(CNN)-- أدى قرار الأمير ويليام بالانسحاب من تجمع عائلي مهم، الثلاثاء، وغياب أي تفسير، إلى غمر العائلة المالكة البريطانية في موجة عارمة من القيل والقال والتكهنات ونظريات المؤامرة الجامحة.
بعض ذلك يعد أمرًا عاديًا بالنسبة لعائلة لم تكن أبدًا بعيدة عن العناوين الرئيسية في عصر الإعلام الحديث. لكن الخطاب وصل إلى مستوى محموم هذا الأسبوع - وخاصة في المجالات غير الخاضعة للرقابة لوسائل التواصل الاجتماعي.
مع بدء الحدث - حفل تأبين لعراب ويليام الراحل، ملك اليونان السابق قسطنطين الثاني- في كنيسة سانت جورج في وندسور، الثلاثاء، كشف المطلعون على الأخبار الملكية أن أمير ويلز سيغيب عن الحفل بسبب مسألة شخصية. وقال مصدر لشبكة CNN، إن ويليام اتصل بالعائلة المالكة اليونانية لإعلامهم بتغيير خططه في اللحظة الأخيرة.
إن عدم حضور المناسبات لا يؤدي عادة إلى نوع من التخمين الذي أعقب ذلك. لو عدنا عامين إلى الوراء، فلن نجد ببساطة نفس المستوى من التكهنات عبر الإنترنت الذي شهدناه في الأيام الأخيرة.
لكن الكثيرين شعروا بعدم الاستقرار بسبب السلسلة التي لا تنتهي أبدًا من وجع القلب الملكي الأخير والمخاوف الصحية. وفاة الملكة إليزابيث الثانية، مرض الملك تشارلز الثالث وكاثرين أميرة ويلز بعد فترة وجيزة، بالإضافة إلى حقيقة أن الجمهور لم ير كيت ميدلتون منذ يوم عيد الميلاد، كل ذلك ساهم في هذه التكهنات.
وتفاقم الأمر مع الوفاة المفاجئة لتوماس كينغستون، صهر العائلة المالكة زوج الليدي غابرييلا، عن عمر يناهز 45 عامًا. ومن المعلوم أن عدم حضور ويليام لم يكن مرتبطًا بأخبار وفاة كينغستون، التي تم الكشف عنها علنًا في نفس يوم ذكرى قسطنطين.
لم يوضح المصدر الملكي بالضبط ما الذي منع ويليام من الذهاب. ومع هذا الافتقار إلى الوضوح، ربط الناس غيابه بغياب زوجته كيت، التي لا تزال في المنزل تتعافى من العملية. ورأى الكثيرون أن عودة الأمير مؤخرًا إلى واجباته الملكية هي إشارة إلى أن الأوضاع في أسرة ويلز تتحسن بسرعة.
اقترح آخرون أنه كان من السهل على وريث العرش الانضمام إلى عائلته الأوسع في قلعة وندسور لأنه يعيش على بعد حوالي خمس دقائق بالسيارة ولأن أطفاله الثلاثة كانوا في المدرسة عندما أقيم الحدث.
إذا كان دور الملكية هو الحضور والاستمرارية والوحدة، فقد كان مشهدًا صارخًا رؤية العائلة المالكة تدخل الكنيسة دون وجود العديد من الوجوه الرئيسية بينهم.
تجدر الإشارة إلى أن المصدر الملكي قال لشبكة CNN إن كيت "لا تزال في حالة جيدة" أثناء تعافيها، رغم أن القصر كان واضحا منذ البداية أن تعافي أميرة ويلز سيبعدها عن واجباتها العامة لعدة أشهر بعد العملية التي خضعت لها، إلا أن الناس ما زالوا يحاولون سد الثغرات.
اتخذ قصر كنسينغتون في لندن خطوة نادرة في مواجهة التكهنات حول مكان وجود كيت وصحتها، حيث قال متحدث باسمه يوم الخميس إن القصر "أوضح في يناير الجداول الزمنية لتعافي الأميرة وسنقدم فقط تحديثات مهمة، وهذا التوجيه لا يزال قائما."
وبينما لم يكن ويليام حاضرًا في حفل التأبين، الثلاثاء، لم يتم إلغاء مشاركته في الأحداث العامة وعاد إلى العمل، الخميس.
يحاول القصر تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات دون المساس بالخصوصية الطبية. هذا هو التحدي الذي يواجه النظام الملكي القديم الذي يعمل في مشهد متغير، حيث يتوقع الناس المعلومات على الفور. لا يعني ذلك دائمًا أن الجمهور غير حساس، بل أن الناس يهتمون ويريدون معرفة سبب اختفاء شخص اعتادوا رؤيته عن الرأي العام.
لقد اعتدنا كمجتمع على أن تكون المعلومات في متناول أيدينا، وهناك رغبة غريزية لملء الفراغ. أفضل مثال على سد الفجوات في المعرفة هو فيلم The Crown من نتفليكس. كان يعتمد في البداية على السجل التاريخي، ولكن مع اقتراب الفصول من يومنا هذا، اضطر الكتاب والمنتجون إلى تصوير اللحظات بشكل درامي لأغراض السرد القصصي.
والحقيقة هي أنه لا أحد - باستثناء المشاركين مباشرة - يعرف بالضبط سبب انسحاب ويليام من هذا الحدث العائلي أو كيف تشعر كيت يومًا بعد يوم. لقد أكدت التطورات الأخيرة أنه رغم كون أعضاء الأسرة المالكة البريطانية موظفون حكوميون، إلا أنهم أيضًا أشخاص معرضون لنفس المعاناة التي نواجهها جميعًا.