(CNN)-- أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 150 ألف شخص فروا من خان يونس في جنوب غزة في يوم الاثنين وحده، عقب أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى تكثيف الضغط على الغذاء والمياه الشحيحة وأماكن البحث عن مأوى.
وأدى النزوح الإضافي إلى تفاقم المهمة الصعبة بالفعل المتمثلة في توزيع المساعدات في معظم أنحاء غزة، وأدى إلى زيادة في الأمراض المعدية، وفقًا لمسؤولي الصحة.
وقالت وكالات الإغاثة العاملة في غزة إن حوالي ربع الوقود اللازم لمواصلة عملياتها يدخل إلى القطاع. وأشار آخر تحديث صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أنه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا الشهر، دخل إلى غزة ما يزيد قليلاً عن 2.1 مليون لتر من الوقود. وفي المتوسط، يعادل هذا حوالي 103 آلاف لتر من الوقود يوميًا، أو ربع ما مقداره 400 ألف لتر من الوقود اللازم للوصول إلى المحتاجين.
وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن نقص الوقود "لا يزال يقوض العمليات الإنسانية ويعرض للخطر عمل مرافق الصحة والمياه وإنتاج الغذاء" اللازم لدعم أنشطة المساعدات.
وتقول الأمم المتحدة إنه مقارنة بيونيو/حزيران، عندما دخلت ما يقرب من 1300 شاحنة إلى القطاع المدمر، فإن إجمالي الشاحنات في يوليو/تموز حتى الآن يبلغ 674 شاحنة فقط. وذكرت منظمة "أنيرا" غير الحكومية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن "إيصال المساعدات الإنسانية البطيء وغير الكافي إلى غزة يخلق اليأس بين الناس، مما يؤدي إلى الفوضى".
وأضافت أن "التهديدات الأمنية التي يتعرض لها عمال الإغاثة - بما في ذلك الهجمات على سائقي الشاحنات ومراكز التوزيع والنهب والعبور عند حواجز الطرق العشوائية - أصبحت هي القاعدة"، في حين لم تتمكن الشرطة المدنية من الحفاظ على النظام حيث تم استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية.
ووصفت "أنيرا" الوضع في غزة بأنه مروع وفوضوي، "مع العمليات العسكرية الواسعة النطاق التي أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية اليائسة بالفعل... وكانت العمليات العسكرية تتركز في السابق في مناطق محددة مثل رفح وأجزاء من الشمال، ولكن الآن تأثرت غزة بأكملها".
وقالت المنظمة: "لا يوجد حاليًا سوى معبرين مفتوحين إلى غزة، كرم أبو سليم (كرم أبو سالم) في الجنوب وزيكيم في الشمال. كل مهمة مساعدة تدخل لا يمكن التنبؤ بها، وتتضمن نقاط احتجاز متعددة حيث يلزم الحصول على أضواء خضراء للمضي قدمًا. تبدأ هذه العملية في الصباح الباكر ويمكن أن تمتد إلى وقت متأخر من الليل، وتزداد خطورة بعد غروب الشمس".
وتابعت: "معظم المستودعات غير كافية لتخزين المواد الغذائية المؤقتة بسبب الظروف السيئة ونقص مكافحة الآفات. هناك نقص في قدرات التخزين التي يمكن التحكم في درجة حرارتها، مما يستلزم استخدام شاحنات تبريد باهظة الثمن للتخزين. كما أن تكلفة الأمن غير المسلح لردع اللصوص والعصابات مرتفعة أيضًا".
في حسابها عبر موقع إكس، قالت منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي في غزة "لا يزال في حالة تفكيك، حيث يعمل 16 مستشفى فقط من أصل 36 بشكل جزئي، و45 من أصل 105 مرافق للرعاية الصحية الأولية تعمل. ومع ذلك، أفادت المنظمة أن الخدمات استؤنفت جزئيًا في المستشفى الأهلي في شمال غزة "بعد أن توقفت عن العمل لبضعة أيام بسبب انعدام الأمن في المنطقة المجاورة".
يأتي هذا وسط زيادة في حالات العدوى وأمراض الجهاز التنفسي، حيث تقول وكالات الأمم المتحدة إن تفشي التهاب الكبد A قد تسارع. وأصيب أكثر من 100 ألف شخص بالمرض منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، لشبكة CNN، إن العديد من المراكز الطبية امتلأت بالأطفال والشباب الذين أصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي.
وأضاف الهمص أن "تدمير البنى التحتية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وانعدام المياه الصالحة للشرب، واختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه التي تصل إلى المنازل والخيام، من عوامل انتشاره". وأشار إلى تزاحم مئات الآلاف من السكان في منطقة المواصي بخانيونس، ما يزيد من انتشار هذا المرض. وإذا توفرت مواد التنظيف، فإنها تباع بأسعار سخيفة. وهذا يزيد من انتشار الأمراض".
وقال إنه كل يوم تصل إلى المستشفيات حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي، وهو عدوى فيروسية. ولفت أنه "بالنظر إلى أن المعابر مغلقة منذ ثلاثة أشهر، وجميع الفواكه التي تدخل عن طريق الاحتلال الإسرائيلي ليست في متناول جميع المواطنين بسبب ارتفاع أسعارها، فإن ذلك يزيد من تفاقم الحالة الطبية".
وأوضح الهمص لشبكة CNN، أن "العثور على مياه مناسبة للاستحمام والنظافة الشخصية أمر مستحيل. أكثر شيء مستحيل هو مواد التنظيف ومواد التعقيم سواء في الخيام أو المستشفى".