"انسحاب إسرائيلي بلا عودة وتغيير النظام".. إليك ما قاله ناصر القدوة عن "اليوم التالي للحرب"

الشرق الأوسط
نشر

خلال مقابلة أجراها مع شبكة CNN، تحدث وزير خارجية السلطة الفلسطينية السابق وممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، ناصر القدوة، مع المذيع فريد زكريا حول اليوم التالي للحرب في غزة، وعن حل الدولتين.

نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بين ناصر القدوة وفريد زكريا: 

محتوى إعلاني

فريد زكريا: ناصر، دعنا نتحدث عن اليوم التالي وكيف سيبدو. لقد سمعت تسيبي ليفني تقول إن السلطات الفلسطينية يجب أن تتولى السلطة، لكن الكثير من الناس يقولون - في الولايات المتحدة وإسرائيل، وبصراحة، في الأراضي الفلسطينية أيضًا - إن السلطة الفلسطينية فاسدة، وأنها معرضة للخطر، وخاصة أن محمود عباس - أبو مازن الذي يرأسها – كبير جدًا ليغير من شخصيته. ماذا تعتقد؟

ناصر القدوة: حسنًا، أنا لا أختلف مع ذلك، لكن دعونا نتحدث عن اليوم التالي بشكل عام، وهنا أعتقد أن عدة أشياء مهمة جدًا يجب أن تحدث. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تنتهي هذه الحرب الكارثية. أعني أن سفك الدماء ومعاناة السكان والأفكار الجنونية، مثل الترحيل الجماعي وتقليص مساحة غزة وأشياء من هذا القبيل، يجب أن تتوقف.ومن ثم علينا التأكد من أن هناك انسحابًا إسرائيليًا، انسحابًا بلا عودة ودون أي محاولة لفرض شروط على الشعب الفلسطيني لا يقبلها الشعب، كالحصار على سبيل المثال. ومن ثم، بالطبع، نحتاج إلى التوصل إلى حل بشأن تبادل الرهائن والسجناء بطريقة تنهي هذه الدراما بشكل صحيح.
بعد ذلك، أنا هنا أتفق مرة أخرى مع ما قلته في البداية، بأننا بحاجة إلى سلطة فلسطينية جذرية ويتم إصلاحها بشكل جدي، وليس هذا النوع من الحيلة التي رأيناها مع الحكومة الحالية عندما جاء السيد عباس بتلك الحكومة، أعني، هذا لم يغير شيئا ولا يمكن أن يغير أي شيء.
نحن بحاجة إلى تغيير النظام بشكل عام. نحن بحاجة إلى تغيير قدرة السيد عباس على الحكم كما يشاء وأن يفعل ما يريد من خلال ربما حكومة متمكنة يمكنها إعادة بناء غزة، الأمر الذي يأخذنا إلى شيء آخر يجب أن يحدث، نحن بحاجة إلى حكومة فعالة خالية من الفساد وقادرة على إعادة بناء غزة وتهيئة الوضع، هذا الجزء من البلاد بالإضافة إلى الضفة الغربية، تجهيزها للانتخابات بعد فترة عندما يسمح الوضع بهذا النوع، لأن الانتخابات في نهاية المطاف هي الحل الوحيد الممكن، الحل الحقيقي والجذري لكل علل الوضع الفلسطيني.
وأخيرا، نحن بحاجة إلى عقد مؤتمر للمانحين لتوفير المساعدة المالية اللازمة لإعادة بناء غزة. قبل ذلك، أعتقد أننا بحاجة أيضًا إلى وجود نوع ما من الوجود الأمني العربي الذي من شأنه أن يوفر وضعًا مؤقتًا يمكن من خلاله تولي زمام الأمور من الإسرائيليين وتسليمها إلى الحكومة الفلسطينية - الحكومة الفلسطينية الجديدة - أعتقد أن هذا شيء سيكون العرب على استعداد للنظر فيه، إذا كان: أولاً، أن يكون هناك التزام إسرائيلي بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وثانياً، إذا كان هناك التزام إسرائيلي بحل سياسي ينص على الدولتين، إسرائيل وفلسطين، مع الاعتراف المتبادل بينهما في تاريخ معين يتم الاتفاق عليه.

فريد زكريا: إذًا، ليس لدي الكثير من الوقت، لكن يجب أن أسألك، عندما تنظر إلى المزاج السائد في إسرائيل اليوم، يبدو أنهم عازمون على البقاء في غزة للحفاظ على بعض التواجد الأمني. لقد أنشأوا بالفعل مناطق عازلة، وهم يقومون بإنشاء ممرات لتجعل الانتقال من شمال غزة إلى جنوبها صعبًا. عندما تسأل الناس في إسرائيل عن حل الدولتين، يبدو أن هذا الحل عند أدنى مستويات الدعم له منذ عقود. هل تتوقع هذا التغيير؟ يبدو الأمر صعبا.

ناصر القدوة: حسنًا، الأمر صعب ولكنه سيتغير. قرأت ذات مرة مقالاً لكاتب إسرائيلي قال إنه سيكون هناك حل سياسي، ليس من باب الشهامة والحماس، بل من باب اليأس وفشل الطرفين في إبادة الطرف الآخر.