ما هو الانفجار الداخلي الكارثي؟.. إليكم ما نعرفه عن كارثة الغواصة "تيتان" التي انفجرت في قاع المحيط وركابها

العالم
نشر
9 دقائق قراءة

(CNN)-- انتهت ما كان من المفترض أن تكون رحلة مدتها 10 ساعات إلى حطام سفينة تايتانيك بمأساة، حيث قُتل جميع الركاب الخمسة على الغواصة المفقودة بانفجار داخلي كارثي. وتم تأكيد وفاتهم، الخميس، في ختام بحث استمر أسبوعا عن ناجين، تمت متابعتها عن كثب في أنحاء العالم.

واكتشفت البحرية الأمريكية صوتا يطابق انفجارا داخليا، الأحد، وهو اليوم الذي اختفت فيه الغواصة، وعثرت فرق البحث منذ ذلك الحين، على شظايا من غواصة تيتان، مما يؤكد مقتل من كانوا على متنها.

لكن لا تزال هناك العديد من الأسئلة حيث تواصل السلطات البحث عن الحطام، بما في ذلك متى حدث الانفجار الداخلي، وما هو الخطأ الذي حدث بالضبط في الغواصة؟

إليكم ما نعرفه حتى الآن.

ما هو الانفجار الداخلي الكارثي؟

يشير الانفجار الداخلي تحت الماء إلى الانهيار الداخلي المفاجئ للغواصة، والتي كان من الممكن أن تتعرض لضغط هائل في الأعماق التي كانت تغوص نحوها.

ومن غير الواضح أين أو مدى عمق تيتان عندما حدث الانفجار الداخلي، لكن حطام تيتانيك يقع على عمق 13000 قدم (حوالي 4000 متر) تحت مستوى سطح البحر. وكانت الغواصة على بعد حوالي 1 ساعة و45 دقيقة من الهبوط الذي يستغرق ساعتين تقريبا، عندما فُقد الاتصال بها.

وعند العمق الذي توجد فيه تيتانيك، يوجد حوالي 5600 رطل لكل بوصة مربعة من الضغط، بما يوازي عدة مئات المرات الضغط الذي نشهده عند السطح، بحسب ريك موركار، مدير التدريب الدولي في الرابطة الوطنية لغواصين الكهوف.

وقالت أيلين ماريا مارتي، الضابطة البحرية السابقة الأستاذة بجامعة فلوريدا الدولية، إن الانهيار الداخلي الكارثي "سريع بشكل لا يصدق"، ويحدث في غضون جزء من الألف من الثانية.

وأضافت لشبكة CNN: "كان من الممكن أن ينهار الأمر برمته، قبل أن يدرك الأفراد في الداخل أن هناك مشكلة".

ويقول خبراء إنه من غير المرجح العثور على أي جثث.

وقال خفر السواحل الأمريكي، الخميس، إنه سيواصل البحث في محاولة لاستعادة ما بإمكانه، لكنه حذر من أن "البيئة لا ترحم بشكل لا يصدق هناك في أسفل قاع البحر".

ما التالي لجهود البحث؟

إلى جانب البحث عن الطاقم، ستستمر السلطات أيضا في البحث في قاع البحر، على أمل اكتشاف المزيد من المعلومات حول سبب الانفجار الداخلي.

وقال خفر السواحل الأمريكي، الخميس، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لوضع جدول زمني محدد للأحداث، واصفا البيئة تحت الماء بأنها "معقدة بشكل لا يصدق".

وحتى الآن، حددوا مخروط أنف غواصة تيتان، وأحد طرفي بدن الضغط في حقل حطام كبير، والطرف الآخر من بدن الضغط في حقل حطام ثانٍ أصغر، بحسب ما قال توم مادوكس، الرئيس التنفيذي لشركة Underwater Forensic Investigators، الذي شارك في رحلة تيتانيك، عام 2005.

وأضاف أن قطع الحطام يمكن أن تظل "طافية قليلا"، ويمكن أن تحملها تيارات المحيطات بعيدا. وقال: "لذا فإن المشروع الكبير الآن سيحاول جمع تلك الأجزاء، سيقومون بوضع علامة عليها، وسيشيرون إلى مكان وجودهم، وسيقومون بوضع خريطة لمكان العثور على تلك الأجزاء".

ما هو الجدول الزمني للكارثة؟

انطلقت الرحلة الاستكشافية من نيوفاوندلاند بكندا، في 16 يونيو/ حزيران، مع سفينة الدعم Polar Prince التي تحمل المشاركين إلى موقع حطام تيتانيك.

ثم بدأ الركاب الخمسة، الأحد، 18 يونيو، دخول الغواصة، التي انطلقت من سفينة الدعم، والتي ظلت على السطح.

وبدأوا الغوص حوالي الساعة 9 صباحا، وكان آخر اتصال لهم على السطح في الساعة 11:47 صباحا، وفقا لشركة Miawpukek Maritime Horizon Services، التي تشارك في ملكية Polar Prince.

وكان من المتوقع أن يظهروا مرة أخرى في الساعة 6:10 مساء، لكن لم يتم رؤيتهم، وتم إخطار السلطات في الساعة 6:35 مساء. وبدأت عمليات الإنقاذ، بحسب ما أعلنت Maritime Horizon.

وبدا أن هناك نافذة أمل قصيرة، بعد تقارير أفادت بأن فرق البحث سمعت، الثلاثاء، قرعا كل 30 دقيقة، رغم أنهم لم يتمكنوا من تحديد مصدر الضجيج.

لكن الغواصة كانت مجهزة فقط بـ96 ساعة من الأكسجين، مما جعل يوم الخميس، يوما محددا كهدف رئيسي لتحديد موقع الغواصة واستعادتها.

وبحلول بعد ظهر الخميس، أكدت السلطات انفجار الغواصة، قائلة إنه لا يبدو أن هناك صلة بين أصوات الضجيج ومكان العثور على الحطام.

وقال مسؤول كبير في البحرية الأمريكية لشبكة CNN، إن الضجيج كان على الأرجح شكلا من أشكال الحياة الطبيعية أو الأصوات الصادرة عن السفن، والسفن الأخرى التي كانت جزءا من جهود البحث.

ولا يزال من غير الواضح متى بالضبط قد تكون السفينة قد انفجرت. ورصدت البحرية صوتا "يتوافق" مع انفجار داخلي، الأحد، لكنه تقرر أنه "ليس نهائيا"، لذلك استمر البحث قرب حطام السفينة.

وقال خفر السواحل الأمريكي، الخميس، إنه أقام عوامات سونار في الماء لمدة 72 ساعة على الأقل - أي من يوم الاثنين على الأقل وفيما بعد- لكنهم لم يسجلوا أي علامة على انفجار داخلي.

من كان على متن الغواصة؟

كان من بين الرجال الخمسة داخل الغواصة، الرئيس التنفيذي لشركة الرحلات السياحية، ورجل أعمال بريطاني وغواص فرنسي مشهور، وملياردير باكستاني وابنه.

وقالت شركة OceanGate Expeditions، مشغل غواصة تيتان، الخميس، إنها تعتقد أن الرئيس التنفيذي ستوكتون راش والركاب الآخرين "فُقدوا"، وأضافت أن موظفي الشركة "يحزنون بشدة على هذه الخسارة".

وأسس راش، 61 عاما، OceanGate في عام 2009 بمهمة تتمثل في "زيادة الوصول إلى أعماق المحيط من خلال الابتكار".

وفي سلسلة من المقابلات، قال راش إنه يؤمن بقوة أن البحر، وليس السماء، يقدم للبشرية أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة، عندما يصبح سطح الأرض غير صالح للسكن.

وكرئيس تنفيذي تخرج من جامعة برينستون في عام 1984 بدرجة في هندسة الطيران، أشرف على "الاستراتيجيات المالية والهندسية" للشركة، وقدم "رؤية لتطوير" الغواصات المأهولة، بحسب سيرته الذاتية.

ولكن نتيجة لشغفه على الاستكشاف، غالبا ما بدا راش متشككا، إن لم يكن رافضا، للوائح التي قد تبطئ الابتكار.

وكان رجل الأعمال المغامر البريطاني هاميش هاردينغ على متن الغواصة أيضا. وكان مقره في الإمارات العربية المتحدة، وكان رئيسا لشركة Action Aviation، وهي شركة سمسرة للطائرات، لكنه اشتهر ببعثاته المتنوعة.

وكان ضمن طاقم طيران حطم الرقم القياسي العالمي لأسرع إبحار حول العالم عبر القطبين، كما كان من أوائل الأشخاص الذين غطسوا في أعماق تشالنجر في المحيط الهادئ، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها أعمق نقطة في محيطات العالم؛ وذهب إلى الفضاء في رحلة Blue Origin، وكانت جزءا من رحلتين حطمتا الرقم القياسي إلى القطب الجنوبي.

كما كان للغواص الفرنسي بول هنري نارغوليت عقود من الخبرة في استكشاف تيتانيك. وشغل منصب مدير الأبحاث تحت الماء في RMS Titanic Inc، وهي الشركة التي لديها حقوق حصرية لإنقاذ القطع الأثرية من السفينة.

وبحسب سيرته الذاتية على موقع الشركة، أكمل هنري 35 رحلة غوص إلى حطام تيتانيك وأشرف على استعادة 5000 قطعة أثرية، كما أمضى 22 عاما في البحرية الفرنسية.

ووصفته عائلته بأنه أحد أعظم مستكشفي أعماق البحار في التاريخ. وأضافت: "لكن أكثر ما سنتذكره هو قلبه الكبير، وروحه المرحة ومدى حبه لعائلته".

وأخيرا، كان شهزادة داود ونجله سليمان داود من عائلة تجارية باكستانية بارزة. وأسسا شركة Dawood Hercules Corp، وهي من بين أكبر الشركات في البلاد، مع أنشطة تغطي الطاقة والبتروكيماويات والأسمدة وتكنولوجيا المعلومات والأغذية والزراعة.

وقال كبير الأسرة حسين داود وزوجته كلثوم داود في بيان على الإنترنت: "أرجو الاستمرار في إبقاء الأرواح الراحلة وعائلتنا في صلاتكم، خلال تلك الفترة الصعبة من الحداد".