(CNN)-- شنت روسيا أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ أشهر، حيث ضربت البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وتسبب في أضرار واسعة النطاق.
ووردت أنباء عن ضربات في العديد من المدن الكبرى، من أوديسا في الجنوب، ودنيبرو في الشرق إلى ريفني في الغرب. وفي العاصمة كييف، التي شهدت ضربات شبه يومية منذ بداية سبتمبر/أيلول، واضطر السكان إلى الاحتماء في شبكة المترو.
وقُتل شخصان في غارة بطائرة دون طيار في منطقة ميكولايف، بينما أصيب ستة آخرون بينهم طفلان. وقال الحاكم إن شخصين آخرين قُتلا في أوديسا بهجوم أدى أيضًا إلى إصابة صبي يبلغ من العمر 17 عامًا، كما قُتلت امرأة في سيارتها في منطقة لفيف.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن آخر هجوم مماثل وقع في 28 أغسطس/آب، عندما أطلقت روسيا 127 صاروخًا و109 طائرات دون طيار هجومية على أوكرانيا.
وأدت الضربات الليلية إلى انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق، بما في ذلك أوديسا حيث تم قطع إمدادات التدفئة والمياه والكهرباء وتعمل المستشفيات بطاقة المولدات.
وقالت شركة الطاقة الأوكرانية (DTEK) إن محطات الطاقة الحرارية الخاصة بها تعرضت للهجوم وتضررت المعدات "بشدة".
وصلت الحرب - التي تقترب الآن من عامها الثالث - إلى نقطة حرجة بالنسبة لأوكرانيا، مع تحقيق روسيا مكاسب عبر الخطوط الأمامية واستعادة دونالد ترامب للبيت الأبيض، مما قد يعني نهاية الدعم الأمريكي الحيوي.
واستهدفت روسيا إمدادات الطاقة في أوكرانيا مرارًا وتكرارًا بالهجمات منذ غزوها الكامل في فبراير/شباط 2022، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي. وتكثفت عمليات القصف في الأشهر الأخيرة، مما ترك البلاد في وضع محفوف بالمخاطر مع دخول الحرب في شتاءها الثالث.
كتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا على منصة إكس: "هذا هو رد مجرم الحرب بوتين الحقيقي على كل من اتصل به وزاره مؤخرًا. نحن بحاجة إلى السلام من خلال القوة وليس الاسترضاء".
من المرجح أن سيبيا كان يشير إلى المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الزعيم الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز، التي استمرت لمدة ساعة وكانت مكالمة رفيعة المستوى نادرة بين زعيم غربي وبوتين، الذي تم عزله خارجيًا بسبب غزوه لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حوالي 120 صاروخًا و90 طائرة دون طيار أُطلقت بين خلال الليل في الهجوم الروسي. وأضاف أن قوات الدفاع الأوكرانية دمرت أكثر من 140 هدفًا جويًا.
وأشار زيلينسكي إلى أن جميع أجزاء أوكرانيا كانت مستهدفة، بما في ذلك المناطق الغربية.
وقال زيلينسكي صباح الأحد: "كان هدف العدو هو البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا. لسوء الحظ، تعرضت بعض المرافق لأضرار من الضربات المباشرة والحطام المتساقط".
وأضاف الزعيم الأوكراني أن بعض المناطق لا تزال بدون كهرباء، والتي تعمل السلطات على استعادتها.
وفي منشور على منصة إكس، الأحد، أكد زيلينسكي أن "الإرهابيين الروس يحاولون مرة أخرى ترهيبنا بالبرد وانقطاع التيار الكهربائي، ويكررون أفعالهم ويحاولون الحصول على نتائج منها".
وأقرت وزارة الدفاع الروسية بالهجوم في بيان على منصة تيليغرام، الأحد، قائلة إن روسيا شنت ضربة "كبيرة بأسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى عالية الدقة وطائرات دون طيار هجومية" تستهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة.
ودافع شولتز، الأحد، عن مكالمته الهاتفية مع الزعيم الروسي. وفي حديثه للصحفيين، وصف المستشار المكالمة بأنها "مهمة" و"مفصلة للغاية"، رغم أنه أشار إلى أن "القليل قد تغير في وجهات نظر الرئيس الروسي بشأن الحرب - وهذا ليس خبرًا جيداً".
وقال إنه لن يكون من الجيد أن تكون الإدارة الأمريكية على اتصال منتظم مع بوتين بينما لا يوجد زعيم أوروبي يقوم بذلك، في إشارة إلى عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض.
يأتي الهجوم الذي وقع ليلاً في الوقت الذي تحقق فيه روسيا مكاسب في مواقع رئيسية على طول خطوط المواجهة في شرق وجنوب شرق أوكرانيا، وتقترب من محاور رئيسية مثل مدينة كوراخوف.
وزعمت روسيا، السبت، أنها استولت على مستوطنتين شرقيتين أخريين في منطقة دونيتسك، على الرغم من عدم وجود تأكيد من أوكرانيا. في الوقت نفسه، تستعد موسكو لشن هجوم مضاد في منطقة كورسك بجنوب روسيا، موقع النجاح العسكري الكبير الوحيد لكييف هذا العام.