تحليل بقلم هالي بريتسكي من شبكة CNN
(CNN)-- ترك الهجوم المفاجئ على حلب من قبل الجماعات المتمردة السورية الولايات المتحدة في موقف صعب من عدم دعم أي من الجانبين بشكل كامل مع الحفاظ على قوة قوامها حوالي 1000 جندي في سوريا كجزء من المهمة الجارية لمحاربة تنظيم داعش.
ونأى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر، الاثنين، بالولايات المتحدة عن الهجوم الذي حدث الأسبوع الماضي، حيث تقدمت الجماعات المتمردة بسرعة واستولت على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، لأول مرة منذ سنوات.
وقال: "اسمحوا لي أن أوضح أن الولايات المتحدة ليست متورطة بأي حال من الأحوال في العمليات التي ترونها تجري في حلب وحولها في شمال غرب سوريا، والتي كما تعلمون يقودها هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية"، مضيفا أن الولايات المتحدة "تحث على خفض التصعيد".
وسلط مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الضوء على المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة، حيث قال لـCNN، الأحد، إن "هيئة تحرير الشام تصنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية لذا، لدينا مخاوف حقيقية بشأن أهدافها".
وأضاف سوليفان: "في الوقت نفسه، بالطبع، لا نأسف بشأن حقيقة أن حكومة الأسد، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، تواجه أنواعًا معينة من الضغوط، لذا، فهو وضع معقد نراقبه عن كثب، ونظل على اتصال وثيق بالشركاء الإقليميين بشأنه".
وبدأ مؤسس هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في السابق مجموعة مختلفة، وهي فرع سوري تابع لتنظيم القاعدة يسمى جبهة النصرة، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها هيئة تحرير الشام لإبعاد نفسها عن القاعدة، صنفت الولايات المتحدة المجموعة كمنظمة إرهابية في عام 2018، قائلة إنها تطورت من المجموعة الأصلية جبهة النصرة.
وقال رايدر عن هيئة تحرير الشام: "كما تعلمون، كانوا يُعرفون سابقًا باسم جبهة النصرة، وهي منظمة تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، لكن خلاصة القول هي: لا يزالون منظمة إرهابية".
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الاثنين، إن الولايات المتحدة لن ترفع عقوباتها على نظام الرئيس بشار الأسد، الذي قال إنه لم يُظهر "أي تغيير في السلوك".
وطبقت الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على النظام منذ عام 2011، عندما بدأت الانتفاضة في البلاد، لقطع الموارد اللازمة نتيجة لعنف الحكومة ضد المدنيين و"للضغط على النظام السوري للسماح بالانتقال الديمقراطي كما يطالب الشعب السوري"، وفقا لوزارة الخارجية.
وفي خضم الاضطرابات المتجددة في سوريا، تم نشر ما يقرب من 900 جندي كجزء من مهمة مكافحة داعش.
وفي حين تجري العمليات في حلب على الجانب الآخر من البلاد حيث تعمل القوات الأمريكية، فإن عدم الاستقرارــ وفي المقام الأول، رد روسيا بمساعدة حكومة الأسد ــ أدى إلى تواصل الجيش الأمريكي مع موسكو لمنع " حدوث خطأ في التقدير".
وردا على التقدم المفاجئ نحو حلب، شنت روسيا ــ الداعم الرئيسي للنظام السوري ــ هجوما جويا ضد قوات المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وإدلب.
وقال رايدر، الاثنين، إن الجنرال الأمريكي المسؤول عن مهمة التحالف لهزيمة داعش في العراق وسوريا تحدث الآن مع مسؤولين روس على الخط الساخن لـ"ضمان وجود خطوط اتصال مفتوحة، نظرا لأن لدينا قوات تعمل على مقربة إلى حد ما من سوريا. ولن أدخل في تفاصيل هذه المحادثات، بخلاف أن لدينا آلية الاتصال هذه لمنع الخطأ المحتمل في التقدير".
وفي الوقت نفسه، تتعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف لإطلاق النار كما حدث منذ ما يقرب من العام الماضي.
وعندما سُئل عن تقارير عن هجمات خلال الساعات الـ24 الماضية، قال رايدر إنه كان هناك "هجوم صاروخي على إحدى منشآتنا في سوريا"، رغم عدم إصابة أي أفراد أمريكيين أو الإبلاغ عن أي أضرار بالبنية التحتية.
وأضاف أن القوات الأمريكية نفذت، الجمعة "ضربة دفاعية عن النفس بالقرب من قاعدة الفرات"، مما أدى إلى القضاء على تهديد محتمل للقاعدة الأمريكية كما لم ترد أنباء عن إصابات أو أضرار بالبنية التحتية في ذلك الحادث.
وقال رايدر إن ذلك "لا علاقة له على الإطلاق بالوضع الجاري في شمال غرب سوريا"، وأضاف أنه لم تحدث حتى الآن أي تغييرات في موقف القوات الأمريكية في سوريا.