تحليل.. الحرب التي لا يريدها أحد بين إسرائيل وحزب الله قد تندلع أخيرا

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

(CNN)-- في مايو/أيار الماضي، تحدث آموس هوكشتاين، الرجل الذي اختاره الرئيس الأمريكي، جو بايدن للحد من التوترات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، في ندوة عبر الإنترنت.

وقال: "ما يقلقني كل يوم هو أن يستهدف خطأ في التقدير أو حادث... حافلة مليئة بالأطفال، أو يصيب نوعا آخر من الأهداف المدنية، مما قد يجبر النظام السياسي في أي من البلدين على الرد بطريقة تدفعنا للحرب. على الرغم من أن كلا الجانبين ربما يعي أن حربا أوسع نطاقا وأكثر عمقا، ليست في مصلحة أي من الجانبين".

وحدث ما يشابه تلك الحافلة، مساء السبت، في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

سقط صاروخ، تقول إسرائيل إن حزب الله أطلقه من شبعا بجنوب لبنان، في ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس الدرزية. قُتل 12 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاما، أثناء مشاركتهم في جلسة تدريبية. وقد نفى حزب الله مسؤوليته عن الضربة. فهل يتحقق خوف هوكشتاين من حرب أوسع نطاقا الآن أيضا؟

إذا صدقنا وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، فمن المحتمل أن يحدث ذلك. وقال في مقابلة تلفزيونية إسرائيلية، مساء السبت: "نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله. سيكون الرد على هذا الحادث وفقا لذلك".

يبدو أن الولايات المتحدة قد باركت العمل الانتقامي، إلى حد ما. قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "نحن نقف إلى جانب حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية"، قبل أن يضيف أن الولايات المتحدة لا تريد "رؤية الصراع يتصاعد".

كان الرد، حتى الآن، خجولا نسبيا. ومن المحتمل أن يتبع ذلك المزيد من الضربات. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت لشبكة CNN: "لقد سئمنا من الخطابات الرنانة والكلمات الجوفاء المصحوبة بعمل ضعيف". "الطريقة الوحيدة لوقف كل ذلك، والطريقة الوحيدة لردع أعدائنا عن استهدافنا... هي الرد وضربهم. لا توجد طريقة أخرى".

منذ أشهر، يحاول المجتمع الدولي تهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله. ومع تقديرات تشير إلى أن أقوى وكلاء إيران لديه ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة موجهة نحو الجنوب، فإن الخوف هو من اندلاع حرب من شأنها أن تدمر لبنان، وتلحق أضرارا جسيمة بإسرائيل.

وعلاوة على ذلك، وكما قال آرون ديفيد ميلر، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لشبكة CNN، "فإن هذا لديه القدرة على خلق وضع لم نشهده قط في هذه المنطقة: حرب إقليمية كبرى، قد تجر الخليج". وحذر من أنه قد يؤدي أيضا إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومع ذلك، على مدى الأشهر العشرة الماضية من القتال، تراجعت إسرائيل وحزب الله وإيران دائما عما بدا وكأنه حافة الهاوية. ففي يناير/كانون الثاني، قتلت إسرائيل أحد كبار قادة حماس في بيروت. ولم تندلع الحرب الشاملة. وفي أبريل/نيسان الماضي، قتلت إسرائيل قائدا بارزا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دمشق. وردا على ذلك، شنت إيران ضربات غير مسبوقة على إسرائيل. ولم تتحقق الحرب الشاملة.

الوضع الراهن، بطبيعة الحال، لا يمكن أن يستمر أيضا. فقد نزح عشرات آلاف الإسرائيليين من منازلهم. وأصبحت مساحات شاسعة من شمال إسرائيل أشبه بمدن الأشباح. وتتجلى صورة مماثلة في جنوب لبنان. يقول بلينكن إن أفضل طريقة لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وتُستأنف المحادثات الرامية إلى تحقيق ذلك، الأحد.

ولكن هذا لن يكون سوى حل قصير الأجل. تريد إسرائيل إزالة تهديد حزب الله بالكامل، وإعادته إلى نهر الليطاني، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أنهى آخر حرب كبرى بين الطرفين في عام 2006. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في ديسمبر/كانون الأول الماضي: "إذا لم يتمكن العالم من إبعاد حزب الله عن الحدود، فإن إسرائيل ستفعل ذلك".

ولذلك، ورغم الخطابات الرنانة والضغوط الداخلية والمخاوف والتصعيدات، لا يزال القتال بين إسرائيل وحزب الله يتصاعد بدلا من أن يشتعل. ولا أحد يبدو أنه يريد هذه الحرب. ولكن كما حذر هوكشتاين في نفس الندوة عبر الإنترنت: "لقد بدأت الحروب تاريخيا في جميع أنحاء العالم حتى عندما لم يكن القادة يريدونها، لأنهم لم يكن لديهم خيار".