عمّان، الأردن (CNN)-- استحوذ التأكيد على دعم المرحلة الانتقالية في سوريا على مداخلات وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق وتركيا، خلال المؤتمر الصحفي الختامي لاجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، السبت، في العقبة جنوبي المملكة.
وشكّلت قضايا أمن الجنوب السوري مع الأردن، والحرص على عدم عودة الإرهاب هواجس أردنية رئيسية، شدّد عليها وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
المؤتمر الذي عُقد بالتزامن وبشكل منفصل مكانيًا مع مؤتمر وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، ركز على "توحّد" الموقف العربي من دعم الانتقال السلمي لبناء مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتشكيل هيئة انتقالية سورية تمثل كل مكونات سوريا عبر آليات محددة كانت المجموعة العربية قد أصدرتها في بيان ختامي ضم 17 بندًا.
وقال الصفدي، في المؤتمر الصحفي، إن هذه لحظة "تاريخية نريد أن تتحول إلى منجز تاريخي للشعب السوري"، وأن لا تغرق سوريا في الفوضى، مشددًا على أن المجتمعين في حالة "توافق تام بشأن ما يريدون فعله، دون أن يخفي الوزير هواجس بلاده من عودة الإرهاب إلى سوريا والجنوب السوري، عندما أوضح ردًا على استفسارات الصحفيين بالقول: "لا نريد عودة الإرهاب إلى كل سوريا بما في ذلك جنوبها على حدودنا".
وشدد الصفدي على تقديم الدعم لتلبية حقوق السوريين، مؤكدًا دعم المملكة لاستمرار عمل مؤسسات الدولة السورية، وأضاف: "لا نريد لسوريا أن تغرق بالفوضى".
وتابع: "سنقوم بكل ما نستطيعه من أجل أن تنجح سوريا بالخروج من هذه اللحظة الانتقالية، إلى حالة من الاستقرار والأمن والأمان الذي يحفظ حقوق كل السوريين وينبي نظامًا سياسيًا يصوغه السوريون ويقبله كل السوريين ويضمن حقوق كل السوريين".
وعن هواجس أمن الحدود مع سوريا، قال الصفدي: "كما قلت أمن سوريا مهم لنا، أمن الجنوب السوري على حدودنا، لا نريد للإرهاب أن يعود ولا نريد للفوضوية أن تحدث هناك. بالتالي ندعو الجميع إلى العمل على إدامة الأمن والاستقرار ليس فقط في الجنوب السوري ولكن في كل سوريا".
وعن العلاقة مع الإدارة الأمريكية المنتخبة، قال الصفدي: "إننا نتطلع للعمل بوضوح للعمل معها"، لافتًا أن علاقات البلدين قديمة وتاريخية وهي" تسمح بحوار صريح شفاف".
و بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا، أكد الصفدي مطالبة الاجتماع بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي اجتاحتها، فيما قال في وقت لاحق من المؤتمر، إن "موقف الدول المجتمعة كان واضحًا من إدانة التوغل الاسرائيلي داخل الخط العازل".
وأضاف: "استقرار سوريا ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة وإن لم تلتزم إسرائيل فستدفع هي باتجاه "تفجر الأوضاع وخلق بؤر توتر وضرب لاستقرار المنطقة"، معتبرًا أن "الانتهازية الإسرائيلية في حالة الفراغ في سوريا الآن قد تحقق لها مكاسب آنية، لكن التاريخ أكد أن أهل الحق لا يمكن أن يستغنوا عنه…"، حسب قوله.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن "الشعب السوري يستحق أن يحيا بأمان وازدهار، وأن تحدث عملية انتقالية سلسة، مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي في سوريا واحترام كل الأعراق".
وأكد وزير الخارجية التركي أن الوحدة والمصالحة يجب أن يتم إظهارها في هذه المرحلة والمجتمع الدولي سيدعم هذا التقدم، مشددًا على "ضرورة إيقاف كل ما يؤدي إلى هجرة السوريين وضرورة توقف اسرائيل عن اعتداءاتها".
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن الاجتماع يعكس الالتزام العربي لدعم سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، ومساعدتها على إدارة العملية الانتقالية لتصل إلى بر الأمان، مشيرا إلى أن التزام جميع الأطراف بالمبادىء التي تم الإعلان عنها، ستفضي إلى الاطمئنان لمستقبل سوريا في عملية سياسية لا تقصي أحدًا.
كما أكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب السوري من المنطقة العازلة، فيما قال إن "مكافحة الإرهاب مسألة شديدة الأهمية في سوريا، حتى لا تكون سوريا حاضنة لجماعات إرهابية".
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن الوضع في سوريا هو في "همّ العراقيين كافة"، مبينًا أن "الدول المتأثرة والمؤثرة لا يريدون ليبيا ثانية في هذه المنطقة".
إلى ذلك، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن "سوريا تواجه مستقبلا من اللايقين"، وأن المجتمعين قد اتفقوا على ضرورة أن تحترم القيادة الجديدة في سوريا الأقليات، وأن تضم المرحلة الجديدة كل المجموعات في سوريا.
وأكدت كالاس جاهزية الاتحاد الأوروبي لتقديم المزيد، وقات إن المبادئ المعلن عنها في الاجتماع تعد "غاية الأهمية بالنسبة له".