(CNN)-- حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وطالبه بوضع خطة لإقامة حكومة بديلة لحكم حركة "حماس".
وقال غالانت، خلال مؤتمر صحفي، إن "اليوم التالي لحماس لن يتحقق إلا من خلال سيطرة الكيانات الفلسطينية على غزة، برفقة جهات فاعلة دولية، وإنشاء حكومة بديلة لحكم حماس".
وأضاف: "أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار والإعلان أن إسرائيل لن تمارس سيطرة مدنية على قطاع غزة، ولن تقيم حكما عسكريا في القطاع، وأن وجود بديل لحماس سيحكم سيتم وضعه على الفور."
وذكر: "لن أوافق على إقامة حكم عسكري إسرائيلي في غزة، ويجب على إسرائيل ألا تقيم حكما مدنيا في غزة"، محذرا من أن الاحتلال العسكري للقطاع سيتسبب في خسائر فادحة مثل "إراقة الدماء وسقوط ضحايا، فضلا عن الخسائر البشرية". وحذر من تكلفة اقتصادية "باهظة".
وأثارت تصريحات غالانت عاصفة سياسية في إسرائيل، حيث أدان عدد من النواب اليمينيين تصريحاته، بل إن بعضهم حث نتنياهو على عزله من منصبه، فيما أيد عضو مجلس الوزراء الحربي، بيني غانتس، موقف غالانت، قائلا إنه "يقول الحقيقة".
وتأتي تصريحات غالانت في الوقت الذي تثار فيه تساؤلات جدية داخل إسرائيل وخارجها حول استراتيجية الحكومة طويلة المدى في غزة بعد أن أعاد الجيش قواته إلى مناطق شمال غزة التي انسحب منها قبل أشهر لمحاربة مسلحي "حماس" الذين عادوا وسط فراغ في السلطة.
وحذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون من أن الافتقار إلى استراتيجية طويلة الأمد لحكم غزة في مرحلة ما بعد الحرب سيؤدي إلى تكرار هذا النمط في جميع أنحاء القطاع.
وكذلك ذكر كبار المسؤولين الأمريكيين ذلك علنا، حيث حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الأربعاء، من أنه يجب على إسرائيل "التركيز على ما يمكن وما يجب أن يكون عليه المستقبل لتجنب الفراغ الذي من المرجح أن تملأه الفوضى".
وقال غالانت في السابق إنه يعارض السيطرة الإسرائيلية على غزة بعد الحرب، لكن تصريحات الأربعاء كانت الأكثر مباشرة حول هذا الموضوع حيث حذر من عواقب الوجود العسكري الإسرائيلي طويل الأمد في غزة وهاجم نتنياهو مباشرة.
وبدا أن نتنياهو يرد على تصريحات غالانت، في وقت لاحق، حيث قال في فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "لست على استعداد لاستبدال حماستان بفتحستان"، في إشارة إلى حركة "فتح".
وأضاف أن "الهزيمة الكاملة لحماس ستكون شرطه الأساسي لتشكيل حكومة مدنية جديدة في غزة"، وتابع: "طالما بقيت حماس في مكانها، فلن يدخل أي كيان آخر إلى غزة لإدارة الجانب المدني، وخاصة السلطة الفلسطينية".