دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند الحديث عن أبرز الوجهات السياحية الموجودة في المملكة العربية السعودية، تتبوأ منطقة "البلد" والتي تُعرف أيضًا بـ"جدة التاريخية"، قائمة تلك الوجهات.
عند المشي في طرقات "جدة التاريخية"، المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ستشعر وكأنك تتجوّل بـ"متحف معماري مفتوح".
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن مباني جدة التاريخية تتمتع بطراز فريد. ولا تزال أسواقها القديمة وشوارعها تحمل عبقًا خاصًا لا مثيل له.
وهذه الأجواء نقلتها عدسة المصور السعودي، علي الزهراني، إذ قال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "قررت تصوير منطقة البلد التاريخية بسبب جمال مبانيها ورواشينها القديمة التي لا تزال تلفت الأنظار حتى يومنا هذا".
ماذا يوجد داخل جدة التاريخية؟
تضم جدة التاريخية العديد من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل "بيت نصيف" الذي أقام فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ومتحف "بيت المتبولي" الذي يمتاز ببنائه الحجازي العريق وواجهته المزينة بالمشربيات الخشبية.
كما تحتضن العديد من المساجد، أبرزها مسجد الشافعي، الذي صُمم مكشوفاً للحصول على تهوئة جيدة. واستُخدم في بنائه الطين البحري والحجر المنقبي، بحسب ما ذكرته "واس".
تتواجد أيضًا الأسواق العريقة التي جعلت من جدّة مركزًا تاريخيًا للتجارة والتسوّق.
وتابع الزهراني: "أكثر ما يُميز مباني البلد هو تصميم رواشينها الخشبية المزخرفة والملونة، حيث تُعطي جمالية خاصة للمنطقة".
تُعرف الرواشين بأنها الشرفة التي تُستخدم في تغطية النوافذ، حيث تسمح بتدفق الهواء والضوء للمنزل، لكنها تحدّ من امتصاص الحرارة العالية.
وتُعد حرارة الشمس في فصل الصيف بمثابة تحدي كبير لسكان البلد. لكنها تُشكّل أيضًا لوحة فنيّة رائعة عندما تُلقي بظلالها على رواشين ومباني المنطقة.
ويذكر أن صناعة الرواشين في جدة قد عُرفت في أواخر القرن السادس الهجري، وفقًا لـ"واس"، حتى أصبحت طابعًا مميزًا لعمارة المدينة.
وتتميز رواشين جدة بأنها الأكثر ارتفاعًا والأكبر حجمًا، حيث تُرّكب في صفوف مترّاصة، وكثيرًا ما تمتد من الطابق الأرضي وحتى الأدوار العليا، أو تمتد أفقيًا حول الأدوار العليا، فتكاد تُغطّي واجهة المنزل بأكملها.
وقال المصور السعودي: "ما زلت مبتدئًا في مجال التصوير، لكن صور البلد قد حازت على إعجاب عدد كبير من الأشخاص".
ويصف الزهراني تجربة المشي بين شوارع المنطقة وأزّقتها بأنها "لا توصف"، خاصة في شهر رمضان، حيث تكتظ بالبازارات والسيّاح، وتبّث الحياة في جميع شوارعها.
هل تُفكّر بزيارتها؟