دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يؤدي النوم دورًا حاسمًا في الصحة والرفاهية. وقد وثقت العديد من الدراسات العلاقة بين الصحة وجودة النوم.
وبحسب ما ذكره تقرير صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في عام 2023، فإن حوالي 18% من البالغين الأمريكيين يتناولون أحد أنواع الأدوية لمساعدتهم على النوم، ضمنًا الحبوب التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة. وحوالي 6.3% يتناولون أدوية منوّمة يوميًا، و2.1% يتناولون الأدوية في غالبية الأيام.
بينما أن العلاجات الطبية قد تساعد على النوم، هل يُعتبر بعض أنواعها أكثر فعالية من غيره؟ هل ثمة خطر في تجربة المكملات الغذائية المتاحة من دون وصفة طبية مثل الميلاتونين؟ ماذا عن الضجة الكبيرة التي حصلت على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا فيما يخص "موكتيل الفتاة النائمة"؟ ما هي التدابير غير الصيدلانية التي يمكن أن تساعد على النوم؟ ولماذا من المهم طلب الرعاية الطبية لعلاج الأرق؟
أجابت الدكتورة لينا وين، خبيرة الصحة لدى CNN وطبيبة الطوارئ والأستاذة المساعدة في جامعة جورج واشنطن، والتي شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور على هذه الأسئلة.
CNN: كيف نعرف أن النوم مهم لصحتك؟
الدكتورة لينا وين: الأدلة قوية. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون بانتظام أقل من سبع ساعات في الليلة، لديهم معدل خطر أعلى للإصابة بمرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وهي عوامل خطر رئيسية للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. والأشخاص الذين يعانون من أنماط نوم غير منتظمة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قد يؤثر نقص النوم على أداء الجهاز المناعي، ويزيد من فرص الإصابة بالأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى إضعاف القدرة على التعلّم، وحل المشاكل، واتخاذ القرار، والتحكم في المشاعر. ويمكن أن يكون النعاس أثناء النهار خطيرًا لأنه يزيد من حوادث السيارات، والإصابات المرتبطة بالعمل.
CNN: ما هي أنواع العلاجات الطبية التي يمكن أن تساعد على النوم؟
وين: لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قائمة بالأدوية، سواء كانت بوصفة طبية أو من دونها لعلاج الأرق.
من المهم إدراك أنّ العديد منها يترافق مع آثار جانبية كبيرة، مثل الترنح في اليوم التالي، والمشي أثناء النوم، والارتباك، والدوخة. قد يعتاد الجسم على تناول البعض منها، ولا يفترض استخدامها على المدى الطويل. تتفاعل العديد منها مع أدوية أخرى. يجب على أي شخص يفكر بهذه العلاجات التحدث مع أطبائه قبل البدء بتناولها.
CNN: هل الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أكثر أمانًا من الأدوية الموصوفة؟
وين: ليس بالضرورة. على سبيل المثال، يتناول بعض الأشخاص مضادات الهيستامين مثل بينادريل لمساعدتهم على النوم. يمكن أن تسبب مضادات الهيستامين بجرعات زائدة خطرًا إذا تم تناولها بكميات كبيرة أو خلطها مع أدوية أخرى، أو كحول. يمكن لهذه الأدوية أيضًا أن تسبب التخدير، وتضعف وظائف الجسم في اليوم التالي. كل هذا يعني أن مجرد وجود دواء ما من دون وصفة طبية لا يعني أنه آمن في جميع الحالات.
CNN: ماذا عن الميلاتونين؟ ما هو، وهل يساعد على النوم؟
وين: الميلاتونين هرمون ينتجه الدماغ استجابة للظلام. فهو يساعد على تنظيم إيقاع حياتنا اليومية، وساعتنا الداخلية، ويُعتبر هرمونًا مهمًا للنوم.
مكملات الميلاتونين هي نسخ معملية من هذا الهرمون. هناك بعض الأدلة على أن مكملات الميلاتونين يمكن أن تساعد في علاج اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. وقد تساعد أيضًا عمال المناوبات والأشخاص الذين يجدون صعوبة في النوم بالوقت الطبيعي أثناء الليل.
إحدى القضايا التي يجب مراعاتها أن الميلاتونين هو مكمل، ولا يتم تنظيمه من قبل إدارة الغذاء والدواء بالطريقة ذاتها التي يتم بها وصف الأدوية. يجب على الأشخاص التعامل مع الميلاتونين والمكملات الأخرى بحذر، كما هي الحال مع الأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية، ومناقشة الاستخدام أولاً مع مقدم الرعاية الأولية.
CNN: ما هي الأدوية الأكثر فعالية من غيرها؟
وين: هذا يعتمد على الفرد. كما هي الحال مع أي حالة صحية أخرى، قد يستجيب بعض الأشخاص بشكل أفضل لنوع واحد من العلاج، والبعض الآخر لنوع ثان.
بالعودة خطوة إلى الوراء، أعتقد أنه من الضروري لكل شخص يفكر في تناول دواء للنوم أن يتصل أولاً بمقدم الرعاية الصحية الخاص به. يجب أن تخضع لتقييم لمعرفة سبب قلة نومك.
ربما يتعلق الأمر ببساطة بعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم. وهذا يختلف عما إذا كنت غير قادر على النوم بمجرد التوجه للسرير. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع بعض الأشخاص النوم، ولكنهم يستيقظون بعد ذلك في منتصف الليل.
كما أن تناول الكحول قد يزيد في الواقع من الاستيقاظ أثناء الليل، ويقلل من جودة النوم. ربما تكون لديك حالة طبية غير مشخصة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساق، ما يؤدي إلى إيقاظك. من المهم إجراء هذا التقييم للعثور على جذر المشكلة قبل البدء في تناول الأدوية.
CNN: كان هناك الكثير من الأحاديث عبر "تيك توك" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى حول "موكتيل الفتاة النائمة". ماذا يمكنك أن تخبرينا عن هذا الاتجاه، وما إذا كانت تجربته آمنة؟
وين: هذه وصفة لنصف كوب من عصير الكرز الحامض الممزوج مع ملعقة من مسحوق المغنيسيوم، ومغطاة بماء الصودا أو صودا البريبايوتك.
أعتقد أنه ربما تم اختيار عصير الكرز اللاذع لأنه يحتوي بشكل طبيعي على بعض الميلاتونين. إنها كمية صغيرة، ولكن ربما يكون لها بعض التأثير على تعزيز النوم. المغنيسيوم هو معدن تشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد في الاسترخاء والنوم. يُحتمل أن تكون المياه الغازية أو صودا البريبايوتيك مناسبة لإضفاء النكهة.
لست متأكدة من أن هذا الخليط يفي بمعايير علاج الأرق، لكنه يبدو آمنًا جدًا. ربما يستجيب بعض الأشخاص له بسبب تأثير الدواء الوهمي، ولكني أقول لماذا لا؟ إذا كان ذلك يساعد شخصًا ما في الحصول على نوم أفضل، ولم يكن هناك أي ضرر، فيمكن الاستمرار بتناوله.
CNN: ما هي التدابير غير الصيدلانية الأخرى التي يمكن أن تساعد في النوم؟
وين: هذا سؤال رئيسي، ويعود إلى مسألة سبب معاناة شخص ما من مشاكل في النوم.
- الكثير من الناس يعانون لأنهم لا يقضون وقتًا كافيًا في السرير، وهو أول عنصر مهم للنوم الجيد. إذا كانت مدة النوم المثالية تبلغ سبع ساعات كحد أدنى في الليلة، فحاول تخصيص ثماني ساعات في السرير.
- بفضل التوجه إلى السرير في الوقت ذاته يوميًا، ضمنًا عطلات نهاية الأسبوع. وتجنب القيلولة خلال النهار إن أمكن.
- بيئة النوم مهمة أيضًا. من الأفضل النوم في مكان بارد، وهادئ، ومظلم.
- حاول تجنب النظر إلى هاتفك الخلوي أو مشاهدة التلفزيون قبل النوم مباشرة.
- وأخيرًا، هناك تدابير غير صيدلانية أخرى، مثل زيادة النشاط البدني، واليوغا، والوخز بالإبر التي يمكن أن تساعد بعض الأشخاص.
تأكد من التحدّث مع مقدم الخدمة الخاص بك لتشخيص أي مشكلات أخرى ثم تجربة طرق مختلفة، بالتشاور مع مقدم الخدمة الخاص بك، لمعرفة ما هو الأفضل بالنسبة لك.