دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خيّمت مجموعة من الأحداث على الدول المغاربية خلال عام 2015 الذي ينتهي بعد ساعات قليلة، بعض هذه الأحداث شكّل تحديًا كبيرًا لبلدان خرجت للتو من دوامة الانتفاضات، وبعضها شكّل بارقة أمل في منطقة عانت من انتشار الإرهاب والأزمات بين الفرقاء السياسيين.
ولعلّ الإرهاب الذي عانت منه تونس في ثلاث محطات أساسية، وأول انتخابات جماعية وجهوية في مغرب دستور 2011، والمصالحة في ليبيا، والصراع الناشب في الجزائر بخصوص قضية الجنرالات، تعدّ من أهم الومضات في عام 2015، جعلت منه عامًا التحديات الكبرى في بلدان لا تزال تحلم بتوحيد جهودها وتفعيل اتحاد لم يظهر سوى في عناوين الإعلام.
أحداث المغرب:
عقوبة انتهت مبكرا: عاقب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم المغرب بخصوص طلب تأجيل استضافته كأس أمم إفريقيا بمبرّر انتشار مرض الإيبولا، بحرمانه من المشاركة في النهائيات الإفريقية 4 أعوام وتغريمه 9,7 مليون دولار، ليقرّر المغرب استنئاف الحكم لدى المحكمة الرياضية التي أبطلت المنع من المشاركة وخفضت من قيمة الغرامة.
إعفاء أربعة وزراء: شكّل إعفاء الملك محمد السادس لوزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، بسبب "فضيحة ملعب الرباط"، مادة دسمة للرأي العام المغربي، وبعد ذلك بحوالي ستة أشهر، أعلن الملك عن إعفاء ثلاثة وزراء جدد، اثنان منهما، أي الحبيب شوباني، وسمية بنخلدون، خلقا ضجة واسعة بإعلان رغبتهما الزواج.
الفيلم الممنوع: لم يحتج المغاربة سوى لبضعة لقطات مسرّبة من فيلم "الزين اللّي فيك" كي يثيروا نقاشًا حاميًا حول الجرأة والمشاهد الجنسية في السينما، انتهى بإعلان وزارة الاتصال منع الفيلم الذي أخرجه نبيل عيوش من العرض بدعوى "إساءته للمرأة وللقيم المغربية".
الانتخابات الجماعية والجهوية: تمكّن حزب الأصالة والمعاصرة من تصدر هذه الانتخابات، الأمر الذي زاد في درجة الصراع بينه وبين الحزب الذي يقود الحكومة، أي العدالة والتنمية، نظرًا لاختلافية المرجعية بينهما، لا سيما أن الثاني حققًا تقدمًا كبيرًا في هذه الانتخابات.
أحداث تونس:
تشكيل حكومة الصيد: تمكن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد من تشكيل حكومة ائتلافية بعدما منحها مجلس نواب الشعب الموافقة، متجاوزًا بذلك الرفض التي واجه الحكومة الأولى بمبرّر تغييب عدد من الأحزاب التونسية.
الأحداث الإرهابية: وجدت تونس نفسها عرضة لثلاثة هجمات إرهابية خطيرة في هذا العام، أولها الهجوم على متحف باردو الذي خلّف وفاة 23 شخصًا، ثم الهجوم على فندق بسوسة ومصرع 38 سائحًا، وبعدها تفجير حافلة للأمن الرئاسي، ومصرع 12 رجل أمن، ممّا أفضى إلى فرض حالة الطوارئ مرتين، وتدهور القطاع السياحي.
فوز تونس بجائزة نوبل للسلام: حقق رباعي الحوار التونسي جائزة نوبل للسلام نظرًا لإسهاماته في قيادة التوافق السياسي في بلاده، ليكون التتويج بمنزلة مساحة أمل في بلد عانى من مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة منذ نهاية عهد زين العابدين بن علي.
نقاش المثلية الجنسية: خاضت هيآت وأحزاب حملة واسعة ضد البند القانوني الذي أرسل شابًا تونسيا للسجن بتهمة "اللواط"، وطالبت جمعيات بحذف ما يعرف بـ"فحوصات العار" التي تفرض على المتهمين بالمثلية، كما نادى وزير العدل محمد بنعيسى بإلغاء البند المذكور، ممّا كان أحد الأسباب التي دفعت إلى إقالته.
أحداث الجزائر:
أحداث غرداية: في مواجهات مذهبية بين الأمازيغ الإباضيين والعرب السنة، قُتل حوالي 24 جزائريًا وأعلنت السلطات عن حظر التجوال في منطقة غرداية. وقد اغتنمت الجزائر زيارة مسؤول عماني لبلادها كي تؤكد أن لا علاقة لسلطنة عمان صاحبة المذهب الإباضي بما وقع.
قضية الجنرال توفيق: تخلّت الجزائر، وبشكل مفاجئ، عن الجنرال محمد مدين الذي تزعم الاستخبارات لحوالي ربع قرن، وقامت بعد ذلك بمحاكمة رئيس فرع مكافحة الإرهاب، الجنرال حسان، ممّا دفع بمحمد مدين، المعروف بالجنرال توفيق، إلى التنديد بالحكم، في أول خروج إعلامي له على الإطلاق.
إصدار الحكم في "فضيحة القرن": انتهت قضية عبد المؤمن خليفة بالحكم عليه بـ18 سنة نافذة وغرامة مادية، وهي التي عُرفت بأكبر فضيحة مالية في تاريخ الجزائر، تسبّب خلالها خليفة بخسارة البنك الجزائري لـ3,2 مليار دولار، بسبب عملية اختلاسات في مجموعته الاقتصتادية.
اختطاف الأطفال: عانت الكثير من الأسر الجزائرية من اختطاف أطفالها من طرف عصابات لأجل طلب الفدية. وانتهت العديد من هذه القضايا بوفاة الأطفال المختطفين، الأمر الذي أثار ضجة واسعة ودفع بالسلطات الأمنية إلى تشديد الإجراءت وبالأسر إلى مراقبة أكبر لأطفالها.
أحداث ليبيا:
محاكمة رموز النظام السابق: بعد طول تأجيل، أعلن القضاء الليبي عن أحكامه بحق 37 شخصية من نظام القذافي، وأصدر بذلك حكم الإعدام رميًا بالرصاص على سيف الإسلام القذافي ومدير المخابرات السابق وآخر رئيس للوزراء.
سيطرة "داعش" على سرت: أعلنت قوات تنسب نفسها إلى تنظيم "داعش" سيطرتها على مدينة سرت، في أول واقعة لسيطرة هذا التنظيم على مدينة ليبية كبيرة منذ الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي، ممّا شكّل منعطفًا خطيرًا في الأزمة الليبية.
توقيع اتفاق المصالحة في المغرب: أعلنت الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية توقيع اتفاق تشكيل حكومة وطنية بين الأطراف الليبية، غير أن الاتفاق لم ينل رضا أطراف أخرى، لا سيما زعيمي برلمان مدينة طبرق، والمؤتمر الوطني العام في طرابلس.
إعدام الأقباط المصريين: أظهر فيديو إعدام تنظيم "داعش" 21 قبطيًا مصريًا في ليبيا بطريقة هجمية أثارت سخطًا واسعًا، ودفعت بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إعلان إجلاء كل المصريين من الأراضي الليبية.