهمة للصحة، لذا فإن تخصيص الوقت لذلك قد يحسّن من صحتك. وبشكل أكثر تحديدًا، تواصل مع أحبائك الذين يجعلونك تشعر بالرضا عن نفسك، إذ تشير الأبحاث إلى أن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية مرتبطة بتحسن القدرة على التكيف وانخفاض التوتر.
وإذا كان جدولك وظرفك يسمحان بالتواصل شخصيًا، فحاول تنظيم لقاء عفوي لتناول القهوة مع صديق أو قبول دعوة زميلك الانضمام إلى احتفاله. لا يجب أن تكون أي من الخطط احتفالات كبيرة ومرتبة، فالهدف هو التواصل مع شخص ما في وقت ما خلال موسم العطل إذا أمكن.
تطوّع حيث يحتاج الناس إلى المساعدة
يمكن أن يكون التطوع، مثل العمل في مستشفى أطفال أو دار رعاية المسنين، مفيدًا لأولئك الذين يقضون هذا الموسم بمفردهم. ويمكنك أيضًا العثور على فرص لتقديم وجبات الطعام في مطبخ الحساء أو بنك الطعام في مجتمعك. ويمكن لبعض الجهات الاستفادة من المساعدة لتوزيع الطعام في مركز استلام وجبات العطل.
ويمكن أن يؤثر هذا النوع من النشاط على دماغ الشخص بطريقة إيجابية.
دلّل نفسك
قد تفتقد طبق المعكرونة بالجبن الذي تعدّه جدتك، أو تتمنّى أن تخبز الفطائر ليستمتع بها الآخرون. من الشائع في الأعياد أن تستحضر صور الأشخاص الذين يتجمعون حول وجبة مشتركة. إذا كنت بمفردك، فحاول طهي طبق مميز، أو طلب وجبة جاهزة، أو تناول الطعام خارجا في أحد المطاعم، وفق ما ذكرته وينستون.
وإذا كنت مسافرا في رحلة عمل، فابحث عن أفضل المطاعم القريبة التي تناسبك واستمتع بتناول عشاء لذيذ.
الطقوس
تعد الطقوس والروتينات العائلية الممتعة الخاص بالأعياد جزءًا مهمًا من الاحتفال، وربما أكثر ما قد تفتقده في هذا الوقت من العام.
لفتت وينستون إلى أن الاستحمام بالماء الساخن، أو الحصول على جلسة تدليك، أو ممارسة الرياضة قد يكون مفيدًا لبعض الأشخاص.
يمكنك الاحتفال بالأعياد بالطريقة التي تفضلها من دون خلافات مع الآخرين، أو أحكام مسبقة، أو ضغوط التوقعات.
ابدأ في إنجاز قائمة مهامك
بحسب وينستون، يمكن أن يكون الشعور بالإنجاز، مثل العمل على مشروع منزلي، خلال هذا الوقت الانفرادي وسيلة لتجاوز فترة الأعياد. وأضافت: "يمكن للناس أن يكونوا مبدعين في كيفية استغلال وقتهم".
ويمكن أن تُعتبر المهام مثل تزيين المنزل أو ترتيب خزائنك، أحد أشكال التمارين الوظيفية من دون الحاجة للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية.
تأمل في العام الذي مضى
هناك نشاط آخر أكثر تأملاً يتمثّل بالاستفادة من العزلة للتخطيط للعام الجديد أو استرجاع العام الماضي.
قال ويليامز: "لا سيما في العام الجديد، يحب الناس التفكير في العام السابق. والقيام بذلك بطريقة مقصودة ومنظمة، وحتى تحديد الطرق التي يريدون أن يكون العام الجديد مختلفًا بها، أو حتى تحديد أهداف محددة للعام الجديد".
تغيير عقليتك
تقترح وينستون ربط الأفعال بنهج عقلي قوي، أي اليقظة، للمساعدة على التغلب على مشاعر الوحدة.
وتقول إن "الانتباه إلى تجاربنا في اللحظة الحالية بانفتاح وفضول واستعداد للتعايش مع تلك التجربة" هو ما يُعرف بالانتباه الواعي.
وتضيف:"يتعلق الأمر حقًا بتعلّم عيش اللحظة الراهنة، ليس الضياع في الماضي أو المستقبل".
تعاطف مع نفسك
تقول وينستون: "كن متعاطفًا مع نفسك وافعل أفضل ما بوسعك، واعلم أن هذه لحظة محددة من العام. لا يوجد خطأ فيك وستتجاوز الأمر".
من المفيد أيضًا أن نتذكر أن ليس كل من يقضي عطلته محاطًا بالناس يمر بوقت جيد.
وقالت صوفي لازاروس، عالمة نفس سريري لدى قسم الطب النفسي والصحة السلوكية في جامعة ولاية أوهايو لـCNN في وقت سابق: "لدينا الكثير من المدخلات والمطالب والضغوط بشكل عام تتزايد خلال الإجازات، لذلك من المهم جدًا أن تكون منتبهًا لحاجتك إلى قضاء وقت بمفردك".